بعلبك في مأمن من الخضات الأمنية: اللّبنانيون والأجانب يزورونها والأخبار إيجابية

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

لم تنجُ بعلبك ولا القلعة فيها من تفجير أو مخطط إرهابي كما أشيع فببساطة لم تتجاوز المعلومة حدود الشائعات وهو ما أكده صباحًا محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر. 

وفقًا لخضر، جاءت هذه الشائعة لزعزعة النجاح الكبير الذي عايشته منطقة بعلبك من جديد في الموسم السياحي الفائت. 

وفي اتصال مع "السياسة"، يقول خضر إنّ بعلبك عاشت موسمًا سياحيًا ممتازًا وحتى اليوم ورغم انتهاء الموسم الصيفي ما زالت القلعة تستقبل الكثير من السوّاح الأجانب واللّبنانيين بشكل يومي. مشددًا على أنّ الأرقام ارتفعت هذا العام كثيرًا والقلعة باتت تستقطب سواحًا أوروبيين وأميركيين وعرب وهم يزورون المنطقة مطمئنين إلى أنّ الوضع الأمني فيها ممسوك، على أن يصدر الرقم النهائي للزوّار في نهاية هذه السنة. ويلخص خضر صيف بعلبك بالمهرجانات الكبيرة الناجحة التي احتضنتها القلعة والنشاطات المتنوعة بالإضافة إلى الزيارات اليومية للسواح اللّبنانيين والأجانب. 

في محيط القلعة، مواطنون طيبون يبيعون الزوّار "كوفية" ويتبرعون بتعليمهم كيفية وضعها، بكثير من الطيبة وبابتسامة لطيفة يرشدون السوّاح ويقترحون عليهم المطاعم وجدول ترفيه ومناطق لا بدّ من زيارتها. كما تعدّ السياحة المطعمية عاملًا مساعدًا يميّز منطقة بعلبك ويجذب نحوها السواح.

 هناك، حتى اللّبنانيين الزوّار يشعرون أنهم سوّاح بعدما ابتعدوا عن بعلبك لسنوات وهم في زيارتهم يشترون من المتاجر تذكارات عن لبنان ويطرحون أسئلة استكشاف كثيرة، مثلهم مثل السوّاح الأجانب.  

والحقيقة، فإنّ ابتعاد اللّبنانيين عن بعلبك كان مبررًا لفترة نظرًا للأحداث الأمنية التي أنهكت المنطقة وأهلها لفترة ليست قصيرة. غير أنّ هذا الوضع تبدّل وهو ما يشير إليه المحافظ خضر أيضًا إذ يؤكد أنّ الأمن في المنطقة ممسوك ومستقر وهو ما ساهم بإعادة انتعاش السياحة من جديد وبقوّة هذا الصيف. 

العامل الأمني ليس وحده ما تحتاجه بعلبك حتى تعود لتصبح محطة رئيسية على الخريطة السياحية في لبنان. وفي السياق، يعتبر خضر أنّ المنطقة تحتاج لمزيد من الاستثمارات في المجال السياحي حتى لا تكون الزيارة لبعلبك هي زيارة للقلعة فقط وحتى تصبح المنطقة مزدحمة دومًا على غرار البترون. ويشدد على أنّ في المنطقة الكثير من الكنوز الطبيعية التي تميّزها عن سواها ما يعني أنّ إمكانيات بعلبك السياحية كبيرة ومن المتوقع أن تعود إلى الساحة السياحية بقوة أكبر عن هذه السنة في الصيف المقبل. 

في هذا الموسم السياحي، تغيّر محيط القلعة كثيرًا حرصًا على سلامة السوّاح والزوّار فمُنع استخدام "التوكتوك" بحسب خضر. ويُفترض مع عودة الاستثمار بزخم في السياحة اللّبنانية وتزامنًا مع الترويج الإيجابي أن تستعيد بعلبك بريقها بعد الجديّة الكبيرة في العمل على إنعاش السياحة فيها. 

وبذلك، يأمل المعنيون في بعلبك وأهلها أن يتبدل الحال وأن تتحول  العناوين الإخبارية عن مدينتهم لترتبط فقط بالإيجابية وجمال المنطقة لا بالخضّات الأمنية التي أرهقتهم كثيرًا.