كديش لبنان... وحشيش السعوديّة وإيران

28/03/2023 08:25PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة"

كان من الواضح، ومنذ بداية الفراغ الرئاسيّ، وربّما منذ نتائج الانتخابات النيابيّة الأخيرة، أنّ كرسيّ بعبدا سيبقى بلا رئيس إلى أجل غير مسمّى. وقد مُلِئ الوقت في ظلّ الفراغ الرئاسيّ بأسماء مرشّحين، ومسرحيّات أسبوعيّة مملّة على مسرح ساحة النجمة. غير أنّ العجز مستمرّ عن الاتّفاق على مرشّح معيّن، لأنّ فريق الممانعة يسعى لكسب المزيد من الوقت، طمعا بتحسين شروطه في اللعبة، من خلال التقارُب السعوديّ الإيرانيّ. والفريق الثاني يراهن أيضا على هذا التقارب، وعلى أن تحدّ السعوديّة من نفوذ حزب الله، لا سيّما في مسألة الاستحقاق الرئاسيّ.

إذًا، إنّ مكوِّنات المجلس النيابيّ، بأغلبيّتها، تنتظر، وتناوِر، وهي تتأمّل ما يريحها من المصدر نفسه. وليس من مؤشّر، حتّى الساعة، يوحي بأنّ الوضع اللبنانيّ في لائحة الأولويّات عند الرياض وطهران، ما يعني أنّ الانتخاب بعيد، وثمّة مكاسب تريدها إيران من السعوديّة، والسعوديّة من إيران، تأتي قبل الملفّ اللبنانيّ، في الوقت الراهن. وما من شيء يدعو للعجلة طالما أنّ لبنان اليوم مطلوب أن يبقى كما هو، إلى أن يجد من يتفرّغ له إقليميّا أو دوليّا، فالعالم كلّه في أزمة، ولم يعد أحد يُحرق يدَيه ليَخبز لغيره.

وقد كان من الواضح أيضا أنّ جبران باسيل وسليمان فرنجيّه لن يوصل أيّ منهما الآخر على ظهره إلى بعبدا. واستطاع حزب الله التملّص من باسيل بحجّة عدد الأصوات، وتبنّي فرنجيّه لملء الوقت في مواجهة تبنّي فريق آخر للنائب ميشال معوّض. أمّا حقيقة الأمر فإنّ معظم الأسماء المتداوَلة سابقا لن يحظى أيّ منها بالترشيح الجدّيّ الذي يصمد حتّى يوم الانتخاب. وربّما بقي اسم قائد الجيش العماد جوزف عون ثابتا في حسابات مِنصّة الرئاسة، لكنّ كلّ القوى السياسيّة لا تجد في عون حلِّا بل هو المَخرج حين تتأزّم الأمور، ويتعذّر الاتّفاق على مرشّح.

وما عدا ذلك من قدّ مراحل خطابيّة يبقى ظاهرة صوتيّة بلا رصيد على الأرض.

يكاد مشهد الاستحقاق الرئاسيّ يكون سرياليّا، فمنذ بضعة أشهر، وفريق الممانعة ينتظر إملاءات ولاية الفقيه، والفريق "السياديّ" يحاول الحصول على الدعم السعوديّ من خلال بعض النوّاب السنّة، والذي لم يكن في الحسبان هو التفاهُم السعوديّ الإيرانيّ. ما يعني، وبكلّ بساطة أن لا كسر عظم ولا تحدّي، إنّما توافق، وليس الآن، بل حين يأتي دور الملفّ اللبنانيّ بين الرياض وطهران.

وانتظِر يا كديش لبنان إلى أن يطلع حشيش السعوديّة وإيران.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa