العين على الحدت... ماذا تفعل الرهبنة وما علاقة حزب الله؟

23/12/2022 04:32PM

كتبت نوال برو في "السياسة":

أثارت معلومات عن قيام الرهبنة الأنطونية ببيع أبنية تابعة لها لحزب الله جدلًا واسعًا وتخوّفًا من أن تكون هذه العملية أولى خطوات السيطرة على أملاك المسيحيين، في إطار اشتداد التعصب الطائفي والحديث عن تغيير ديموغرافي مدبّر. 

وفي التفاصيل، أشارت المعلومات المتداولة إلى أنه وبمباركة فاتيكانية، أقدم دير مار أنطونيوس في الحدت على عملية بيع ما يقارب الـ ٧ أبنية إلى "غير المسيحيين" , وهي أبنية أنشأت ما بين الـ 2005 والـ 2018. ورجحت المعلومات أن تكون الجهة الشارية هي حزب الله مع الحديث عن وجود نية لإتمام عمليات بيع أخرى.

في السياق، نفت مصادر الرهبنة في حديث مع موقع "السياسة" ما يُشاع عن بيع لأملاكها مؤكدة أنها ليست سوى شائعات وأخبار مغلوطة تهدف إلى إثارة النعرات الطائفية والحض على النزاعات. وتشدد المصادر على أنّ الرواية الصحيحة هي أنّ الرهبنة قامت بما يشبه عملية تبادل عقارات وليس بيع أملاك.

وشرحت المصادر أن إحدى العقارات التابعة لجماعة مقربة من حزب الله تقع في مكان قريب لمدرسة تابعة للرهبنة، وعليه تم تبادل العقار مع الأبنية البعيدة من المدرسة.

من جهة أخرى أكد رئيس "حركة الأرض" طلال الدويهي في حديث مع موقع "السياسة" أنّ عملية البيع مشبوهة لأنها شملت ٧ أبنية. وشرح الدويهي أنّ المباني تقع في طريق صيدا القديمة وتحديدًا جهة المنطقة الشيعية، ما يجعل من عملية الشراء توسعًا شيعيًا.

وشدد على أن اللّوم في هذه القضية لا يقع  على الشاري بل على البائع. وتعليقًا على المعلومات المتداولة عن حاجة الرهبنة إلى أموال، سأل الدويهي" لماذا قد تحتاج الرهبنة إلى أموال؟ لديهم ٢٠٠ سيارة ويعيشون في "بحبوحة" وليس في فقر، شارحًا: الأملاك التابعة للكنيسة هي أملاك وقف، لا تشترى ولا تباع، والراهب لا يرث حتى من أهله، فكيف يبيع؟ 

وشرح أنّ هذه الأملاك  هي هبة من الناس ومن الشعب المسيحي، وقد أسست بهذه الأموال مبانٍ ومستشفيات ومدارس وكلّ هذه الأملاك مكرسة لوقت الحاجة. 

وفي ما يتعلق بأحد المباني التي استبدلت  بقطعة أرض، رأى الدويهي أنّ هذه العملية هي بمثابة غطاء على المباني الأخرى التي بيعت، فإجمالي عدد المباني هو ٧.  وكشف أنّ عند سؤال الرهبان المعترضين رئيس الدير عن معرفة الفاتيكان بالأمر، أكد لهم أن  لديه موافقة مسبقة من الفاتيكان، لافتًا إلى أنّ بالتأكيد لم تؤخذ الأصوات المعارضة بعين الاعتبار. 

أما عن سبب بيع أملاك الرهبنة برأيه، فاعتبر الدويهي أنّ الرسالة الكنسية أو الروحانية لم تعد موجودة، بل أصبحت عبارة عن مؤسسات تجارية. وهناك عمليات بيع عديدة تمت في السابق. 

كيف للفاتيكان إعطاء ترخيص لبيع الممتلكات المسيحية؟ 

 "لا أعلم الطريقة التي اعتمدت لإقناع الفاتيكان وأسباب موافقة الفاتيكان"، بهذه الجملة اختتم الدويهي كلامه مؤكدًا أنّ هذا الأمر مرفوض للغاية في كل حالاته.

وعليه، تبقى خيوط القضية غير واضحة وتتطلب تفسيرًا صريحًا بالأدلة والوثائق من الرهبنة نفسها، لأنّ الأمر الذي بات مؤكدًا هو حصول عمليات بيع وليس مجرد تبادل.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa