غزّة نهاية نتنياهو... فهل تكون نهاية حماس أيضا؟

25/11/2023 04:47PM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة": 

صحيح أنّ حركة "حماس" فاجأَت العالم بأسره، لمّا بدأت عمليّة "طوفان الأقصى"، واستطاعت تسجيل هدف تاريخيّ في مرمى العدوّ الإسرائيليّ، غير أنّ الحرب على غزّة كانت قاسية جدّا، لِما فيها من وحشيّة وعنف ونار. ومن غير المنطقيّ ألّا تكون حماس متوقّعة ردّة الفعل الإسرائيليّة الكبيرة، فهل كانت حركة المقاومة الإسلاميّة، الفلسطينيّة، السنّيّة، على وعد من ولاية الفقيه في إيران، بتدخُّل واسع، في الحرب من جنوب لبنان؟ وماذا حدث ليكتفي حزب الله، بحرب محدودة، تحترم قواعد الاشتباك مع العدوّ الإسرائيليّ؟

إنّ من الصّعب، إلى حدّ الاستحالة، تَصَوُّر حماس في "طوفان الأقصى"، وهي في موقع المُبادِر، لا المُدافِع، بعيدةً من التنسيق والتحالف مع طهران. وواضح أنّ الحليف الإيرانيّ لم يكن حاضرا في المعركة بالحجم المطلوب، وذلك خوفا من ضربة أميركيّة، بدت حاضرة بحضور جزء فَعّال من الأسطول الأميركيّ إلى المياه الصالحة لتكون جغرافية ممتازة للتحرّك جوًّا وبحرا، وعمليّات إنزال بَرًّا.

سارعت طهران بعد بداية "طوفان الأقصى" إلى نفي تورُّطها مع حماس، واكتفت بخطابها التقليديّ الداعم لحقّ الفلسطينيّين في الدفاع عن أرضهم. والتزم حزب الله بمحدوديّة المُواجَهة. واللافت أنّ تهديد طهران بالحرب الواسعة في حال اجتياح الجيش الإسرائيليّ العدوّ لغزّة سقَط، وتراجَع عنه أصحابه. وهُنا مَكمَن التساؤل: لماذا؟

لا جواب سوى تخييب طهران لحماس، أو توريطها، إذا جاز التعبير، والتحليل.

تمّت المفاوضات بين أميركا وإيران، واطمأنّت إسرائيل إلى أنّ حماس لن يكون لها سوى حماسِها في الحرب، فانطلقت صوب غزّة بِظَهر محميّ، من إيران، فالحرب واضحة بالنسبة لحماس، مَن كان معها يجب أن يقاتل معها، الأمر الذي لم يحصل.

وأصبحت الصورة بعد نتائج "طوفان الأقصى" توحي بأنّ نتنياهو وحماس يتّجهان معًا صوب الخسارة، بمعنى الحضور السياسيّ والأمنيّ، قياسا إلى زمن ما قبل الطوفان.

إنّ الحرب الجهاديّة إسرائيليّا وفلسطينيّا لم تعُد ذات أُفق مريح. فاليمين الإسرائيليّ لن يستطيع الاستمرار في المجازر ونَيل التغطية العالميّة، وكذلك حركة حماس لن تستطيع جرّ كلّ الشعب الفلسطينيّ إلى الجهاد ساعة تشاء، وكيفما تشاء، ليبقى عمليّا أسيرًا لها سِلما وحربا. وفي الوقت نفسه لن تستطيع إيران، في المستقبل، إعطاء حماس ما أعطتها إيّاه قبل الطوفان...

قد تكون المعادلات الإقليميّة، في معظمها، على بساط التعديل، وقد يكون البحث الجدّيّ في خيار الدولتَين، قد وُضِع على نار غزّة الحامية.

أمّا الربط بين أن تكون الهدنة وقفا دائما لإطلاق النار وبين احتمال العودة إلى الجبهات المفتوحة، في حال استئناف العدوّ الإسرائيليّ حربه على غزّة، فمسألة لا تؤخَذ على محمل الجدّ، لأنّ مَن يهدّد الآن بتوسيع الحرب هَدَّد في الأمس القريب، وسرعان ما تلا فعل الندامة. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa