13/01/2023 01:05PM
أكدت التقارير مرة جديدة التحدي الكبير والمتمثل في الاحتباس الحراري من خلال حصيلة عام مضى، فقد صُنّف عام 2022 على أنه واحد من أكثر السنوات دفئا على الإطلاق.
وتبين أن السنوات الثماني الماضية كانت أحر ثماني سنوات على الإطلاق عالميا، وذلك جراء التزايد المستمر في تركيزات غازات الدفيئة والحرارة المتراكم، وفقا لأبرز ست مجموعات بيانات دولية لدرجات الحرارة جمعتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
وتعتمد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) على ست مجموعات بيانات مختلفة، بما في ذلك مجموعة بيانات وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، التي احتلت العام الماضي المرتبة الخامسة الأكثر سخونة في سجل 143 عاما، والإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تضع العام في المرتبة السادسة، بسبب الاختلافات الطفيفة في جمع البيانات.
وحذر مدير وكالة ناسا، بيل نيلسون، إن الاتجاه نحو الاحتباس الحراري كان "مقلقا للغاية، وهو اتجاه يتزايد حجمه. وإذا لم نأخذ هذا الأمر على محمل الجد فستكون هناك آثار مميتة في جميع أنحاء العالم. فتهدد أنماط الطقس القاسية رفاهيتنا في جميع أنحاء الكوكب ونحن بحاجة إلى بعض الإجراءات الجريئة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويحمل العام المقبل تهديدات إضافية، فأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن ظروف ظاهرة النينيا من المحتمل أن تتلاشى بعد شهر مارس، ما يزيل تأثير التبريد المخفف الناجم عن الاحتراق المستمر للوقود الأحفوري من قبل البشرية.
وتنذر الحرارة المتزايدة بنوع من الكوارث الناجمة عن المناخ والتي تخللت عام 2022، بما في ذلك الفيضانات التي غمرت ما يقرب من ثلث باكستان، وهي موجة حر قياسية أشعلت الصين وحرائق الغابات التي اندلعت في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية.
وخلال عام 2022، بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية نحو 1,15 [1,02 إلى 1,27] درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي (1900-1850).
وتشير كل مجموعات البيانات التي جمعتها المنظمة (WMO) إلى أن عام 2022 كان العام الثامن على التوالي (2022-2015) الذي تجاوزت فيه درجة الحرارة العالمية السنوية مستويات ما قبل العصر الصناعي بأكثر من درجة مئوية واحدة.
وكانت السنوات من 2015 إلى 2022 السنوات الثماني الأكثر دفئا على الإطلاق. ومع مرور الوقت، يتزايد احتمال أن تتجاوز الحرارة العالمية، مؤقتا، عتبة 1,5 درجة مئوية المحددة في اتفاق باريس.
وبسبب استمرار ظروف التبريد المقترنة بظاهرة النينيا، التي دخلت عامها الثالث الآن، لم يحل عام 2022 في المرتبة الأولى من الأعوام الأكثر دفئا في السجلات، بل حل في المتربة الخامسة أو السادسة فحسب. ولكن هذا التأثير التبريدي سيكون قصير الأجل، ولن يعكس اتجاه الاحترار الطويل الأجل والناجم عن المستويات القياسية لغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في غلافنا الجوي.
ويشير تحديث النينيو/ النينيا الصادر عن المنظمة (WMO) إلى احتمال، تبلغ نسبته 60 في المئة تقريبا، أن تستمر ظاهرة النينيا في الفترة الممتدة من يناير إلى مارس 2023، وأن تتبعها ظروف محايدة (أي لا النينيو ولا النينيا).
وفي الفترة 2022-2013، تجاوز متوسط درجات الحرارة لمدة عشر سنوات خط الأساس لعصر ما قبل الصناعة (1900-1850) بما يعادل 1,14 [1,02 إلى 1,27] درجة مئوية. ويُقارن ذلك بالتجاوز المسجل في الفترة 2020-2011 والذي بلغ 1,09 درجة مئوية، وفقا لتقديرات تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ما يشير إلى استمرار الاحترار الطويل الأجل.
كوارث مناخية مأساوية
قال الأمين العام للمنظمة (WMO)، البروفيسور بيتيري تالاس: "في عام 2022، واجهنا الكثير من الكوارث المناخية المأساوية التي حصدت عددا كبيرا جدا من الأرواح وقوضت سبل العيش والصحة والغذاء والطاقة والأمن المائي والبنى التحتية.
