04/10/2022 09:26AM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
لقد دخلنا، على مستوى التعليم في لبنان، مرحلة اضطراب ستنعكس سلبا، وبشكل متصاعد، على مستوى التعليم، في القطاعين: الرّسميّ والخاصّ، وشيئا فشيئا ستفرّغ مدارسنا وجامعاتنا من طاقاتها البشريّة، وخصوصًا الموهوبين في مجال التعليم.
وإذا كانت إدارات القطاع الخاصّ قد استدركَت، في نهاية العام الدراسيّ الماضي، وأعطت معلّميها جزءا من الراتب بالدولار، فإنّ وضعها لن يكون مرتاحا، في بحر العام الدراسيّ الحاليّ، بعدما أقرّت الدولة زيادة الرواتب للقطاع العامّ، ومن ضمنه المدرسة الرسميّة. وذلك لأنّ عددا كبيرا، من إدارات المدارس الخاصّة أعطى مبلغًا زهيدا بالدولار، يتراوح بين الخمسين والمئة وخمسين دولارا في الشهر. ما يعني أنّ القطاع الخاصّ الذي بدا سبّاقا في زيادة الرواتب، أصبح اليوم متأخّرا عن القطاع العامّ، ويسعى على مستوى معلّميه غير القادرين على الاستمرار، للّحاق بمعلّمي المدرسة الرسميّة من حيث نسبة الزيادة على الراتب، وهي حتّى الآن تساوي راتبَين إضافيَّين.
ولا تعني هذه المقارنة البسيطة أنّ وضع التعليم الرّسميّ سيكون سليما. وإن حاولت السلطة الالتفاف على مطالب المعلّمين المحقّة جدّا، من خلال توجيه نقابيّين محسوبين عليها، للعمل ضدّ زملائهم. فهذا الواقع أنتج شرخا كبيرا بين قاعدة المعلّمين، وبعض المتحدّثين باسمهم. الأمر الذي سيؤدّي حكما إلى شدّ حبال مؤلم، يجعل العام الدراسيّ في مهبّ الريح.
لا شكّ في أنّ وزير التربية لم يكن صاحب خطّة واضحة واستراتيجيّة تربويّة شاملة، ترفع أزمة التربية عندنا إلى منزلة القضيّة، لتُحرَج السلطة، تحت ضغط الوزير والمعلّمين في آن واحد. وحقيقة الأمر، أنّ الوزير حاول حلّ المشكلة المستعصية، على طريقة كلّ يوم بيومه. إضافة، إلى أنّه شدّد على الحوافز الماليّة، وهي بالدولار الأميركيّ، من الجهات المانحة، بينما هو لا يستطيع في الواقع تأمين مئة وثلاثين دولارا كلّ شهر، لكلّ معلّم. وكيف سيستطيع ذلك، طالما أنّ مستحقّات ماليّة كبيرة مستحِقّة للمعلّمين من سنة مضت، ولم يتمكّن من إيصالها لهم.
ولكي يتأكّد المعلّمون من عجز وزيرهم، جعل أيّام التعليم أربعة في الأسبوع، وثلاثة للمعلّم غير المستطيع لأسباب البعد الجغرافيّ. وفي هذا الإجراء ضربة قاسية للمدرسة الرسميّة، ولمعلّميها في الوقت نفسه، وخدمة مجانيّة للمدرسة الخاصّة. فماذا ينفع المعلّم يوما عطلة في الأسبوع؟ هل يُمضيهما وعائلته بِلا أكل وطبابة وسكن؟
كلّ المعلّمين يرغبون في خمسة أيّام تعليميّة، وما يريدونه هو راتب يؤمّن أقلّ من الحدّ الأدنى لحياة لم يعد من الممكن أن تكون كريمة على المدى المنظور.
وكان الله في عون الأهل، وحامل الطبشورة البيضاء، التي يفترسها فقرٌ طاعِنٌ في السواد.
شارك هذا الخبر
أرباح "هواوي" تتضاعف في 2023
بالصورة: شهيد سابع لحزب الله اليوم!
هكذا رد حزب الله على اعتداءات العدو الإسرائيلي في دمشق وحلب
أدرعي ينشر فيديو ويعتزم: إستهدفنا نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله في البازورية
قبلان: لا أولوية وطنية أهم من الجبهة الجنوبية
داعش يُعاود الظهور: فرار جماعي من سجن عفرين بتواطؤ من الشرطة
متطوعو الدفاع المدني علقوا العمل في الشمال..إليكم التفاصيل
كيف سيكون طقس عيد الفصح؟
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa