النزال الرئاسي: مبادرات خارجية تسابق لودريان

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

انتهت عطلة الصيف وعاد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في زيارة تعتبر تذكيرًا للكتل النيابية بواجبها انتخاب رئيس للجمهورية. 

ما زال جدول لقاءات لودريان مزدحمًا وحتى الساعة يقول كلّ من التقاه إنّ الأجواء إيجابية وهو يحاول الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية لأنّ هدف فرنسا الأول هو حلّ الأزمة الرئاسية في لبنان لا الأزمة اللّبنانية. 

ومن صالون إلى آخر ولقاء لآخر يتنقل لودريان ملتقيًا مختلف الكتل الوازنة في المجلس، غير أنّ مصادر مطلعة أكدت لـ "السياسة" أنّ ليس في جعبة المبعوث الرئاسي الفرنسي أي جديد وهو يجول مستمعًا للآراء وداعمًا لطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يبني في نهاية جولاته رأيًا واضحًا وتوجهًا صريحًا وأكثر جديّة. يحصل ذلك في ظلّ تلويح بأنّ فشل المهمة الفرنسية هذه المرّة سيعني سحب يد فرنسا وترك المسؤولين اللّبنانيين لتحمل مسؤولية التعطيل. 

وفي حين تعتبر مصادر "عين التينة" أنّ لودريان عاد داعمًا لفكرة الحوار والجلسات المتتالية التي طرحها بري قبل أسابيع، تلفت مصادر معارضة إلى أنّ الكتل السيادية ما زالت على موقفها وهي ستقول للمبعوث الفرنسي إنّ هذا الحوار هو بمثابة التفاف على الدستور وعلى فكرة الحوار الوطني الحقيقي وفريق الممانعة يحاول استدراج الجميع إلى حفلة محاصصة جديدة. 

وفي المقابل، يبقى الحزب التقدمي الاشتراكي متمايزًا عن كلّ المعارضة ومؤيدًا لضرورة المشاركة في حوار بري. كما تقول المصادر في هذا السياق إنّ مبادرة رئيس مجلس النواب ما زالت قائمة وهو ينتظر انتهاء جولة لودريان والتطورات الأخيرة حتى يتبيّن مصيرها سيما وأنّ التيار الوطني الحرّ وفقًا للمطلعين على كواليسه لا يعارض فكرة المشاركة بالحوار طالما أنّ بري سيضمن فتح باب مجلس النواب أمام الجلسات المتتالية. 

وفيما يبدو مصير الانتخابات الرئاسية ضبابيًا وفي ظلّ صعوبة الحسم، كشفت مصادر سيادية لـ "السياسة" عن مبادرات جديّة خارجية تطرح اسم قائد الجيش جوزيف عون كمخرج للأزمة الرئاسية وكمرشح جدّي في النزال الرئاسي. وفي هذا السياق، لم تعارض القوات اللّبنانية وفقًا للمصادر هذا الطرح وفي المقابل تمسك "التيار الوطني الحرّ"، برفضه لاسم جوزيف عون إلّا أنّ المطلعين على مجريات الأمور يقولون إنّ القائد يحظى أقلّه بمئة صوت وهو لا يحتاج المباركة العونية رغم أنّ لا إرادة دولية جديّة لإنهاء الأزمة ما يؤخر الحلّ ويبعد إمكانية الحسم في نهاية أيلول.