الضربات في العمق الروسي... موسكو محرجة وبوتين يكثف الهجمات في أوكرانيا

جاء في "الحرة":

أطلقت موسكو وابلا هائلا آخر من الصواريخ على مواقع في أوكرانيا، الاثنين، وضربت المنازل والمباني وقتلت مدنيين، بعد ساعات من ادعاء الكرملين أن طائرات بدون طيار أوكرانية ضربت قاعدتين جويتين في عمق الأراضي الروسية.

ونفذت أوكرانيا هجوما على الأراضي الروسية، الاثنين، مستهدفة قاعدتين عسكريتين على بعد مئات الأميال داخل البلاد، باستخدام طائرات بدون طيار، وفقا لوزارة الدفاع الروسية، وهو ما أكده مسؤول أوكراني كبير تحدث لصحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة إن إطلاق الطائرات بدون طيار تم من الأراضي الأوكرانية، وتم تنفيذ واحدة على الأقل من الضربات بمساعدة القوات الخاصة القريبة من القاعدة التي ساعدت في توجيه الطائرات بدون طيار إلى الهدف، حسبما قال المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لنقل معلومات حساسة.

وهدد الهجوم غير المسبوق في روسيا بتصعيد كبير في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وفقا لأسوشييتد برس، لأنه ضرب مطارا يضم قاذفات قنابل قادرة على حمل أسلحة نووية.

وهدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السابق باستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن أرضه، وهي ملاحظة فسرها كثيرون على أنها تشمل الأسلحة النووية.

وتشن روسيا قصفا أسبوعيا تقريبا على أوكرانيا ردا على هجوم جريء آخر وهو تفجير شاحنة مفخخة في 8 أكتوبر لجسر حيوي يربط البر الرئيسي بشبه جزيرة القرم.

وحاول بوتين، الاثنين، أن يظهر أن بلاده يمكن أن تتعافى من هذا الإحراج من خلال قيادة سيارة عبر الجسر الذي تم إصلاحه جزئيا.

وافتتح بوتين شخصيا الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا  في عام 2018 كجزء من جهد مكلف لتعزيز مطالبته بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.

وفي وابل من الهجمات الانتقامية، الاثنين، تسببت الصواريخ في تعطيل الخدمات الأساسية في عدة مناطق أوكرانية في إطار استراتيجية موسكو لإلحاق المزيد من الألم مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن أربعة أشخاص قتلوا في قصف الاثنين.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت أكثر من 60 صاروخا من أصل 70 صاروخا، وأظهر زيلينسكي مرة أخرى تحديا، مشيدا بالعمال الذين حاولوا على الفور استعادة الطاقة.

وقال زيلينيسكي في "خطابه الليلي، كل صاروخ روسي يسقط هو دليل ملموس على أنه يمكن هزيمة الإرهاب".

وقالت أوكرانيا إن المؤشرات الأولية أظهرت أن روسيا أطلقت 38 صاروخ كروز من حاملات طائرات في بحر قزوين ومن منطقة روستوف الجنوبية.

وأضافت أنه تم إطلاق 22 صاروخا من طراز كاليبر من أسطول البحر الأسود الروسي، كما شاركت قاذفات بعيدة المدى وطائرات مقاتلة وصواريخ موجهة.

وقالت شركة أوكرينيرجو للكهرباء إن منشآتها أصيبت مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي على الرغم من أن رئيس الوزراء قال في وقت لاحق إن منشآت الكهرباء تضررت في ثلاث مناطق فقط وهو ليس على نطاق واسع كما حدث في هجمات سابقة.

وفي العاصمة كييف، ملأ عشرات الأشخاص بسرعة محطة مترو زولوتي فوروتا المركزية بعد تحذيرات من غارات جوية. ولم تظهر مؤشرات فورية على إصابة المدينة أو المنطقة المحيطة بها.

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بوقوع انفجارات جنوب كييف في تشيركاسي وكريفي ريه وأوديسا.

وقال مسؤولون إن المياه والكهرباء والتدفئة المركزية انقطعت عن أجزاء كثيرة من أوديسا.

وفي مولدوفا المجاورة قالت وزارة الداخلية على صفحتها على فيسبوك إن ضباط حرس الحدود عثروا على صاروخ في بستان قرب مدينة بريسيني الشمالية قرب الحدود مع أوكرانيا.

وذهبت فرقة متفجرات إلى مكان الحادث لكن لم يتضح على الفور متى سقط الصاروخ أو من أطلقه.

ومطار إنجلز، حيث ضربت الغارة الأوكرانية، يقع على نهر الفولغا في جنوب روسيا، هو قاعدة لبعض القاذفات الروسية بعيدة المدى ذات القدرة النووية، بما في ذلك توبوليف-160 وتوبوليف-95.

ويقول مسؤولون أوكرانيون إنه أيضا نقطة انطلاق لحملة روسيا المستمرة من الهجمات الصاروخية على البنية التحتية، والتي تركت ملايين الأوكرانيين يعانون نقص الطاقة في بداية فصل الشتاء.

ووقع الانفجار الآخر في قاعدة دياجيليفو العسكرية في مدينة ريازان بوسط البلاد، على بعد حوالي 100 ميل فقط من موسكو، وفقا لوزارة الدفاع الروسية.

وهناك وقعت الوفيات والإصابات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الروسية ريا نوفوستي.

ورفضت الحكومة الأوكرانية الاعتراف علنا بالضربات، تمشيا مع ممارستها مع الهجمات الأخرى على روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

وتقع قاعدة إنجلز الجوية ومنشأة ريازان العسكرية على بعد ما بين 300 و 450 ميلا من الحدود الأوكرانية، وهو ما يتجاوز مدى أي صاروخ معروف في ترسانة أوكرانيا، وفقا لنيويورك تايمز.

وأظهرت الهجمات ضعف بعض المواقع العسكرية الأكثر استراتيجية في روسيا، وفقا لأسوشييتد برس، مما أثار تساؤلات حول فعالية دفاعاتها الجوية إذا تمكنت الطائرات بدون طيار من الاقتراب منها.

وكانت وكالات الأنباء الروسية قد تحدثت في وقت سابق عن وقوع انفجارات في كلا الموقعين، وقدمت تفاصيل مختلفة قليلا عن وزارة الدفاع بشأن الضحايا.