فقد غمرت المياه مناطق واسعة من باكستان وأدت إلى خسائر اقتصادية وبشرية هائلة. وسادت موجات حر قياسية في الصين، وأوروبا، وأميركا الشمالية، والجنوبية. وبات الجفاف الطويل الأمد يهدد بوقوع كارثة إنسانية في القرن الأفريقي".
ومن المتوقع أن يستمر الاحترار العالمي وغيره من اتجاهات تغير المناخ الطويلة الأمد بسبب المستويات القياسية التي بلغتها غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
ووفقا للتقرير المؤقت بشأن "حالة المناخ العالمي في 2022" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أثرت موجات الحر الشديد والجفاف والفيضانات المدمرة على الملايين من الناس وكلفت المليارات خلال هذا العام.
وفي أواخر ديسمبر، ضربت عواصف شديدة مناطق واسعة من أميركا الشمالية. وأدت الرياح العاتية والثلوج الكثيفة ودرجات الحرارة المنخفضة إلى اضطرابات واسعة النطاق في شرق البلاد، في حين شهدت المناطق الغربية أمطارا غزيرة وثلوجا جبلية وفيضانات.
وأشار البروفيسور تالاس إلى أن "هناك حاجة إلى تعزيز التأهب لمثل هذه الأحداث المتطرفة وضمان تحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في الإنذار المبكر للجميع في السنوات الخمس المقبلة". وأضاف قائلا: "اليوم، لا يحصل سوى نصف الأعضاء البالغ عددهم 193 عضوا على خدمات الإنذار المبكر المناسبة، ما يفاقم الخسائر الاقتصادية والبشرية. وهناك أيضا فجوات كبيرة في عمليات رصد الطقس الأساسية في أفريقيا والدول الجزرية، مما يؤثر تأثيرا سلبيا كبيرا على جودة التنبؤات الجوية".
دافوس بلا ثلوج
سبق أن أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن عددا من الدول الأوروبية شهد ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال فترة الأعياد، مقارنة بأحوال الطقس خلال الفترة عينها في الماضي، وذكرت أن عوامل عدة تسببب بحرارة قياسية في العديد من البلدان الأوروبية خلال ليلة رأس السنة ويوم رأس السنة الجديدة.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة أن هذا الارتفاع غير المعتاد حطم الأرقام القياسية وغالبا قلوب عشاق التزحلق على الثلوج في عدد من دول القارة الأوروبية.
أما حاليا، ففي حين يجتمع الفاعلين الاقتصاديين في المنتدى الاقتصادي العالمي، بات المشهد في دافوس يمنع المجتمعين تجاهل واقع الاحتباس الحراري.
وتقول بلومبرغ في تقريرها إنه خلال الأسبوع الذي يسبق اجتماعات دافوس الشتوية المعتادة بصفتها مضيفا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن السؤال الأكبر ليس ما يمكن مناقشته بين رجال الأعمال والقادة السياسيين، وبل ما إذا سيكون هناك ما يكفي من الثلج للممارسة رياضة التزلج.
فرغم أنها على ارتفاع 1560 مترا، إلا أن موجة الحرارة الشتوية النادرة خلال هذا العام، شهدتها بدورها المدينة السويسرية، حتى بات المشهد فيها بداية يناير يعكس سفوح جبال مغطاة بالعشب البني الميت. إلا أن الثلج وصل في الوقت المناسب لنخبة الزوار، حيث جدد المنحدرات، وفق بلومبرغ.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن الغطاء الثلجي في الصيف قد انخفض بنسبة 10 في المئة عن الأربعين عاما الماضية. ومقارنة بعام 1971، عندما انعقد الاجتماع السنوي الافتتاحي للمنتدى الاقتصادي العالمي، تضاءلت كتلة الثلج بأكثر من 40 في المئة بالمتوسط، وفق الوكالة.
المصدر : الحرة
شارك هذا الخبر
حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم.. وتجمعات الجيش الإسرائيلي في مواقع مختلفة
الحلبي يعلن تعليق التدريس الحضوري في المدارس والثانويات حتى هذا التاريخ
رسالة من السيد علي الأمين إلى اللبنانيين الشيعة.. ومناشدة للمرجعية الدينية في العراق
بالفيديوهات: ليلة عنيفة على الضاحية الجنوبية
حزب الله يستهدف تجمعًا لقوّات الجيش الإسرائيلي في ثكنة أفيفيم
غارات استهدفت الشياح الطيونة وحي الأبيض في الضاحية الجنوبية
أدرعي يهدّد ويحذّر من هذه الليلة تحديدًا!
بدء شن غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa