بعد العقوبة على روسيا.. أسعار النفط تتقلب وموسكو تهدد بـ"تفعيل آلية الرد"

06/12/2022 03:02PM

ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، بعد أن دخل سقف السعر، الذي حددته مجموعة السبع، على النفط الروسي المنقول بحرا حيز التنفيذ، الإثنين، علاوة على حظر الاتحاد الأوروبي لواردات الخام الروسي عن طريق البحر، في الوقت الذي بدأت فيه موسكو التهديد بخفض إنتاج النفط ردا على العقوبات.

وفي تعاملات بعد الظهر، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت دولارا واحدا إلى 81.68 دولارا للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط دولارا واحدا إلى 75.93 دولارا للبرميل.

وذكرت وكالات روسية للأنباء نقلا عن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك قوله، الثلاثاء، إن آلية روسيا لحظر مبيعات النفط الخاضعة لسقف سعري فرضته بلدان غربية من المنتظر تفعيلها قبل نهاية العام.

ونقلت وكالة ريا عن نوفاك قوله للصحفيين "نجهز قرارنا". وأضافت أنه عند سؤاله إن كان سيجري تفعيل الآلية بنهاية العام رد قائلا "نعم. أنا متأكد من ذلك".

وفي وقت سابق من اليوم قال نوفاك إن بلاده قد تخفض إنتاج النفط قليلا.

وأضاف أن روسيا تحدث تغييرات في سلاسلها اللوجستية ردا على فرض الدول الغربية حدا أقصى لأسعار النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل بهدف تقليص قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 66 سنتا إلى 83,34 دولارا للبرميل بحلول الساعة 01:08 بتوقيت غرينتش. وصعد خام غرب تكساس الوسيط 70 سنتا إلى 77,63 دولارا للبرميل.

وتراجعت العقود الآجلة بأكثر من ثلاثة في المئة في الجلسة السابقة، بعد أن أثارت بيانات قطاع الخدمات الأميركية المخاوف من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يواصل مسار تشديد سياسته النقدية.، وفق رويترز.

ويأتي الحد الأقصى لسعر النفط الروسي الذي فرضته مجموعة السبع في الوقت الذي يحاول فيه الغرب تقييد قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا، لكن روسيا قالت إنها لن تلتزم بالإجراء، حتى لو اضطرت إلى خفض الإنتاج.

وفي غضون ذلك، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في ما يعرف بتجمع "أوبك بلس"، الأحد على التمسك باتفاقهم في أكتوبر على خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا بدءا من نوفمبر.

واتفقت دول مجموعة السبع وأستراليا الأسبوع الماضي على وضع حد أقصى قدره 60 دولارا للبرميل على النفط الروسي المنقول بحرا.

وفي الصين، خفف المزيد من المدن قيود كورونا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أثار التفاؤل بشأن زيادة الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.

وتضرر النشاط التجاري والتصنيع في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، هذا العام من خلال إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا.

موقف الهند

وأشار وزير خارجية الهند سوبراهمانيام جيشانكار، الإثنين، إلى أن بلاده ستعطي الأولوية لاحتياجاتها من الطاقة وستواصل شراء النفط من روسيا، حيث تضغط الحكومات الغربية على موسكو من أجل تقليص أرباحها من صادرات النفط.

وأدلى وزير الشؤون الخارجية، جيشانكار، بهذه التصريحات بعد إجراء محادثات مع نظيرته الألمانية، أنالينا بربوك، بحثا خلالها العلاقات الثنائية والحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال جيشانكار إنه ليس من الصواب أن تعطي الدول الأوروبية الأولوية لاحتياجاتها من الطاقة وأن "تطلب من الهند أن تفعل شيئا آخر"، وفق ما نقلت رويترز.

ناقلات النفط في بحر تركيا

وازدحمت ناقلات النفط في المياه التركية، بعد طالبت السلطات في أنقرة شركات التأمين بالتعهد بأن أي سفن تبحر في مضيقها مغطاة بالكامل، وذلك إثر فرض "الحد الأعلى للسعر" الذي يستهدف النفط الروسي.

وبموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ، الإثنين، مُنعت الناقلات التي تحمل النفط الخام الروسي من الوصول إلى التأمين البحري الغربي ما لم يتم بيع النفط تحت السقف المحدد من قبل مجموعة السبع، وهو 60 دولار للبرميل.

وقال أربعة مسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط إن تركيا طلبت أوراقا جديدة للتأمين بعد تحديد سقف السعر. ولم يرد متحدث باسم وزارة النقل التركية على الفور على طلب للتعليق لـ"فايننشال تايمز".

وتعهدت روسيا بمواصلة تصدير نفطها، حتى لو انقطعت عن الأسواق الغربية. وقالت إنها لن تتعامل مع أي دولة تلتزم بالحد الأقصى.

وانتظرت نحو 19 ناقلة نفط خام عبور المياه التركية، الإثنين، وفقا لسماسرة سفن وتجار نفط وخدمات تتبع عبر الأقمار الصناعية.

وكانت السفن قد أرست بالقرب من مضيق البوسفور والدردنيل، وهما المضيقان اللذان يربطان موانئ روسيا على البحر الأسود بالأسواق الدولية. وصلت أول ناقلة نفط في 29 نوفمبر وتنتظر ستة أيام، بحسب سمسار سفن طلب عدم الكشف عن اسمه.

والناقلات التي تنتظر داخل وحول المياه التركية هي أول علامة على أن سقف الأسعار يمكن أن يعطل التدفقات النفطية العالمية خارج الصادرات الروسية، وفق فايننشال تايمز.

ووفقا لموقع "شيب بروكرز وتانتر تراكرز"، اللذان يراقبان شحنات النفط العالمية، فإن معظم النفط الموجود على السفن قبالة تركيا يأتي من كازاخستان.

ويصل نفط كازاخستان إلى الموانئ الروسية عبر خط أنابيب ولا تستهدفه العقوبات الغربية.

تداعيات القرار

رأى الباحث المختص في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، أن وقع الصدمة "الخفيف" في أسواق النفط الإثنين يعكس الخطوة "المتأنية" التي اتخذتها "مجموعة السبع"، وأستراليا والاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات الأخيرة على الخام الروسي.

ويقول الشوبكي في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" إنه بعد الخطوة الأخيرة التي اتخذتها أستراليا والاتحاد الأوروبي و"مجموعة السبع"، التي تضم الولايات المتحدة بشأن تحديد سقف للنفط الروسي، قد تطبق خطوات مماثلة على نفط دول أخرى في المستقبل، وهو ما يجعل الدول المصدرة للنفط تشعر أن "البساط يؤخذ من تحتها".

ويعتبر أنه يمكن القول إن "حرب الطاقة بدأت بالفعل" بين روسيا و"مجموعة السبع" والاتحاد الأوروبي وأستراليا، مشيرا إلى أن موسكو بدأت هذه الحرب بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا والآن جاء الرد الأوروبي قويا لأنه يستهدف نصف النفط الروسي الموجه إلى دول الاتحاد، وهو ما ستكون له تداعيات قوية على روسيا لأنها "فقدت زبونا قويا وغنيا وقريبا وكان يستهلك معظم الطاقة، نصف نفطها ومعظم غازها وجزء كبير من الفحم".

ومن جانبها، أكدت الرئاسة الروسية، الاثنين، أن تحديد هذا السقف لن تكون له تداعيات على حملتها العسكرية في أوكرانيا. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "هذه الإجراءات سيكون لها بلا شك تأثير على استقرار سوق الطاقة العالمية. هذه خطوة نحو زعزعة استقرارها"، مضيفا أن موسكو في طور "التحضير" لخطوات انتقامية.

وعلى العكس من ذلك، أكدت المفوضية الأوروبية أن تحديد هذا السقف "سيساهم في استقرار الأسواق" و"سيعود بفائدة مباشرة على الدول النامية والناشئة" التي ستتمكن من الحصول على النفط الروسي بكلفة أقل".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on news@elsiyasa.com | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa