لا أموال للمدارس التي لا تستقبل سوريين... عن "غزو" النازحين نتحدث!

04/10/2023 10:30AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

لا يمكن الحديث عن النزوح السوري في لبنان من دون التطرّق الى أوضاع المدارس الرسمية مع بداية العام الدراسي والعدد الهائل للتلامذة السوريين المسجّلين في المدارس اللبنانية بخاصة مع "فورة" النزوح السوري التي نشهدها حاليًّا والتي تتمثل بتدفّق كبير للسوريين الى لبنان بطرق غير شرعية.

تأثير النزوح السوري على المدارس في لبنان كان كبيرًا، زاد العبء على البنية التحتية للمدارس وزاد الضغط على التلامذة والأساتذة كما زادت تكاليف التعليم والاحتياجات التعليمية. وهذا ما أثر على المستوى التعليمي وأدى إلى صعوبة في توفير التعليم للأطفال اللبنانيين والسوريين على حد سواء.

ومن خلال البحث في تفاصيل هذا الموضوع يتبيّن أن الأمور لا تبشّر بالخير وأنّ التلامذة السوريين قد حجزوا مقاعد لهم في المدارس اللبنانية والغزو السوري بدأ تربويًا.

وفي عيّنة صغيرة عن ما يحصل في أروقة المدارس الرسمية، تحدثت معلومات صحافية أنه في احدى البلدات، تفاجأ أهالي البلدة بكثافة الطلاب السوريين، ففي مدرسة رسمية واحدة هناك 36 تلميذًا لبنانيًا فقط، مقابل 540 تلميذًا سوريًا.

فماذا يحصل في المدارس؟ وهل تلامذة "الرسمي" بخير؟

مقرّر لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي النائب ادكار طرابلسي يؤكد أن "برنامج التلامذة السوريين مختلف عن ما يدرسه اللّبنانيون وهم يدخلون المدارس فترة بعد الظهر في الرسمية بغض النظر عن أعدادهم بالنسبة لأعداد اللبنانيين المسجلين قبل الظهر"، مشيرًا الى "وجود برنامجين مختلفين وفريقين من الاساتذة مع وجود بعض الاستثناءات بأن يعطي الاستاذ دروسًا قبل الظهر وبعد الظهر".

مشددًا في حديث لـ "السياسة" على أن "لا طلاب سوريين من النازحين في المدارس قبل الظهر إلا إذا كانوا مولودين في لبنان أو أنهم من غير النازحين وعددهم محدود".

لافتًا الى أنه "يكثر الحديث عن إمكانية الدمج بين التلامذة السوريين واللّبنانيين إلّا أن الوزارة ما زالت تتصدى لهذا الموضوع فضلًا عن أن لا أرقام نهائية بعد لأعداد اللّبنانيين المسجلين في المدارس الرسمية هذا العام".

في السياق، حُكي عن أن المدرسة الرسمية التي لا تستقبل تلامذة سوريين تُحرم من المساعدات الدولية، وهو أمر لم ينفهِ طرابلسي الذي يؤكد أنّ "المدرسة التي لا تتضمن برامج بعد الظهر للتلامذة السوريين لا تحصل حتمًا على مساعدات".

معتبرًا أن "المساعدات مجحفة بحق التعليم في لبنان مقارنة مع دول الجوار كتركيا والأردن، حيث يُدفع للمدرسة عن كل تلميذ سوري 140 دولارًا بينما تحصل المدرسة على كل تلميذ لبناني 18 دولارًا فقط".

أمام هذا الواقع يبقى السؤال: أين المعنيون في هذا الملف؟ وهل مسموح ما يحصل؟ 

النزوح أصبح واقعًا يغزو مختلف قطاعات حياتنا في لبنان. لقد أصبح اللبنانيون أنفسهم لاجئين في وطنهم، وتجد الدولة نفسها عاجزة عن التصدي لعملية الاستيطان التي يشهدها البلد.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa