هل بدأ التطبيع مع إسرائيل؟

28/10/2022 01:58PM

 المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت نوال برو في "السياسة":

بعد مفاوضات معقدة شهدت الكثير من المد والجزر لسنوات وسلسة من التهديد والوعيد المتبادل على الجبهات، استطاع لبنان و "إسرائيل " التفاهم على مسألة ترسيم الحدود البحرية. تحققت "العجيبة" ووقّع العدوّان اتفاق الترسيم بـ "دفشة" أميركية. مرحلة جديدة سيعيشها  كلا الجانبين لاسيما لبنان الذي يأمل بأن يصبح بلدًا نفطيًا مزدهرًا اقتصاديًا بعد الأزمات المتتالية التي مرت عليه. 

على خط آخر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس بعد إتمام هذا الاتفاق وبدأ الجدل بين رواده المؤيدين والمعارضين له.  

سلسلة من التساؤلات طُرحت: ألا يعتبر ترسيم الحدود مع إسرائيل دليلًا واضحًا على الإعتراف بوجودها كدولة؟ هل يشكل اتفاق الترسيم بداية التطبيع؟ 

وفي إحصاء أعدّه موقع "السياسة"، رأى 61٪ من المواطنين أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل هي بداية التطبيع، في حين اعتبر  39٪ منهم أن الاتفاقية لا تعتبر تطبيعًا. 

فما رأي المحامي الدكتور أنطوان صفير؟

اعتبر المحامي أنطوان صفير في حديث لـ السياسة أنّ ترسيم الحدود لا يشير إلى الإعتراف بدولة إسرائيل، لأن الإعتراف لا يكون اعترافًا ضمنيًا بل عليه أن يكون اعترافًا علنيًا موثقًا. وأضاف: "الترسيم هو اتفاقية لديها نتائج المعاهدة، ولكنها ليست معاهدة".

وشرح صفير أنّ الإعتراف بإسرائيل عليه أن يكون معلنًا وواضحًا في وثيقة واضحة باتفاق بين البلدين وليس بطريقة غير مباشرة. ورأى أنّ الاتفاقية ليست سوى تأكيد على حدود لبنان مع إسرائيل حتى لو لا نعترف بها كدولة، معتبرًا أننا بهذه الطريقة نحمي حقوقنا وثرواتنا. وتابع: "المفاوضات غير مباشرة وهي بوساطة أميركية وتدخل الأمم المتحدة, ولو كنّا نعترف بالدولة الإسرائيلية لكانت المفاوضات مباشرة، لذا لا داعي لتحميل الأمر أكثر من حجمه". 

الاتفاقية ليست بداية تطبيع

أكد صفير أنه لا يمكن إدراج اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تحت تسمية "التطبيع"، "فالتطبيع هو علاقات اقتصادية وتجارية وانفتاح سياحي وهذا غير موجود بين لبنان وإسرائيل. وأشار صفير إلى أن الموضوع في هذه الاتفاقية هو ترسيم الحدود البحرية بموجب تبادل رسائل غير مباشرة، إلا أن العودة عنه غير ممكنة لأنه أصبح نهائيا وله كل أوجه الاتفاقية الدولية.

وختم صفير، من غير المستبعد أن تفتح هذه الاتفاقية الباب أمام تفاهمات مستقبلية, إلا أن العداء مع إسرائيل هو مبدأ مقر وموجود. ولا يمكن أن تنتهي حالة الحرب إلا باتفاقية سلام، وهذا أمر غير وارد.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa