شواطئ لبنان تنقسم بين صالحة للسباحة وخطرة… وأزمة الصرف الصحي في الواجهة!

16/06/2023 11:38AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

قبل أيام صدر تقرير يُحذر من تراجع المساحة الحرجية والخضراء في لبنان وإن كانت الأرقام تُظهر خسارة البيئة لـ 6 ملايين و730 ألف متر مربّع من الغابات الحرجية بسبب أعمال التحطيب وفقًا لموقع «غلوبال فورست واتش» فإنّ هذه المساحة مرجحة للارتفاع أكثر مع احتساب نتائج شتاء العام ٢٠٢٢. 

وفي حين يعاني البرّ من ما خلّفه الشتاء والأزمة الاقتصادية فإنّ وضع المياه والمساحات المخصصة للسباحة يكتسب اهتمامًا متزايدًا مع بدء موسم الصيف. 

رعد: الدراسة تشمل ٣٧ موقعًا

وفي هذا الإطار، يشير المستشار الإعلامي في الحركة البيئية اللّبنانية، مصطفى رعد إلى أنّ المجلس الوطني للبحوث العلمية قد أصدر دراسته لإظهار نوعية المياه في بحر لبنان من شماله إلى جنوبه وفقًا لـ ٣٧ موقعًا بحريًا ثابتًا تُفحص كلّ شهر مياهه في مختبرات بين لبنان والإمارات. 

وفي حديثه لـ "السياسة"، يقول رعد إنّ الدراسة خلُصت لنتيجة مفادها أنّ ٢٢ موقعًا من أصل ٣٧ يُعتبر صالحًا للسباحة بالإضافة إلى ٩ مواقع حذرة أو غير آمنة للسباحة وستة مواقع تُعد السباحة فيها خطرة للغاية. 

الشواطئ الصالحة وتلك غير الآمنة: الصرف الصحي مشكلة جديّة

وبالنسبة للمناطق الصالحة للسباحة فهي تشمل: طرابلس بجانب الملعب البلدي، أنفة أسفل دير الناطور، الهري، سلعاتا- الشاطئ الشعبي، البترون- شاطئ البحصة العام، عمشيت الشاطئ الشعبي، أنفة- تحت الريح، جبيل- الشاطئ الرملي، البترون- الحمى، الفيدار- أسفل جسر الفيدار، جبيل، العقيبة- مصب نهر إبراهيم، البوار- الشاطئ العام، جونية- شاطئ المعاملتين، الدامور، الجية، الأولي- الشاطئ شمال مصب نهر الأولي، الصفرا- أسفل شير الصفرا، الناقورة- شمال مرفأ الناقورة، صور- شاطئ المحمية الطبيعية، الرميلة، عدلون- الشاطئ الشعبي. 

ويشير رعد إلى أنّ التقرير أظهر تقدمًا إيجابيًا في مناطق بحرية مقابل حصول تراجع في مناطق أخرى، مؤكدًا أيضًا أنّ السباحة في عدد من المناطق لا يُنصح بها وهي تنقسم بين: غير آمنة وملوثة جدًا. إذ وُجد في نتيجة المياه هناك أنها ملوثة بالصرف الصحي حيث تُكب المضخات مباشرة في البحر من دون معالجة.

والمناطق غير الآمنة للسباحة بسبب التلوث تنقسم كما يلي:

المنية، بيروت- عين المريسة (بين مرفأ الصيادين الجديد والريفييرا)، الغازية- الشاطئ الشعبي، صور- شاطئ المطاعم، الصرفند – الشاطئ الشعبي، صيدا- الشاطئ الشعبي، خلدة، طرابلس- الميناء مقابل جزيرة عبد الوهاب، عكار- القليعات. 

أمّا المناطق الملوثة للغاية فهي:

جونية- المسبح الشعبي الرملي، طرابلس- المسبح الشعبي، أنطلياس- مصب نهر أنطلياس، بيروت- المنارة (أسفل منارة بيروت)، بيروت- شاطئ الرملة البيضاء الشعبي، الضبية- جانب المرفأ.

وهنا، يشدد رعد على أنّ هذه المواقع غير صالحة أبدًا للسباحة إذ بيّنت النتائج المخبرية وجود عدد عقديات برازية أكثر من ٥٠٠ عقدة في ١٠٠ ملل. فكيف الحال في البحر حيث كمية المياه أكبر؟ لافتًا إلى أنّ الخطر الأكبر هو في شاطئ الرملة البيضا لأنّ ما يفوق الـ ٢٠ ألف شخص يزوره يوميًا ما يعرّض هؤلاء لخطر كبير. 

المقارنة تُظهر تراجعًا في أماكن وتقدمًا في أخرى

وفي مقارنة بين نتائج هذه السنة والعام الفائت، يقول رعد: في السنة الماضية كان لدينا ٢٤ موقعًا بحريًا صالحًا للسباحة من أصل ٣٧ أمّا السنة فتراجعنا إلى الـ ٢٢. كما كان لدينا ٧ مواقع بحرية ملوثة وغير صالحة للسباحة أصبحت ٦ ما يعني القليل من التحسن. بالإضافة إلى ٦ مواقع كانت مُصنّفة حذرة إلى غير مأمونة في العام ٢٠٢٢ لكنّ العدد شهد قفزة هذه السنة وصلت إلى ٩ مواقع. 

ويرى رعد أنّ متابعة مسألة مياه البحر وسلامتها يرتبط بإيجاد المعالجة اللّازمة لأزمة الصرف الصحي على طول الشاطئ اللّبناني بعدما أخرّت المناكفات السياسية وضعف البلديات ذلك. مشددًا على أنّ مياه الصرف الصحي أحيانًا ترمى في البحر كما هي من دون معالجة أولية ما يؤثر على هذه المياه وعلى حياة الساكنين على السواحل والأمر نفسه بالنسبة لمن يعيشون في المناطق الداخلية إذ تتأثر مياههم الجوفية بسبب غياب معالجة. 

كاشفًا عن أنّ وزارة البيئة قد وقعت اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونيسيف لمراقبة محطات الصرف الصحي والعمل على ترميمها وقد بدأ هذا العمل. مؤكدًا أنّ مسؤولية الحفاظ مياه البحر وإن كانت على عاتق المواطنين إلّا أنها أيضًا على عاتق البلديات التي ترمي بعضها النفايات في مجاري الأنهار لتصب في البحر بالإضافة لضرورة الاهتمام بمسألة الصرف الصحي عبر تركيب شبكات ومعالجة هذه المياه قبل صرفها إلى البحر. 

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ الأسماك البحرية المحلية كان لها حصة من الدراسة التي أظهرت أنّ الأسماك المحلیة التي یتم اصطیادھا بعیدًا منمصبات الصرف الصحي أو الصناعي سلیمة وغیر ملوثة وصالحة للاستھلاك بأمان. 

وقد شملت الدراسة ثلاثة أنواع من الأسماك بالإضافة إلى نوع صدف واحد: سرغوس، بلمیدا، سلطان ابراھیم رملي، بطلیمس (صدف صخري). وقد اصطيدت هذه الأسماك في ثلاثة مراكز ساحلية رئيسية: صور، بيروت، طرابلس. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa