المملكة المتحدة رفعت أسعار الطاقة.. أوروبا تواجه "شتاء قاسيا" بسب الغاز الروسي

نشر موقع "ماركت ووتش"، الخميس، تحليلا لشركة "مورغان ستانلي" يتوقع مدى استفادة أوروبا من مخزونات الغاز الطبيعي، ويبين أنها قد تجتاز فصل الشتاء المقبل بسبب مخزون الغاز المتوفر لديها، ولكن بأسعار مرتفعة على المستهلكين.

وترافق نشر التحليل مع قرار رفع سقف أسعار الطاقة في المملكة المتحدة بنسبة 80 في المئة، بحسب ما نقلت فرانس برس عن السلطة المنظمة.

وسيرتفع سقف أسعار الطاقة في المملكة المتحدة بنسبة 80 في المئة ابتداءً من أكتوبر، ممّا سيؤدي إلى زيادة التضخّم وسط أزمة غلاء المعيشة، وإلى الضغط على الحكومة للتحرّك.

وأعلنت السلطة البريطانية المنظمة للطاقة "اوفغيم"، الجمعة، أنّ السقف سيرتفع من 1,971 جنيهاً استرلينياً سنوياً لكلّ أسرة متوسّطة إلى 3,549 جنيهاً استرلينياً بسبب ارتفاع أسعار الغاز العالمية، خصوصاً منذ الحرب في أوكرانيا. 

ويشير التحليل إلى أن أوروبا قد تواجه مشكلة في شتاء العام المقبل، في ظل حدوث اضطراب بإمدادات الغاز من روسيا بسبب العقوبات الغربية الناتجة عن غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

و"تحاول الدول الأوروبية زيادة احتياطياتها من الغاز قبل الشتاء، بعد خفض إمدادات الغاز الروسي بنحو 80٪ خلال العامين الماضيين"، وفقا للموقع.

ويقول محللون من مورغان ستانلي (Morgan Stanley) إنه "في حين أن الجزء الأكبر من التراجع في إمدادات الغاز لأوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 (Nord Stream 1) قد حدث بالفعل، فإن نسبة 20٪ المتبقية تؤثر على التقلبات في العرض والطلب".

وتشير التوقعات إلى أن إمدادات الغاز المتاحة من المقرر أن تنخفض بنسبة 11٪ أخرى في "عام الغاز المقبل" - الذي يمتد 12 شهرا اعتبارا من أكتوبر.

وسلطوا الضوء على أن العرض من مناطق أخرى مثل النرويج أو المملكة المتحدة أو شمال أفريقيا "بلغ الحد الأقصى على نطاق واسع"، وتساءلوا عما إذا كان الطلب يمكن أن ينخفض ​​بسرعة كافية.

كما أعرب فريق المحللين، بقيادة محلل الأسهم، مارتين راتس، عن قلقه، الأربعاء، بشأن بيان شركة الغاز المملوكة للدولة الروسية "غازبروم" الأسبوع الماضي، بأنها ستوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا لمدة ثلاثة أيام عبر خط الأنابيب الرئيسي بسبب الصيانة.

وأعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة، يوم الجمعة الماضي، تعليق شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" لمدة ثلاثة أيام من 31 أغسطس إلى 2 سبتمبر بهدف "الصيانة".

وقالت غازبروم في بيان "في 31 أغسطس 2022 ستتوقف وحدة ضغط الغاز الوحيدة ترينت 60 عن العمل لمدة ثلاثة أيام بهدف الصيانة" التي سيشارك فيها تقنيون من شركة سيمنز.

وأضافت أن "نقل الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم سيتوقف لمدة ثلاثة أيام"، مؤكدة أنه "من الضروري إجراء صيانة كل ألف ساعة" من التشغيل.

وأوضحت غازبروم أنه "بعد انتهاء هذه الأعمال وفي ظل عدم وجود أعطال فنية ستستأنف عمليات التسليم بمقدار 33 مليون متر مكعب من الغاز يوميا".

وقد يزيد هذا القرار المخاوف من حدوث نقص في الطاقة في أوروبا حيث تُتهم موسكو بالابتزاز على هذا الصعيد، وفقا لفرانس برس.

ومنذ فرض الدول الغربية عقوبات على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا، خفضت روسيا عدة مرات من إمدادات الغاز إلى أوروبا، التي تعتمد عليها بشدة.

وكانت حوالي 40 في المئة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز تأتي من روسيا حتى العام الماضي.

وبالعودة إلى التحليل، فإنه "بسبب التخزين في دول مثل إيطاليا وألمانيا قبل إغلاق خط الأنابيب، فإن فصل الشتاء هذا العام قد يكون قابلا للإدارة، ولكن الشتاء في العام المقبل والعام الذي يليه يمكن أن يكون صعبا بشكل استثنائي".

وقال فريق المحللين في مذكرة للعملاء، الأربعاء، "إذا انخفضت تدفقات نورد ستريم 1 إلى الصفر، فمن المفترض أن تظل مخزونات هذا الشتاء تحت السيطرة".

وأكد المحللون أنه "لا يزال من الصعب تقدير التأثير الدقيق بالنظر إلى أن الأسعار وصلت إلى مستويات غير مسبوقة".

وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية، الاثنين، مع استعداد روسيا لوقف الإمدادات إلى دول الكتلة عبر خط الأنابيب، وفقا لصحيفة "التايمز".