مَن يهزّ وزير التربية؟

06/02/2023 12:42PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

اعتاد الأهل عند كلّ عاصفة قويّة على الانتظار أمام شاشة التلفزيون وشاشات هواتفهم مساءً، لسماع خبرٍ مفادُهُ أنّ المدارس تقفل أبوابها غدًا. وطبعًا، لا خبر، إلى أن يطلع الصباح، وتتصرّف كلّ إدارة مدرسة كما ترتئي، فمدارس تفتح أبوابها، وأخرى تغلقها، ويبقى الأهل والتلاميذ والمعلّمون على قلق، في حين أنّ المسألة في يد وزير التربية أوّلا، ويستطيع حسمها بكلّ بساطة، لما فيه راحة الجميع.

وما جرى من مساء أمس حتّى صباح هذا اليوم هزّ الكرة الأرضيّة، وما هزّ معالي وزير التربية. ألا تكفي هزّة أرضيّة، الساعة الثالثة فجرا، أنزلَت الناس إلى الطرقات في العراء وتحت المطر والريح، ليعلن الحلبيّ فور حدوث الهزّة أن لا مدارس الإثنَين؟!

باستثناء الفترة التي تولّى فيها الوزير الياس بو صعب وزارة التربية، اعتدنا على أن نكون تربويّا في مهبّ الريح مع كلّ عاصفة. وحده أبو صعب كان يصدر قرارا بالإقفال، ولا شكّ في أنّ فيه حفاظا على صحّة التلاميذ، وراحة لكلّ مكوّنات الجسم التربويّ، إدارة وأهلًا ومعلّمين وتلاميذ وموظّفين.

كلّ تقارير الأرصاد الجوّيّة تؤكّد أنّنا أمام ثلاثة أيّام قاسية، وكلّ المراجع الطبّيّة تؤكّد أنّنا نواجه موجة رشح قويّة ومُعدِية، وتتطلّب بقاء المصاب في بيته لأيّام تصل إلى العشرة أحيانا. وكلّ الناس تربويّا يعانون ضيقة ما بعدها ضيقة على المستوى الماليّ، والمدارس الخاصّة في إقفال من صباح الخميس المقبل حتّى مساء الثلاثاء في الرابع عشر من شباط... كلّ هذه المعطيات، ألا تكفي وزير التربية ليعلن إقفال المدارس كلّها، على الأقلّ خلال العاصفة القويّة؟

كان ينقصنا فقط أن يضرب الزلزال لبنان، ليتحرّك معاليه، ويعلن إيقاف الدروس بسبب وجودنا تحت الأنقاض - لا سمح الله- ، وإلّا كيف نفسّر هذا الغياب عن المسؤوليّة؟

صحيح أنّ الوزير نبّهَ وحذّر نهار أمس، غير أنّ ما حصل ليلا وفجرا لم يكن عاديّا، أو حدثا عابرا، إذ إنّ اللبنانيّين عاشوا لحظات بين الحياة والموت، واستمرّوا خارج النوم، بعد الهزّة العنيفة، لكنّ معاليه ربّما كان يغطّ في نوم عميق، وربّما رأى الهزّة مُنشِّطة للذهاب إلى المدارس بحيويّة وحماس.

لا نعرف كيف حسبها الوزير الحلبي، ولا نعرف ما الذي يمنعه من أن يكون حاسما في قراره، في مثل هذه الظروف. إلّا أنّه، ومن المؤكّد، مسؤول، بدرجة أولى، عن التضعضع التربويّ الذي حصل اليوم، ومن الممكن استدراك ما يمكن استدراكه، وذلك بإيقاف الدروس غدًا، وبعده أيضا، إذا كانت العاصفة ستواصل صقيعها ومطرها بزخم.

لم يكن ينقص اللبنانيّين بعد هذه الهزّة والبهدلة الليليّة، سوى التبصير وانتظار ما سوف تقرّره كلّ مدرسة صباحا.

لا يا معالي الوزير، لا يمكنك أن تزيدنا هزّات بدن، نحن الذين لا نملك ثمن دواء الرّشح والسعال لأولادنا.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa