إحياء "مدينة الموت" على جثث سكانها.. كيف تطمس روسيا هوية ماريوبول الأوكرانية؟

23/12/2022 06:28AM

مجتمع  رغم أن ماريوبول لا تزال تابعة لأوكرانيا، ولكنها أصبحت تعيش وفقا لتوقيت موسكو، فالمدارس تدرس مناهج روسية، وشبكات الهاتف والتلفزيون روسية، والعملة الأوكرانية لم تعد مستخدمة، فيما تسارع القوات الروسية لإخفاء ما يمكن أن يشكل أدلة على جرائم الحرب المدفونة تحت المباني، حيث بدأت أعمال الهدم في مسرح المدينة الشهير.

وعلى وقع الدمار الذي ألحقته القوات الروسية في المدينة، تشق القوافل العسكرية طريقها في المدينة، فيما يحل المهنيون الروس مكان عشرات الآلاف من الأوكرانيين الذين إما ماتوا أو غادروا ماريوبول.

وتقوم القوات الروسية في المدينة بطمس كل ما هو أوكراني، حيث يتم تغيير أسماء الشوارع، مثل شارع السلام الذي أصبح شارع لينين، فيما تنتشر ألوان العلم الروسية في أرجاء المدينة، وفق تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس.

وتشير الوكالة إلى أنه بصرف النظر عما يفعله الروس لتغيير معالم ماريوبول، إلا أن الدلائل تكشف أنهم يبنون فوق "مدينة الموت"، إذ أن أكثر من 10 آلاف قبر جديد في أرجائها، قد يعني أن عدد القتلى قد يكون أعلى بثلاث مرات من التقديرات التي لا تقل عن 25 ألف قتيل، وفقا للتحقيق.

ويوضح التحقيق أن القوات الروسية تقوم "بتفريغ المدينة الأوكرانية" فيما لديها مخططات لهدم أكثر من 50 ألف منزل، بحسب تقديرات أسوشيتد برس.

ويحيط الموت بالمدينة حيث تنتشر المقابر في الضواحي، ولا تزال رائحتها وذكرياتها تطارد الناجين الباقين في ماريوبول أو الذين نزحوا عنها، فيما تصل إلى مشارح المستشفيات أكثر من 30 جثة يوميا.

ليديا إراشوفا، شاهدت ابنها ارتيم (5 أعوام) وابنة اختها أنجلينا (7 أعوام) يموتان بعد قصف روسي في مارس، ودفنت الأسرة أبناءها الصغار في قبر مؤقت حينها في ساحة، وهربوا من ماريوبول.

وعادت العائلة، في يوليو، لدفن الأطفال بشكل لائق، ليكتشفوا أن الجثث تم انتشالها ونقلها إلى مستودعات، ولم يتمكنوا من التعرف على جثث أطفالهم، ليختاروا توابيت صغيرة أحدهما زهري والآخر أزرق، ودفنوهما في قبر واحد.

وأوضحت وكالة أسوشيتد برس أن تحقيقها استند إلى مقابلات مع 30 شخصا من سكان ماريوبول بينهم 13 شخصا يعيشون تحت الاحتلال الروسي، إضافة إلى صور أقمار صناعية، ومئات المقاطع من داخل المدينة، ووثائق روسية تكشف خطط موسكو للمدينة.

وكانت ماريوبول في مرمى نيران موسكو منذ اليوم الأول للغزو، وهي تبعد 40 كلم عن الحدود الروسية.

واستهدفت المدينة بغارات جوية وقصف مدفعي، وانقطعت عنها الاتصالات وحتى وصول المياه والغذاء، كما بقيت القوات الأوكرانية فيها رافضة الاستسلام وتحصنت في مصنع آزوفستال للصلب، وأصبحت رمزا للمقاومة.

ولكن هذه المقاومة جاءت بثمن باهظ، حيث تركت الهجمات الروسية بصماتها على كل مبنى في نطاق 166 كلم.

وأظهر تحليل أجرته الوكالة لصور أقمار صناعية التقطت خلال الأشهر الثمانية الماضية أنه يوجد حوالي 8500 قبر جديد في مقبرة ستاريكريم وحدها، ناهيك عن احتمال وجود جثث تحت كل تل يظهر في الصور، كما يوجد ما لا يقل عن ثلاثة مقابر أخرى حول المدينة.

وخلال مايو الماضي، عندما سقطت المدينة، قدرت الحكومة وفاة 25 ألف شخصا على الأقل، ولكن تقول مصادر إن عدد القتلى ثلاثة أضعاف ذلك، اعتمادا على شهادات عمال يوثقون جمع الجثث من الشوارع ويعملون لصالح السلطات الروسية.

وفي مراجعة لمئات الصور ومقاطع الفيديو، وجدت الوكالة أن أكثر من 300 مبنى في ماريوبول على وشك أن تهدم، وأغلبها عبارة عن مجمعات سكنية متعددة الطوابق، والتي كانت قد بنيت في الستينيات، وهذا يعني إجمالا أن عمليات الهدم ستزيل أكثر من 50 ألف منزل.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa