بالخريطة: طرقات المدن مصيدة للأرواح والشباب أول ضحايا حوادث السير

03/10/2023 12:41PM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

الطرقات ما زالت بمعظمها بلا إضاءة ولا صيانة، يقود السائقون مركباتهم وكأنهم يلعبون لعبة هدفها تجاوز الحفر وبقايا المطبات والحواجز الإسمنتية المهملة. 

هذا الوضع الصعب لا ينفي أنّ السائقين أيضًا لا يلتزمون بقانون السير وأنّ الهواتف في أيدي معظمهم باتت أمرًا طبيعيًا يلازمهم طوال طريق رحلتهم فيما تحوّلت أحزمة الأمان إلى "ديكور". 

تقول أرقام "البنك الدولي" إنّ نسبة حوادث السير التي تؤدي إلى إصابات ووفيات في لبنان والتي تصيب الفئات الناشطة الاقتصادية هي ٨١٪. نسبة عالية تدق ناقوس الخطر في بلد مساحته ضئيلة وعدد القاطنين فيه قليل نسبيًا. 

وفقًا لإحصائيات "الدولية للمعلومات" ارتفعت أعداد حوادث السير حتى نهاية شهر آب إلى ١٥٠٧ حوادث هذا العام فيما كان الرقم 1482 حادث سير في السنة الماضية، أي بزيادة ٢٦٪. 

مؤسس جمعية "يازا" المحامي زياد عقل يستعرض أرقام حوادث السير عبر السنوات في شهر أيلول حيث أظهرت الأرقام أنّ هذا الشهر هو الأعلى في معدلاته خلال آخر سبع سنوات وأتت الأرقام كما يلي: 

٣٣ ضحية في أيلول عام ٢٠١٧ والرقم نفسه عام ٢٠١٨، في أيلول العام ٢٠١٩ سُجل سقوط ٤٠ ضحية والأمر نفسه بالنسبة لسنة ٢٠٢٠. تراجع الرقم في أيلول الـ ٢٠٢١ إلى ٣١ ضحية ثم إلى ٢٤ ضحية في أيلول العام ٢٠٢٢. وكان الرقم الأكثر ارتفاعًا هو في أيلول هذا العام مع سقوط ٤١ ضحية. 

عقل: الفوضى كبيرة... خوف من الدراجات النارية والقانون لا يُطبق

الطرقات المتروكة والظروف المأسوية والمرعبة التي يختبرها السائق خلال القيادة ليست السبب الوحيد لحوادث السير. فلبنان يعاني أيضًا من شبه انعدام النقل العام وهذا يعني ارتفاع نسبة الاعتماد على المركبات الخاصة أي زيادة نسبتها ونسبة الحوادث، في بلد نسبة امتلاك الأفراد لسيارات خاصة كبيرة. 

من جهته، يؤكد عقل أنّ أعداد حوادث السير تزداد بشكل مخيف وكبير وعلى القوى الأمنية تطبيق قانون السير على اللّبنانيين والنازحين والضيوف. ويشدد في حديثه لـ "السياسة" على أنّ الغرامات الجديدة والقديمة لا تُطبق وبالتالي فإنّ لا خيار سوى إعادة تفعيل تطبيق قانون السير في لبنان على كلّ مستعملي الطرق لأنّ الوضع كارثي والفوضى كبيرة. محذرًا من الدراجات النارية سيما تلك التي تخالف القوانين. 

لا يخفي المحامي عقل أنّ الطرقات في لبنان ليست في أفضل حال لكنه يشير أيضًا إلى أنّ جهود صيانتها مستمرة وبعضها بات يشهد إعادة صيانة جدية على أمل أن تتوسع مروحة هذا النشاط أكثر. مؤكدًا أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في العادات السلوكية لسائقي المركبات الذين لا يلتزمون بالقانون في الكثير من الأحيان. مشيرًا إلى أنّ الفئات التي تتراوح أعمارها ما بين ١٥ و٢٥ سنة هي الأكثر تعرضًا لحوادث السيارات على طرقات لبنان.

أعلى حوادث سير في هذه المناطق

تشمل حوادث السير مختلف المناطق اللّبنانية غير أنها تشهد ارتفاعًا أكبر في مناطق أخرى حيث عدد السكان والحركة المرورية أكبر وهو أمر طبيعي. ووفقًا للخريطة التي تنشرها منصة LOCR على موقعها فإنّ طرابلس، زحلة، بيروت، صور والنبطية هي المدن التي تشهد أعلى معدل حوادث سير.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa