03/07/2023 11:25AM
كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":
عبر جريمتين متتاليتين تحوّلت القرنة السوداء من أعلى قمة في لبنان إلى أهم مسرح جريمة خطف الأضواء والاهتمام منذ يوم السبت. وألبست القرنة لونها لمنطقة بشري التي فقدت اثنين من أبنائها بظروف ما زالت غامضة وعبر رصاص قنص متفجر.
يوارى هيثم طوق ومالك طوق في الثرى اليوم عند الساعة الخامسة فيما لم تهدأ الاتصالات السياسية بعد في محاولة لتهدئة الأوضاع وضبطها في بشري التي تغلي بشدّة على وقع تصريحات وبيانات سياسية تدعو إلى الحكمة والاعتقال ووئد الفتنة.
موقوفون لدى الأجهزة الأمنية
في جولة على بشري تبدو البلدة هادئة لكنها في الوقت نفسه تغلي بغضب وترقب ويعبّر الأهالي عن أنّ الكيل قد طفح محمّلين القضاء المتلكئ في الفصل بالنزاعات السابقة بين أهل بشري والضنية مسؤولية ما حصل.
أمنيًا المعطيات غير واضحة بعد في ظلّ تكتم شديد إلّا أنّ التحقيقات مستمرة بوتيرة سريعة وصار بعهدة الأجهزة الأمنية موقوفين من الفريقين وفقًا لما كشفه عضو كتلة "تجدد" النائب أشرف ريفي لـ "السياسة".
ريفي: حزب الله يريد وضع السنة بوجه المسيحيين الموارنة
ورغم النقمة في بشري ومحاولة توجيه السهام باتجاه الضنية إلّا أنّ قراءة ريفي لتطورات الساعات الأخيرة تبدو مختلفة. ويؤكد في هذا السياق لـ "السياسة" أنّ الخلاف في الجرود بين الضنية وبشري يعود إلى العام 2004 وحدوده معروفة ولا تتعدى المناشير والمناشير المضادة على فيسبوك وفك وتركيب أسلاك وإزالة معدّات ومستلزمات زراعية وفي أقصى الحدود قد يتطور الإشكال ليصل إلى حرب كلامية أو اعتداء بالأيدي بين الطرفين لكنّ وصول الأمور إلى حدّ القتل هو أمر مستبعد للغاية.
وإذ يشدد ريفي على ضرورة انتظار نتائج التحقيقات، يلفت أيضًا إلى أنّ حسه الأمني يدفعه لوضع ما حصل في القرنة السوداء في إطار الجريمة المنظمة التي تهدف لإشعال الفتنة متهمًا "حزب الله" بمحاولة توتير الأجواء هناك. ويضيف قائلًا إنّ "حزب الله" يحاول دومًا وضع السنة بوجه الموارنة أو الجيش اللّبناني وهو ما كاد يحصل في جريمة بشري.
وبناء على هذا التحليل، يكشف سبب اتصاله السريع برئيس حزب القوات اللّبنانية سمير جعجع وما دار بينهما، إذ يقول لموقعنا إنه نقل رأيه وموقفه من سعي حزب اللّه الدائم لخلق فتنة لجعجع الذي بدا متفهمًا جدًا وعلى دراية تامّة بحساسية الموضوع وفقًا لما يقوله ريفي الذي يشير أيضًا إلى أنّ البيان الذي صدر عنه أتى لا فقط بناءً على هذا الاتصال إنما بمثابة بيان مشترك بينه وبين جعجع.
وكان صدر بيان عن ريفي على إثر الحادثة المشؤومة قال فيه: أكدنا مع الدكتور جعجع على مسؤولية أجهزة الدولة في توقيف القاتل ومحاكمته، وعلى معالجة تداعيات الجريمة بحكمة. وأكدنا مع جعجع، أن الأولوية لتحقيق العدالة، وكلنا ثقة بأن الهدف من الجريمة حصول فتنة بين منطقتَي بشري والضنية، وهو ما سنواجهه لأن أهالي الضنية وبشري جيران وأهل.
السؤال اليوم: ماذا بعد الدفن وأي سيناريو ستتبعه تطورات الساعات المقبلة؟
يتفق النائبان أشرف ريفي ووليام طوق على ضرورة وصول التحقيقات إلى نتيجة سريعة ما سيُساهم في ضبط الشارع البشراني وتخفيف الاحتقان.
وفي سياق غير منفصل، يُعبّر النائب وليام طوق عن وجهة نظر مغايرة تمامًا لما يراه النائب أشرف ريفي. ويبدو طوق حريصًا على نقل صورة الوضع في بشري.
وفي حديثه لـ "السياسة" يتحدث عن "فورة غضب" كبيرة يعيشها أهل منطقة بشري والجوار مشددًا على وجود مساعٍ لضبط النفس.
ويربط طوق التطورات والمستجدات المقبلة بصدور نتيجة التحقيقات وتوقيف الفاعلين لأنّ ذلك وحده يبقى كفيلًا بضبط الأوضاع على الأرض وإلّا فإنّ الأمور مفتوحة على كلّ الاحتمالات.
خيوط جديدة كُشفت"... طوق لريفي: يسمحلنا فيها
وفي البحث عن حقيقة ما حصل وملابسات الجريمة يردّ طوق على ريفي قائلًا:"يسمحلنا فيها". ويضيف: بالنسبة لنا ما حصل يرتبط بإشكال عقاري مستمر مع الضنية وراح ضحيته للأسف شابان من بشري ولا نحمل القصة لـ "حزب الله" واليوم ليس الوقت لـ "الاتهامات السياسة".
وإذ يجدد تأكيده على الثقة التامة بقيادة الجيش اللّبناني مشيرًا إلى وجود تنسيق مستمر ومباشر بين الطرفين يكشف أيضًا لموقعنا عن اكتشاف خيوط جديدة وهامّة أمنيًا في الساعات الأخيرة ما يعكس جديّة التحقيقات، مؤكدًا أنّ الجو البشراني لن يهدأ قبل سوق المجرمين الذين ارتكبوا جريمة الغدر هذه إلى العدالة.
معمودية الدم المروعة سبقتها مؤشرات تجاهلتها الدولة
بالعودة إلى تاريخ العلاقة بين أهل بشري والضنية وتحديدًا بقاعصفرين فتُعدّ متوترة للغاية حين يتعلق الموضوع بمسألة القرنة السوداء وهو إشكال ممتد منذ سنوات طويلة حالت الأزمة الاقتصادية والإهمال دون تدخل الدولة ووضع حدّ لهذا النزاع العقاري الذي أفضى إلى معمودية دمّ مروّعة.
ويُعدّ الإشكال بين المنطقتين إشكالًا على المياه بالدرجة الأولى إذ يقول أهالي بشري إنّ رعاة ومزارعين من الضنية يعتدون على برك تتشكل من ذوبان الثلوج وتغذي مياههم الجوفية فيما يرى أبناء الجهة المقابلة أنّ البرك تقع في نطاقهم العقاري ولهم الحق في الاستفادة منها.
وصحيح أنّ الإشكالات تطورت كثيرًا هذه المرّة وانتهت بضحيتين كان أحدهما يأخذ "اللّوز والبيرة" معه إلّا أنّ السجل يُظهر اعتداءات عنيفة وصلت في الكثير من الأحيان إلى إطلاق النار وخلافات بنفس طائفي لم تًحرك الدولة جديًا رغم سخونتها.
شارك هذا الخبر
إسرائيل تؤكد: لا مجاعة في غزة... وحماس تفتعل أزمة غذاء
وزير الاتصالات الإيراني: تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي GPS في بعض مناطق البلاد لأسباب أمنية
حزب الله ينفي هذا الخبر
المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة: لن نسمح بتجديد البنية التحتية العسكرية لحزب الله
بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت... وعون يطمح لاستئناف التبادل التجاري
بعد مواجهات السويداء هل تسلم قسد السلاح؟ سمرجيان: برّاك متقلب والفوضى تعم سوريا
روسيا تعلن إسقاط المزيد من المسيرات الأوكرانية
تصعيد جديد في غزة: غارات إسرائيلية تقتل 17 فلسطينياً
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa