التنقيب عن النفط والغاز: مسار طويل لسنوات... "وما في مصاري بلا إصلاحات"!

25/08/2023 10:44AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

هلّل الرؤساء منذ أيام، ذهبوا في رحلة في الهليكوبتر والتقطوا الصور التذكارية ابتهاجًا ببدء الحفر في البلوك رقم 9.

كان يوم الفرح لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ويوم الخلاص لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أما وزير الطاقة والمياه وليد فياض فقد زفّ الخبر: "بتاريخ 24 آب ستنطلق عملية الحفر في البلوك رقم 9 وسيكون نهارًا تاريخيًا نعوّل عليه، وبعد 67 يومًا سنكون على موعد مع نتائج هذا الحفر".

فهل فعلًا لبنان سيصبح بلدًا نفطيًا؟ وهل يكون البلوك رقم 9 باب الخلاص؟

الخبيرة في مجال حوكمة الطاقة ديانا القيسي ترى إيجابية في انطلاق عملية الحفر لافتة إلى أنّ ذلك من ضمن العقود التي أمضاها لبنان من العام 2018، والاتفاقية مؤلفة من عقدين: عقد لحفر بئر في البلوك رقم 4 ولم نحصل على الغاز منه وقتها، وعقد لحفر بئر آخر في البلوك رقم 9 استكمالًا للعقد الموقع وحسب الشروط الموضوعة".

وفي حديث لـ "السياسة" تشير الى أنّ "مسار التنقيب والاستكشاف عن النفط هو مسار طويل والرحلة التي بدأت والتي ستأخذ حوالي 67 أو 80 يومًا هي البداية فقط. والمرحلة الاستكشافية تتميّز بخاصيتين: أولًا، الحفر يحصل في مياه عميقة لم نحفر فيها من قبل. وثانيًا، كل ما لدينا هو تقديرات وتخمينات لبنانية ولا نعرف حجم المكمن إلا عند الحفر".

الحفر ليس سهلًا، وهنا تلفت القيسي الى أنّ "نسبة إصابة المكمن في كل المعطيات المتوافرة لا تتعدى الـ 20% لحفر بئر واحد، مع العلم أن كل بئر يكلّف الشركة 100 مليون دولار أميركي وهو مبلغ كبير".

هل هذه الخطوة جيّدة للبنان؟

تؤكد القيسي أنّ "هذا الأمر جيد جدًا لأن العجلة الاقتصاديّة تحرّكت ولأن إشارات المستثمرين الدوليين ارتفعت، وهذا يعني أن المستثمرين لديهم ثقة بلبنان، اضافة الى الشركات الدولية التي آمنت بما فيه الكفاية باستقرار القطاع لتُجاذف وتستثمر وتنقّب وتدفع هذا المبلغ الكبير لنسبة لا تتعدى الـ 20%". 

وتضيف: "الترقّب سيّد الموقف، لأنه في حال وجدنا المكمن فهذا لا يعني أن استخراج الغاز قد بدأ أو سيحصل تلقائيًا، لأن بعد ذلك نحن أمام عملية طويلة جدًا، فعلينا أن نعلم إذا كانت الكمية الموجودة في المكمن تجارية وتلبّي الشركة وتغطي تكاليفها وفي حال لم تكن كافية يمكن الحفر في بئر آخر".

وتتابع: "إن وجد الغاز يجب وضع خطط تطوير ويجب البحث مع العدو الاسرائيلي خاصة في حال كان المكمن يصل لتحت الخط 23 ويدخل المياه الاقليمية الفلسطينية، وقتها سيقرر العدو أنه يريد قسمًا من الأرباح ما يعني أننا بحاجة الى محادثات ومناقشات بينه وبين الشركة".

وتقول القيسي: "هذا المسار اذا استُكمل بطريقة صحيحة ووافقت الدولة على نتائج المناقشات وخطة التطوير التي تضعها الشركة ننتقل الى مرحلة تحضير البنى التحتية وهذا مسار طويل أيضًا لنصل بعدها الى الانتاج".

مشيرة الى أنه "في حال سارت الأمور على ما هي عليه ولم نشهد أي تخبّط سياسي أو أيّ خضّة معيّنة فنحن أمام 4 أو 5 سنوات لنقول إننا بدأنا بإنتاج النفط إضافة الى 15 سنة لاسترداد العائدات".

ليبقى السؤال، هل تكون هذه الأرباح باب الخلاص للبنان؟ 

تؤكد القيسي "أننا إذا اكتشفنا مكمنًا كبيرًا أي ما يعادل الـ 15 تريليون قدم مكعب من الغاز فسيدخل الى لبنان على مدى 15 عامًا مبلغ 8 مليار دولار وهذا لا يغيّر الوضع في البلد من دون إصلاحات تبدأ من اليوم بعيدًا من انتظار النفط والغاز".

لافتة الى أنه "من الأكيد أنّ من شأن هذه المستجدات أن تدعم لبنان اقتصاديًا انما من دون إصلاحات لا أموال ولا تغيير اقتصاديًا".

وعليه مسار طويل بانتظارنا ولا أموال وخلاص من دون اصلاحات جدّية... وإلّا لا غاز ولا نفط ولا أموال!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa