فرنجية مقابل أزعور... هل تلوح التسوية في الافق؟

04/06/2023 09:03PM

حسم "الثنائي الشيعي" أمره من ترشيح المعارضة المسيحية للوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية. بالامس، جرى التعميم على الصحافيين المقربين من الثنائي، إعتماد توصيف "مرشح التحدي" في مقاربة وضعية أزعور الحالية. 

عملياً، تكون المعارضة قد نجحت في جرّ حزب الله وحركة أمل إلى موقعة إشتباك فعلية، لن تؤدي سوى إلى الحاق الضرر بمرشح الثنائي الوزير السابق سليمان فرنجية، وفق القاعدة التي تقول، إن سحب ترشيح أزعور من جانب المعارضة لا بد ان يتلاقى مع سحب ترشيح فرنجية من جانب "الممانعة"، وهي قاعدة التوازن التي عمل وفقها من أوعز للمعارضة في الاساس بتبني خياراً مواجهاً لترشيح "الثنائي". 

ليس سراً ان "الثنائي" بات يشعر في قوة المخاطر المحدقة بترشيح فرنجية، وليس سراً ايضاً أن "الثنائي" اصبح مزروكاً في الزاوية، ما قد ينتج عنه عواقب سياسية لن تنحصر حدودها في مسألة رئاسة الجمهورية وتأخير الاتفاق على رئيس أو العلاقة بالتيار الوطني الحر الاخذة بالتضرر أكثر من اي وقت مضى، وهو ما سيحاول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الحد او التخفيف منه، من خلال لقاء مزمع حصوله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري يتولاه المطران بولس عبد الساتر، بعد آخر مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وصفته المصادر بـ"الجيد، ويفتح أبواب الحوار مجدداً مع الراعي".

إلى ذلك، وحين لاح في الافق إقدام المعارضة على ترشيح أزعور، حصل تواصل بينه وبين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير السابق علي حسن خليل. وفي المعلومات، ان ازعور تولى الاتصال بخليل من مكان وجوده في الولايات المتحدة الاميركية، لتوضيح بعض الالتباسات، مستبقاً إعلان ترشيحه من قبل المعارضة. لكن خليل، عاد إليه بنفس الادبيات السياسية التي سمعها في بيروت من جانب ممثلي "الثنائي"، وفحوها أنه مرشح مطلوب منه الاطاحة بسليمان فرنجية، وهو يحظى بهذه الوظيفة الاساسية، ولن يصبح رئيساً للجمهورية متى كان هذا المشروع الذي ينوي من دعمه تلزيمه إياه، وهو ما قبله أزعور بالنفي، وان لديه مشروع بمعزل عن موقف هؤلاء النواب منه. 

في المقابل، لا يبدو ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي تحمل ثقل التحالف مع قوى عارضته في السابق وصولاً إلى شتمه وشتم عائلته، بمعرض التراجع عن ترشيح أزعور، أو أن يكون مضى في إتجاه خطوة التأييد من عبث سياسي. فباسيل الذي يراقب عن كثب التغيرات السياسية التي تعصف في البيئة المسيحية، يريد مجاراتها والتكيف معها من خلال خلق مساحة مع حزب الله وإظهار نفسه كخصم سياسي للحزب، وهو سيقبل على إعتماد هذا الدور في الايام المقبلة ولغاية الاستحقاق النيابي المقبل عام 2026، وبات في صورة تعويض الاصوات التي سيخسرها من حزب الله مسيحياً. وهي محاولات تأتي في سياق يراه البعض محاولة محقة من جانبه لإنقاذ تياره السياسي.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa