زيت زيتون لبناني يتربع على عرش العالمية:روز بشارة كسرت احتكار الرجال

13/04/2023 11:03AM

كتبت نوال برو في "السياسة":

 على الرغم من الإهمال الذي يعاني منه القطاع الزراعي في لبنان، استطاعت قرية دير ميماس الجنوبية أن تخطف الأنظار العالمية بعدما استفادت من خيرات أراضيها. حيث فاز زيت دير ميماس بالميدالية الذهبية لعام 2023 ضمن مسابقة NYIOOS في نيويورك، وهي إحدى أهم المسابقات العالمية في هذا المجال. تملك هذا المنتج السيدة روز بشارة، التي ركزت على المناهج الزراعية الحديثة لتصنع واحدًا من أجود أنواع زيوت الزيتون في العالم. 

 لم تكن أحلام ابنة دير ميماس جديدة لأنها تمنت منذ طفولتها أن تطلق علامتها التجارية الخاصة بها من زيت زيتون قريتها، لتكسر قاعدة سيطرة الرجال على هكذا مجالات.

 لم تترك روز بشارة هذا الحلم لتحققه أخيرًا في عام ٢٠١٩، قبل أيام معدودة من ثورة تشرين. فاستطاعت أن تثور، بمساندة أهل قريتها على الأوضاع المعيشية في لبنان وتجعل زيت زيتون القرية متربعًا على عرش العالمية. 

 وفي حديث مع موقع "السياسة"، أكدت بشارة أنّ هدفها منذ البداية كان إيصال زيت زيتون قريتها إلى العالمية. وتقول: "كنت أمام خيارين: إمّا أن أنتج زيت الزيتون التقليدي الذي ننتجه في الجنوب عمومًا، أو أن ننتج زيتًا عالي الجودة. وبما أنّ هدفي الوصول إلى العالمية، قررت أن ألجأ إلى زيت الزيتون عالي الجودة لأنه سيجلس على الرفوف إلى جانب الزيوت الأوروبية."

 وتلفت بشارة إلى أنّ زيت زيتون دير ميماس حصد حتى الآن 5 جوائز عالمية، بالإضافة إلى الميداليات الذهبية والفضية. وعن أكثر المراحل التي تفتخر بها بشارة، فتقول إنها مرحلة تصنيف الزيت "High phenolic"، وهي فئة جديدة لتقييم زيت الزيتون في العالم. 

وتشرح بشارة أنّ هذه الفئة تضمّ زيوت الزيتون التي يمكن اعتبارها نوعًا من المكملات الغذائية الطبيعية، مضيفة "هذا ما يجعل ملعقتان يوميًا من زيت الزيتون قادرتين على محاربة الأمراض المستعصية". وما يميّز زيت دير ميماس في هذا الإطار هو أنّ كمية الزيوت الموجودة في هذه الفئة لا تتعدى الـ ١٠٪، بحسب بشارة.

وتخبر عن العمل، قائلةً: "نعمل مع نخبة من المزارعين في دير ميماس المنفتحين على الطرق الحديثة في إنتاج زيت الزيتون، حيث نأخذ محاصيلهم وفق شروطنا". أمّا عن تفاصيل هذه الشروط الدقيقة، فتشترط بشارة أن يجري القطاف باكرًا، وأن يكون الزيتون نظيفًا، بالإضافة إلى الالتزام ببعض الإرشادات الدقيقة التي قد لا تُقنع أحيانًا المزارعين أصحاب العقليات القديمة.

وعن سر تميّز زيت دير ميماس عن نظرائه من زيوت الزيتون في العالم، تعتبر بشارة أنّ ذلك يرتبط بالخصائص الجغرافية لهذه القرية. وتشرح أنّ الشجر قديم جدًا حيث يصل عمره إلى الـ ٢٠٠٠ سنة كما أنّ الزيتون صوري، أي أن أصوله من صور، ما يجعل مذاقه غنيًا جدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المناخ والأرض البيضاء وعلو القرية هي كلّها خصائص لا تجتمع مع بعضها في أية قرية أخرى، وهذا ما يجعل زيت الزيتون في دير ميماس فريدًا من نوعه، بحسب بشارة. 

ولا تقتصر جهود بشارة على رفع اسم قرية دير ميماس الجنوبية عاليًا وإيصال زيته إلى العالمية، بل تركز أيضًا على مبدأ دعم المرأة اللّبنانية، فالجدير بالذكر هو أنّ ٩٥٪ من اليد العاملة هنّ من النساء، أمّا الرجال فيساعدون في الأعمال التي تتطلب قوة جسدية، بحسب بشارة. 

وهكذا استطاعت روز بشارة ابنة الجنوب، من تحت أشجار زيتون القرية أن توصل إسم القرية إلى ١٦ دولة حتى الآن، حيث يصدّر حوالي ٨٠٪ من منتجات زيت دير ميماس إلى الخارج، داعمة بذلك مزارعي قريتها والقطاع الزراعي اللّبناني الذي يكافح للبقاء.




شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa