المأزق الرئاسي: من يحل أزمات اللّجنة الخماسية؟

21/09/2023 12:22PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":

حال الكتل السياسية في لبنان من حال المجتمعين في اللّجنة الخماسية في نيويورك: انقسام واضح في الرؤية والتوجهات يُمدد عمر الفراغ الرئاسي والأزمة اللّبنانية.

لم يعد التباين مخفيًا ولم يقتصر على التسريبات فتجلّى باستمرار اجتماع اللّجنة الخماسية لـ ٣٥ دقيقة فقط كما لم يصدر بيان عن المجتمعين وقد كانوا من كبار الموظفين لا وزراء خارجية الدول الخمس: المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، قطر ومصر وفقًا لما كان مقررًا. 

وبذلك، يستمر التأزم الخارجي سيما مع تسجيل ملاحظات أميركية على الأداء الفرنسي والتحرك باتجاه استراتيجية جديدة تولي المهمة لطرف آخر بعدما استمرت المساعي الفرنسية لثمانية أشهر من دون نتيجة. ومع وصول الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني إلى بيروت ازدادت التكهنات وحُكي عن تحوّل اللّجنة الخماسية إلى لجنة رباعية مع تقويض الدور الفرنسي وإعطاء الضوء الأخضر لقطر.

وفي السياق، يؤكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ الملف الرئاسي عاد إلى نقطة البداية. وهو ما يتلاقى مع ما يقوله عضو تكتل "اللّقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله لـ "السياسة". 

إذ يشدد على أنّ الانقسام واضح في اللّجنة الخماسية وليس من السهل استنباط حلّ يجمع الدول الخارجية ولا التوصل إلى طرح يؤدي إلى تقاطع مصالحها، ولأنّ المهمة الخارجية صعبة للغاية لا بدّ من الاعتماد على التوافق المحلي.

ووفقًا لـ عبد الله لم تنتهِ المبادرة الفرنسية لكن قد تكون خضعت لتعديلات إضافية، مشيرًا إلى أنّ لبنان يحتاج لمساعدة كلّ دول الخارج. 

أمّا عن ما إذا كان الدور القطري يتقدم على حساب تراجع الزخم الفرنسي ما يعني انتقال الكرّة إلى طرف جديد علّه ينجح في إدارة الحل، فيعتبر عبد الله أنّ قطر لم تترك لبنان منذ البداية وقد عبّرت في أكثر من محطة ومناسبة عن اهتمامها بلبنان كما أنها دعمت البلد لوجستيًا كثيرًا في الفترة الأخيرة على الصعيد الصحي بالإضافة إلى دعم الجيش. غير أنه يعتقد أنه من المبكر الحديث عن مبادرة قطرية، قائلًا: إن كان الموفد القطري يحمل معه مبادرة فسيعلن ذلك.

وعلى ضوء التشرذم الخارجي والضبابية، يعود عبدالله للحديث عن أهمية التوافق الداخلي والحوار المحلي لأنّ على لبنان مساعدة نفسه قبل أن تساعده دول العالم وإلّا فلن يخرج البلد من هذا المربع وستطول الأزمة أكثر. 

تزامنًا، قلب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الطاولة من أستراليا محدثًا جلبة محليّة عجزت معها الجهات الداعمة للحوار في تتبع دوافع هذا التبديل في الموقف. إذ اعتبر الراعي أنّ الحوار يكون بالانتخاب وأنّ الأسهل هو فتح جلسات انتخاب متتالية.

وهو ما يعطي مظلّة للكتل المسيحية الماضية بمقاطعة أي حوار يُقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري على الشروع فيه. ولا يخفي عبد الله أنه من الصعب استمرار مبادرة بري القائمة على حوار الخمسة أيام والجلسات المتتالية بعدها سيما إن حافظ حزبا القوات اللّبنانية والتيار الوطني الحرّ على موقفهما المقاطع، لأنّ لا نتيجة ستصدر عن طاولة لن تحضرها الجهات المعنية. 

وأمام محاولة تحميل المسيحيين مسؤولية استمرار الأزمة الرئاسية، لا يبدو أنّ آخر لقاء للجنة الخماسية قد حمل معه أي جديد. لا بل وفقًا لمصادر متابعة للاجتماع الأخير فقد تكررت المواقف ذاتها وكرّس اللّقاء الاختلاف العميق في وجهات نظر ما جعل هذه الطاولة نسخة عن سابقاتها


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa