معركة غزة المؤجلة بدأت... وإسرائيل تريد "رأس" السنوار

06/12/2023 10:29AM

رغم كل ما لحق بقطاع غزة من قتل ودمار، فسكانه يشعرون كأن الحرب بدأت لتوها.. فما إن انتهت هدنة تلك الحرب الموقتة في القطاع، حتى عادت إلى مسامع أهله أصوات آلة الحرب من جديد، وأعيد تفعيل عدّاد الضحايا الذي لا يتوقف.

لم تكن تلك الهدنة القصيرة، التي دامت سبعة أيام فقط، فرصة لالتقاط الأنفاس ونيل قسط من الراحة، بل كانت نافذة لتفقد الأنقاض والبحث عن جثامين الضحايا لمواراتها الثرى؛ ومع نهايتها، تختلج مشاعر ما قبلها أهل القطاع من جديد.

هي ذاتها مشاعر سكان غزة في أول أيام الحرب؛ بل إنهم يرجحون أن الأسوأ لم يأتِ بعد.. فالمعارك الحالية أكثر ضراوة، وتدور في أكثر مناطق القطاع ازدحاما بالسكان، ومن بينها حي الشجاعية وجباليا في الشمال وخان يونس في الجنوب.

المعركة المؤجلة

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الترسانة الأقوى لحركة حماس، والعدد الأكبر من عناصرها، في منطقة الشجاعية وجباليا، والتي تُوصف بأنها معاقل الحركة. ومن ثم، فإن إسرائيل ترى أن المعركة لن تكون سهلة، وستمر بالكثير من التعقيدات.

وبينما أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل ضابطين وثلاثة جنود في المنطقتين خلال اشتباكات دارت مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، أبلغ شهود عيان وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن القوات الإسرائيلية تستهدف مربعات سكنية بأكملها في المنطقتين وتسوّيها بالأرض لفتح الطريق أمام آلياتها.

ويعيش في جباليا المدينة وحدها نحو 200 ألف فلسطيني، وفق أحدث إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بينما يبلغ عدد سكان مخيم جباليا نحو 56 ألف نسمة.

أما شرق غزة، الذي يعتبر حي الشجاعية أكبر أحيائه، فيسكنه نحو 350 ألف نسمة بشقيه، الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (الجديدة أو حي الأكراد)، بالإضافة إلى أحياء الدرج والتفاح والزيتون.

بحث عن صورة النصر

حتى الآن، لم تُفلح إسرائيل في إظهار صورة النصر التي تبحث عنها؛ وبالتالي فإن وقف القتال في هذه الفترة مستبعد من ناحية القناعة الإسرائيلية الداخلية بأنها لم تحقق أهداف الحرب التي وضعتها.

وقد تكون صورة النصر تلك التي تتطلع إسرائيل إليها تتمثل في اغتيال قيادي كبير في حماس، مثل يحيى السنوار، وليس أقل منه على سلم الترتيب القيادي في الحركة، أو حتى اعتقاله؛ أو ربما تكون بتحقيق السيطرة التامة للآليات الإسرائيلية على قطاع غزة بالكامل.

وتدرك إسرائيل في دوائرها المصغرة أن ما عرضته من صور سابقة، ليس بالصورة التي تبحث عنها، بل هو أقصى ما استطاعت الوصول إليه في فترة ما قبل التهدئة. وعليه، فإن المعارك القادمة ستكون أشد ضراوة للبحث عن الصورة المنشودة. وتقول هيئة البث الإسرائيلية إن المعارك ستكون على أكثر من جبهة في وقت واحد.

ويبدو من الواقع الميداني أن إسرائيل بدأت بالدخول إلى المناطق الأصعب في وقت واحد. وقد وضعت إسرائيل هدفا جديدا تسعى لتحقيقه في هذه المرحلة من الحرب، وهو تدمير الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس.

اقرأ أيضًا:

التدخل الدولي مرفوض... إسرائيل: عمليات برية لشهر ثمّ مفاوضات على الأسرى

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa