جماعة القربان: قرعة الموت تنهي حياة علي وكادت تقضي على فاطمة وهذا ما كُشف

05/07/2023 02:59PM

كتبت نوال برو في “السياسة”: 

مع تطور الأزمات السياسية والاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية، يشهد لبنان هذا العام ازديادًا في حوادث الانتحار بنسبة تفوقت على الأعوام السابقة بحسب تقرير نشرته الدولية للمعلومات الشهر الفائت. إلا أن هذه الحوادث، رغم مآسيها وآلامها، لم تكن صادمة لأنّ الأسباب في معظمها تتعلق بالوضع الصعب الراهن في لبنان. 

أما ما أثار الصدمة الحقيقية فهو حادثة انتحار الشاب علي فرحات، بعدما رمى بنفسه عن سطح مبنى في حارة حريك، يليها محاولة زوجته فاطمة الانتحار، رامية بنفسها من الطابق الثالث في منطقة حي السلم.

حيث أكد أحد أقرباء العائلة أنّ انتماء الزوجين إلى جماعة دينية تدعى "العلاهية" أو "القربان" هو السبب. وهي جماعة أسست في إيران وأثارت القلق في العراق بعد ملاحظة بدء توسعها. 

وتدّعي هذه الجماعة ألوهية الإمام علي بن أبي طالب، وتقوم على تقديم القرابين البشرية من داخل الجماعة في بعض المناسبات الدينية للإله المزعوم.

ويتم اختيار "القربان" بالاعتماد على قرعة والاسم الذي يقع اختيار القرعة عليه ينهي حياته.

لذلك أنهى علي حياته قربانًا للإمام علي، وكان من المفترض أن تلحقه زوجته وطفله ابن الأشهر، لأنّ اختيار القرعة وقع على هذه العائلة ولا يمكن مخالفتها، بحسب قريب الزوجين في حديث لـ "السياسة". 

 وكشف القريب أنّ العائلة كانت تعلم نية الزوجة فاطمة بالانتحار، لذلك أحضرتها إلى منزل عمها وأبعدتها عن طفلها. وهذا ما أنقذ الطفل الذي كان سيُقدم قربانًا أيضًا. تواجد فاطمة في منزل عمها لم يمنعها من تنفيذ أوامر الجماعة، حيث أقدمت على رمي نفسها من شقته الواقعة على الطابق الثالث في حي السلم، لكنّ محاولتها فشلت وما زالت تخضع للعلاج. 

في هذا السياق، أكدت المصادر الأمنية لموقعنا أنّ لا معلومات دقيقة حتى الآن حول هذه الحادثة. وأشارت المصادر إلى أنه من المرجح أن تكون هذه الحالة الأولى في لبنان، إلّا أنّ التحقيق ما زال جاريًا بانتظار المعلومات الأكيدة. واعتبر المصدر الأمني أنّ المسؤولية الكبيرة، في حال أكد التحقيق قصة الزوجين و "العلاهية"، تقع على عاتق رجال الدين الذين سيكون من واجبهم زيادة حملات التوعية حول الأفكار الدينية المنحرفة.

أما المفتي أحمد طالب، فأوضح في حديث مع "السياسة" أنّ هذه هي الحالة الأولى التي تحصل في لبنان. ولا يعتقد المفتي أن لجماعة العلاهية امتدادًا في مجتمعنا، لاسيما أنّ الشخص المذكور، كان يعيش في كندا وقد يكون تبنى هذه الأفكار هناك.

كما أكد المفتي أنّ أي شخص ينسب الألوهية لكائن بشري هو ليس مسلمًا ولا شيعيًا مشددًا على أنّ "كل مراجعنا وفقهائنا يعتبرون أنّ هذا النهج باطل وكفر ولا يمت الى التشيع بصلة".

وشدد المفتي على ضرورة تحكيم منطق العقل والرجوع الى المصادر والمراجع الصحيحة للأديان لأخذ الأحكام والمعلومات منها من أجل الوقوف في وجه كلّ الأفكار المنحرفة والمغالية لأي دين او مذهب. وأكد المفتي  ضرورة الحذر من جماعات "لا نعرف هل الجهل دفعها لالتزام هذه الافكار أو أنّ هناك أجهزة مخابراتية تعمل على انتاج مثل هذه الجماعات للإساءة للأديان وتشويه صورتها".

وعليه، لا بد من انتظار انتهاء التحقيقات لمعرفة ما إذا كان لجماعة العلاهية وجود حقيقي في لبنان أو أنّ الزوجين "القرابين" تشرّبوا هذه الأفكار في بلاد الاغتراب. وعلى الرغم من أنّ لبنان يؤمن بحرية الأديان ويدعمها، لا بد من منع توسع هذه الجماعة، في حال تبين أن هناك علي وفاطمة آخرين ينغلون في المجتمع اللّبناني وينشرون أفكار الانتحار وايذاء النفس والغير،  تفاديًا لمآسٍ جديدة لا يحتملها اللّبنانيون.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa