مباراةٌ نيابية في كرة القدم عشية مرور 48 عاماً على حرب 1975! لبنان في ذكرى 13 نيسان لم يغادر المتاريس... «حربٌ باردة» وأكثر

12/04/2023 06:24AM

كتب وسام أبوحرفوش وليندا عازار في "الراي الكويتية":

- المعارضة تتوحّد على رفْض فرنجية وتتباين حول المرشّح الموحّد

ليست المَرة الأولى يتم إحياء ذكرى الحرب اللبنانية بمباراةِ كرة قدم بين «المتقاتلين القدامى» و«الإخوة الأعداء» الدائمين حالياً (اليوم)، لكن إطفاء «الشمعة» 48 لـ 13 أبريل داخل المستطيل الأخضر يكتسب أبعاداً مغايرة في 2023 ترتبط بواقعِ «بلاد الأرز» التي تُصارِعُ أعتى انهيار مالي وتغرق في «حربٍ باردة» سياسية وتترنّح على حافة... الدولة الفاشلة.

فذكرى حرب 1975، التي أقلعتْ «رسمياً» على متن حادثةِ بوسطة عين الرمانة في شارع «المراية» في محلة عين الرمانة، تحلّ فيما لبنان «يَنظر» في مرآة مكسورة، فيرى لعنةً كأنها تُطارِدُهُ وتَحْكُمُ عليه بأن يبقى «ملعبَ نارٍ» في حروب الكبار والصغار أو كرةً يتم تقاذُفها في صراعات النفوذ والتنافس فوق خرائط الجغرافيا الوعِرة لمنطقةٍ لا تستكين.

وليس عابراً أن تطلّ ذكرى 13 أبريل، فيما الجمهوريةُ «مقطوعة الرأس» تُواجِهُ فراغاً في الرئاسة الأولى عمره أكثر من 5 أشهر وهو الثالث على التوالي (منذ 2007) في «جمهورية الطائف» التي نقلتْ لبنان من ضفاف الاقتتال والاحتراب إلى رحاب سِلْم بقيَ هشاً وهشّمت ركائزَه وصايةٌ (من سورية) طبّقت نسخةً هجينة من وثيقة الوفاق الوطني، ثم وهْجُ سلاحٍ استرهن البلاد لمشروعٍ إقليمي، وبينهما «حروب صغيرة» داخلية على السلطة فيما الدولة ومقوّماتها تتحلّل إلى أن تحوّلت «هيكلاً عظمياً».

وإلى الشغور في الكرسي الأوّل الذي تدور حوله «معركةٌ رئاسية» تشتدّ حيناً وتَخْفت في غالبية الأحيان، يحيي لبنان ذكرى حرب الـ 15 عاماً وهو يعانِد ارتطاماً مميتاً يطلّ من المؤشرات المالية والنقدية والمعيشية المُرْعِبة التي جعلتْ أبناء «بلاد الأرز» يترحّمون على زمن «النار والبواريد» الذي كان «أَرْحم» في الشقّ الاقتصادي الذي انفجر خريف 2019 مع «العاصفة الكاملة» التي رمت بلبنان في... جهنّم.

وأيّ مفارقةٍ أن يتزامن 13 أبريل هذه السنة، مع «استفاقةِ» طروحاتٍ طبعتْ مرحلة الحرب، مثل الفيديرالية والتقسيم على طريقة «آخِر الدواء الكيّ» في مواجهة «أخْذ البلد رهينة حزب الله وسلاحِه»، كما يقول بعض مؤيّدي هذا الطرح وبمعزل عن مدى واقعيته وقابليته للتطبيق، كما مع عوامل شكّلت «عود ثقاب في إشعال برميل البارود قبل 48 عاماً وتحديداً العنصر الفلسطيني الذي نُفض الغبار عنه مع طهبّة الصواريخ» من جنوب لبنان الخميس الماضي في اتجاه شمال إسرائيل وما رافَقَها من خشيةٍ من استعادة تجربة «فتح لاند» مع «حماس» وإن مع فارق أن لا إمكان لحركةٍ في الجنوب إلا تحت أجنحة «حزب الله» وأجندته.

وحتى «مباراة 13 أبريل» التي دعتْ إليها لجنة الشباب والرياضة البرلمانية برئاسة النائب سيمون أبي رميا تحت عنوان «كي تتحول هذه الذكرى ذكرى سلام وروح رياضية ورسالة وحدة وطنية تَظهر من خلال الصورة الجامعة للبنانيين على مختلف انتماءاتهم»، تحوّلت تحت المعاينة لمَن سيشارك فيها من الأطراف السياسية الذين لم تنجح أي طاولة حوارٍ في الفترة الماضية بجمْعهم لبحث الأزمة الرئاسية، وقد تشكل كرةُ القدم فسحةً لكسْر الحواجز النفسية بين المتخاصمين منهم بانتظار اكتمالِ ظروف تسجيل «الهدف الرئاسي» الذي مازال بعيداً.

فاللبنانيون الذين كانوا أفرطوا في الرهان على المتغيّرات الإقليمية ولا سيما على تفاهم بكين بين الرياض وطهران، بدأوا «يعودون إلى أرض الواقع» في مقاربة «حصّتهم المفترَضة» من هذا التفاهم، الذي لم يكن عادياً أن تتم «معاجَلته» - فيما كان ملف اليمن يسلك طريقه إلى «الإخماد» - برسائل صاروخية من جنوب لبنان والجولان تحمل توقيع «وحدة جبهات المحور (الإيراني)»، وكأن في الأمر استباقاً لأي مسارٍ حول «الأذرع» وتكريساً لـ«الأوزان» في الساحات تحت عنوان «الأمر لنا».

ولم يَعُد خافياً أن «شدّ الحبْل» على الجبهة اللبنانية والسورية مع اسرائيل، تحوّل عنصراً ضاغطاً بات يتم التعاطي معه على أنه «سيقطع الحبل» بأي حظوظٍ لمرشح «حزب الله» والرئيس نبيه بري أي سليمان فرنجية لدخول القصر الرئاسي، سواء بتبديل «الضوء البرتقالي» أو «الأحمر» الخارجي (ما خلا فرنسا) أو باستمالة كتل برلمانية في مجلس النواب متردّدة أو معارِضة، بعدما تقاطعت المعطيات عند أن ما يُعرف بالقوى السيادية ستتشدّد أكثر حيال زعيم «المردة» وأي مرشح تحت عباءة الحزب.

وفي هذا الإطار، علمت «الراي» أن أطرافاً وازنة في المعارضة تضع نصب عينيْها أن تبقى مكوناتُها «صامدة» في رفْض الذهاب لتسويةٍ بشروط الفريق الآخَر، بمعنى أنه حتى لو لم تكن متفقة على اسم واحد للرئاسة بمواجهة فرنجية بعد، أقله أن تتوحّد حول الموقف الرافض له بانتظار إنضاجٍ تفاهُم على بديلٍ وبعيداً من أي حرْقٍ لأسماء قد يكون رفْضُ البحث فيها الآن في إطار حمايتها أكثر منه «فيتو عليها».


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa