بيروت على خط هزّات وزلازل... فهل تنجو؟

07/02/2023 11:54AM

كتب فريدريك الخرّاط في السّياسة:

ضرب زلزال فجر الإثنين جنوب تركيا وحصد ضحايا بالآلاف، إذ ما تزال السّلطات التّركية مستمرة بعمليّات البحث ومحاولات الإنقاذ، وتتوقّع ارتفاعًا كبيرًا في عدد الضّحايا. كما لم يسلم الشّمال السّوري من هول النّكبة وتكبّد خسائر جسيمة في الأرواح. كذلك أصاب الهلع اللّبنانيّين، بعدما ضربت الهزّات الأرضيّة الارتداديّة لبنان، واعتبرت الأعمق منذ سنوات طويلة. وقد اقتصرت الأضرار على بعض المباني الهشّة. فهرع اللّبنانيّون إلى الشّوارع والباحات، والأتوسترادات بسيّاراتهم، هربًا من أي كارثة محتملة، ومن إهمال دولتهم. فتاريخها شاهد على "قلّة المسؤوليّة" عند المصائب.

وعلى وقع الهزّات الأرضيّة والزّلازل الطّبيعيّة، تنتظر بيروت هزّات وزلازل سياسيّة واقتصاديّة ترتبط بتطوّرات خارجيّة بطيئة، وبارتداداتها في العمق اللّبناني رغم أنها ما زالت طفيفة. إذ ومع كل الملفّات الخارجيّة الطّارئة، لم يعد لبنان أولويّة على أجندات الخارج، المنشغل بأوكرانيا وإيران وروسيا وبالنّكبة التّركية حاليًا.

وهذا ما يفسّره تصريح نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بو صعب من الولايات المتّحدة، عن تجميد البنك الدّولي لقرض الطّاقة المقرّر للبنان، إلى ما بعد الإصلاحات، وإعلان وزير الطّاقة وليد فيّاض تراجع اهتمام البنك الدّولي بهذا الملف، من دون أن يستبعد حصول "سوء تفاهم". 

حتّى اللّحظة، ما زال لبنان مهدّدًا بالعتمة الشّاملة في ظلّ التجاذبات الداخلية في هذا الملف. إذ أن لا شيء إيجابي سوى وجود اهتمام فرنسي لا جدوى منه، ويبقى كلامًا في الهواء الطلق ولا "يقرّش" بثمن. 

إذ أوصل المبعوث الفرنسي في شؤون الدّعم الدولي بيار دوكين  رسالة إلى اللبنانيين باسم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يبدي فيها اهتمام فرنسا بإنجاح مبادرة الغاز المصري والكهرباء الاردنية وتمويلها عبر البنك الدولي. وقام دوكين بجولة في مصر والأردن، وسمع من المسؤولين هناك اين يتعثر موضوع الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وسيزور الولايات المتحدة ليبحث الأمر بين البنك الدولي والادارة الاميركية". 

 بالإضافة إلى الاجتماع الخماسي في باريس الذي انتهى ليل أمس بين فرنسا وقطر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، الذي يعنى بخروج لبنان من أزمته وعلى رأسها أزمة الشّغور الرّئاسي. ومن هنا لا يخفى تململ الأطراف المشاركة باستثناء حماسة فرنسا. إذ يبقى هذا الدفع لزوم ما لا يلزم في ظل قبض إيران على الورقة اللبنانيّة وعدم إفراجها عن إكمال النّصاب في مجلس النواب على اعتبار أنّ ذلك سيبقي الرّئاسة الأولى شاغرة حتى إشعار آخر.

وعلى الخط الأمني ومع ازدياد التوتر بين فريقي 8 آذار والمعارضة على كل الصعد، وأولها ملف التحقيق في تفجير المرفأ والمحقق العدلي القاضي طارق البيطار، تبقى المخاوف من هذا التشنّج هو انتقاله إلى الشارع في أي لحظة متسببًا بهزّات أمنية خطرة.

ويبقى احتمال الدّفع باتجاه سيناريوهات أمنية من قبل جهات سياسيّة تحرّك الشارع واردًا، خاصة أنّ قائد الجيش جوزيف عون أصبح في صلب المعادلة السّياسية الرئاسية. إذ يشكّل هذا السيناريو الطريق الوحيد لفرملة حظوظ قائد الجيش المرتفعة في الرئاسة وضرب ترشيحه وتغميسه بمخطط مشبوه لقطع طريقه إلى بعبدا. 

ينسحب هذا الشّلل إلى الجسم القضائي، إذ بلغ الصّراع القضائي ذروته، متسبّباً بفوضى صلاحيات عارمة. فأصبح الاشتباك السياسي داخله على أوجّه، وتدخّل فريق 8 آذار بشكل فاضح  بدا فيه مستعدًا لتخطي  كل المحظورات بغية المحافظة على نفوذه وحماية نفسه من أي تغييرات قد تطرأ على السّاحة السياسيّة. 

فوضى قضائية، توازيها فوضى نقدية. فجنون الدّولار وانهيار الليرة الذي يهدّد بمجاعة، وإرباك والصّرافين بعد ملاحقتهم والسّياسات المصرفية كلّها تنذر بفلتان الشّارع. 

التعطيل والشلل أصاب كل القطاعات، مع بدء التحركات والإضرابات العمالية، من التربية والتعليم والمصارف والنقل... مخاوف من فوضى لا تقل أضرارها عن الزّلازل والهزّات، التي يحذّر ويقلق منها اللبنانيّون. إذ عليهم التنبّه لكل ما يحدث من حولهم وما تحيكه السّلطة السّياسية من زلازل وهم جالسون في بيوتهم بأمان الله.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa