اللّبنانيون محرومون من الحج: الأعداد تراجعت حتى النصف والاقتصاد في انتعاش موقت!

28/06/2023 10:45AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

مرّة جديدة يعود عيد الأضحى محملًا بالأثقال والهموم مع استمرار الأزمة الاقتصادية على شدّتها، غير أنّ الفارق هذه المرّة يكمن في انتهاء موجة فيروس كورونا وقيود السفر واستعداد المغتربين للعودة وتمضية العيد في لبنان. 

وصحيح أنّ الزحمة الخانقة عادت ومظاهر الحياة والاحتفال والعيد بدت واضحة في الكثير من المناطق إلّا أنّ المغتربين ومن تصلهم تحويلات من الخارج هم وحدهم من يُساهمون في هذا الوضع في ظلّ فقر مدقع ترزح تحت وطأته فئات كثيرة. 

في العام المنصرم، سجل لبنان أدنى نسبة حجاج في تاريخه وهذه السنّة سجل موسم الحج ارتفاعًا بالكلفة هو الأكبر منذ جائحة كورونا ما جعل الرحلة تُكلّف اللّبناني حوالي الـ ٤ آلاف دولار بالحدّ الأدنى وهو مبلغ كبير للغاية حرم شريحة واسعة من المؤمنين من هذه الخطوة.


عدد الحجاج اللّبنانيين انخفض إلى النصف

ووفقًا للأرقام الأولية فإنّ عدد الحجاج اللّبنانيين هذا العام وصل إلى 7500 أي أنه انخفض إلى النصف كما أنه لم يعد المسلمون يواظبون على الحج سنويًا بل صار خطوة يقوم بها المقتدر مرّة واحدة فقط بعدما خسر الشعب مدخراته وفي ظلّ أزمة سعر صرف الدولار في السوق السوداء. 


انتعاش اقتصادي موقت وجباعي: النمو سيرتفع إلى ٤٪

 كما أنّ ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم كلّها تفاصيل أثرت على عادات كثيرة أهمها تقديم الأضحية الذي شهد تراجعًا أيضًا.

أمام هذه الصورة السوداوية بدأ سعر صرف الدولار في السوق السوداء تراجعه بعد فترة من الاستقرار فيما يُتوقع أن تشهد الأسواق انتعاشًا موقتًا مع عودة قسم كبير من المغتربين سيما أنّ العيد يُحتم عليهم الصرف محليًا. 

وفي هذا السياق، يقول الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي إنّ تزامن الصيف والعيد والموسم السياحي يُشكل عاملًا إيجابيًا للاقتصاد اللّبناني، حيث من المتوقع أن يؤدي هذا الموسم إلى إدخال ٢ مليار دولار فريش بالحدّ الأدنى. 

لافتًا أنّ عيد الأضحى يؤدي بكلّ الأحوال أيضًا إلى زيادة الصرف في الأسواق وزيادة نسبة التحويلات من الخارج وهذا كلّه يُساهم في الانتعاش الاقتصادي. ويبدو من نسبة الحجوزات في الفنادق والأماكن السياحية أنّ الصيف واعد ويعمل على تحريك العجلة الاقتصادية لقطاع هامّ وأساسي في لبنان. 

وفي اتصال مع "السياسة"، يشير جباعي إلى أنّ نسبة النمو الاقتصادي في العام ٢٠٢٢ وصلت إلى ٢٪ ومن المتوقع أن يصل هذه السنة إلى الـ ٤٪ وهذا التطور مهم جدًا ويؤدي أيضًا إلى بداية تأقلم القطاع الخاص مع الوضع الجديد. 

ويرى أنّ الحركة السياحية بالإضافة إلى موسم العيد سيؤديان إلى تهدئة الوضع حتى نهاية الصيف حيث ستلعب التطورات السياسية والمصرفية الدور الكبير في التأثير على الاقتصاد وسعر صرف الدولار لأنّ ذلك سيرتبط بما إذا كان سيتم التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أم لا وبما إذا كان سيُنتخب رئيس للجمهورية. 


وعلى صعيد سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لا ينكر جباعي الدور الهام الذي تلعبه دولارات السواح والمغتربين والتحويلات إلّا أنه يشدد على أنّ منصة "صيرفة" هي التي تساهم في تحديد سعر الصرف غير أنّ هذا الاستقرار ومصير السعر الموازي سيبقى رهن التطورات الحاسمة التي تنتظر البلد في الفترة القريبة المقبلة.


كلّ الأرقام والتطورات لا تكفي، فإن كانت مرحلة الصيف إيجابية إلّا أنّ مصير الشتاء ما زال ضبابيًا. إذ لا يكفي الدولة انتعاش القطاع السياحي وبدء استعادته لعافيته ولا يمكن له وحده أن يبني الاقتصاد الجديد. وفي ظلّ استمرار الإضرابات وانخفاض إيرادات الدولة لا يمكن البدء الحديث عن عجلة اقتصادية متكاملة ولا عن استقرار في القطاع العام الذي يحتاج لإصلاحات كثيرة. 

 

 

 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa