12/03/2023 02:24PM
ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس وتوابعها المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس. وقال في عظته، “الأحد الثاني من الصوم الأربعيني المقدس مكرس للقديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي. فبعدما عيدنا في الأسبوع الأول من الصوم لانتصار الرأي القويم، يعتبر تثبيت القديس غريغوريوس بالاماس لتعاليم الكنيسة المقدسة في القرن الرابع عشر إنتصارا ثانيا لاستقامة الرأي بعد الإنتصار على محاربي الأيقونات”.
وقال، “الصلاة ليست حكراً على الرهبان أو الكهنة، بل هي حوار قائم بين كل إنسان يسعى إلى البنوة، وبين الآب السماوي. لهذا علمنا الرب يسوع أن نصلي قائلين: أبانا الذي في السموات…. لا يتعلم الإنسان الصلاة بين ليلة وضحاها، بل هي وليدة خبرة روحية تبدأ منذ الصغر، يشب عليها المصلي، وللأهل دور كبير في غرس بذور الصلاة في قلوب أولادهم، كما كان لوالدة القديس غريغوريوس بالاماس الأثر الأكبر في حياة ولدها. ولا ننسى أن الشيطان لا يطرد إلا بالصلاة والصوم كما يقول الرب لتلاميذه (مر 9: 29)، لهذا فالهدية الأفضل التي يمكن للأهل منحها لأولادهم هي تدريبهم على أصول الحياة الروحية وعلى استخدام الأسلحة النافعة للنفس”.
وأضاف، “منذ أيام، احتفل العالم بيوم المرأة. كثر منا يعرفون أنهم مهما فعلوا لا يوفون المرأة جزءا مما تعطي. فهي الوالدة وهي المربية وهي الزوجة المحبة والمحتضنة عائلتها وجامعة شملها. من تقود العائلة بمحبة وتفان وتضحية هل يمكن أن تبخل على وطنها بعطاءاتها؟ المؤسف عندنا أن الرجال يقطعون الطريق أمام النساء الرائدات، المتحمسات للعمل في الحقل العام، ومشاركة الرجل المسؤولية، وخدمة الوطن والمجتمع، وقد يكن أنجح من الرجال لأنهن أشد صبرا وأكثر إيجابية وعطاء ويرفضن الظلم والعنف والحرب. في هذه المناسبة، لا يسعنا سوى التفكير بما سيكون الوضع عليه لو يتم انتخاب امرأة لرئاسة الجمهورية. فمنذ نشوء الدولة في لبنان، لم نر إلا رجالاً في سدة الرئاسة، كانوا حينا أقوياء قادرين، وأحيانا عاجزين. لم يمر لبنان بخبرة نسائية في مراكز القيادة، وكأن المرأة مهمشة ومقموعة وممنوعة عن إتمام دور قيادي لا شك أنها ستنجح فيه، مما قد يشكل عقدة نقص لبعض الذكور، وسيظهر ضعفهم الذي يسببه جلوسهم على عروشهم التي يعتبرونها أملاكا. المرأة لا تعرف الجلوس والراحة، أكانت أما أو ربة منزل أو موظفة، أو في أي مكان حلت. فلماذا، إذا، لا تسلم المرأة زمام أمور الدولة والبلد، أسوة بكثير من البلدان التي أصبحت رائدة بفضل رئيساتها؟ كذلك احتفل طلابنا بمعلميهم بمناسبة عيد المعلم. فالمعلم الناجح صانع للأجيال الناجحة، ينشئ طلابه على حب المعرفة والحس النقدي، ويلقنهم ما يساعدهم على تنمية قدراتهم واستنباط مهاراتهم. المعلم العظيم ملهم لطلابه. إنه «ناسك انقطع لخدمة العلم كما انقطع الناسك لخدمة الدين كما يقول أحد الأدباء”.
وتابع، “المؤسف أن الوضع الصعب الذي نمر فيه جعل المعلم ينشغل بكيفية توفير العيش الكريم لعائلته عوض الاهتمام برسالته التعليمية. المعلم، كسائر اللبنانيين يعاني، ولا يجد أذنا صاغية عند المسؤولين، فيما نحن اليوم بحاجة إلى معلمين أكثر مما نحن بحاجة إلى سياسيين. المجال التربوي برمته يعاني. فلا الأهل قادرون على تحمل أعباء تعليم أولادهم، ولا المعلم قادر على تأمين حياة أولاده لينصرف إلى مهنته، ولا المؤسسات التربوية قادرة على تحمل كلفة التعليم، وكلفة التشغيل، والقيام بمساعدة من تجب مساعدتهم كما في السابق، إثر الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي، وتأخر انتخاب رئيس ذي رؤية واضحة وبرنامج إصلاحي، يقود البلاد مع حكومته إلى إنقاذ الوضع العام، والوضع التربوي الذي كان علامة لبنان الفارقة. فوطننا، معلم الحرف والحقوق والريادة والإبداع، وأبدع أبناؤه في العالم أجمع، أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة في ظل سياسات فاشلة، وغياب الضمير الذي هو المعلم الداخلي الذي يرشد الإنسان إلى الخير والحق والصواب. فمتى الخلاص؟ متى يشعر المسؤولون بما يعانيه المعلم، والشعب كله؟”
شارك هذا الخبر
بالصور..أدرعي: العثور على مدفع إيراني الصنع جنوبًا
حزب الله يستهدف تجمعاً لقوات الجيش الاسرائيلي
عشرات الشهداء بينهم أشلاء..حصيلة مأسوية في البسطة
بتكوين تحلق عاليًا!
عودة الكهرباء الى مناطق في جزين
انتشال جثامين 5 ضحايا من تحت الأنقاض..حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تتزايد
إرتفاع حصيلة غارة البسطة
حرب أوكرانيا تدفع أسعار النفط للارتفاع
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa