انتخابات نقابة المحامين: تسابق على الخدمة أم تسجيل لانتصارات حزبية؟

تشهد قاعة الخطى الضائعة في قصر العدل بيروت في ١٩ تشرين الثاني المقبل معركة حامية على عضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت ومركز النقيب.

ومع احتدام وقع هذه المعركة الانتخابية على الرغم من القلق والتوتر السائد لجهة إمكانية نشوب حرب مع اسرائيل، تظهر الاستطلاعات والآراء أنّ للانتخابات النقابية وكما كل مرة طابعًا وتوجهًا معينًا يحدده المزاج الانتخابي الذي يتأثر بمجمل الظروف التي ترافق العملية الانتخابية بخاصة في الأيام والأسابيع الأخيرة. 

وفي هذا الإطار، يبدو أنّ التوجه العام للمحامين تعكسه ظروف البلد. فمنهم من سيخوض المعركة لاعتبارات محض حزبية بحيث يسعى كل فريق حزبي أو سياسي إلى تسجيل إنتصار وفق ما ترنو إليه كل من أحزاب القوات اللبنانية مع مرشحها المحامي عبده لحود، والكتائب اللبنانية مع مرشحها المحامي فادي المصري، والتيار الوطني الحر مع مرشحه المحامي فادي الحداد. كما يحاول فريق ٨ آذار النجاح مع تجمهر الثنائي الشيعي ومن يدور في فلكهما كالحزب القومي السوري الإجتماعي وتيار المردة والبعث والوعد حول مرشح التيار الوطني الحر. مقابل معسكر ١٤ آذار  المؤلف من مرشح القوات اللبنانية أو الكتائب والوطنيين الأحرار وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

هذه الأجواء يقابلها استياء كبير لدى العديد من المحامين الذين يرفضون أن تتحوّل معركة انتخابات نقابة المحامين إلى تسجيل انتصار سياسي أو حزبي لهذه الجهة أو تلك أو هذا الحزب أو ذاك ، ويعتبر هؤلاء أنّ النقابة وانتخاباتها محض مهنية وهم يتجهون إلى تعزيز دور المستقلين وهم الأغلبية الساحقة من خلال العمل على وصول شخصية مهنية نقابية تتمتع بالعلم والثقافة والرصانة والمسؤولية الصرفة بعيدًا من الحسابات والمحسوبيات، لقيادة السفينة في ظلّ هذه الأوضاع الاستثنائية. وتجدر الإشارة إلى انه يوجد أكثر من مرشح مستقل على المستوى المطلوب، ابرزهم المحامي المستقل الكسندر نجار، لناحية برنامجه وسيرته الذاتية وعلاقاته الدولية وقربه من المحامين، اضافة الى كل من المحامي اسكندر الياس والمحامي فريد الخوري والمحامي ابراهيم مسلم. 

ويبدو، وبحسب اوساط مطلعة، ان المعركة تتجه نحو مبارزة بين المرشح المستقل اسكندر نجار والمرشح المدعوم من القوات عبدو لحود.