القطاع السياحي يدفع ثمن الحرب

03/01/2024 09:54AM

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":

لا ينكر أحد أنّ حركة الأعياد في لبنان فاقت التوقعات، وأنّ الحجوزات كانت مقبولة بل "مفوّلة" في بعض المناطق.

ولا ينكر أحد أنه رغم كل الأوضاع الأمنيّة والسياسية التي لا تبشّر بالخير، بقي الأمل ساطعًا في البلد وعاد عدد كبير من المغتربين للاحتفال بالأعياد مع الأهل والأقارب.

وعلى الرغم من الخضات التي لا تنتهي في لبنان، كان المشهد أكثر من رائع في فترة الأعياد وبخاصة ليلة رأس السنة التي أكدت أن الشعب اللبناني المحب للسهر والحياة لا ولن توقفه أيّ حرب عن الاحتفال، حتى أن بلدات الجنوب التي تتعرّض للقصف اليومي والذي لم يتوقف حتّى خلال الأعياد، احتفلت واستقبلت العام الجديد بفرح وبهجة.

أمين عام إتحاد النقابات السياحيّة في لبنان جان بيروتي يؤكّد أنّ "نسبة الإشغال في المطاعم كانت جيّدة جدًا وقد بلغت 80 في المئة على مستوى لبنان وفي مناطق معينة وصلت نسبة الإشغال الى الـ 100 في المئة".

مشيرًا في حديث لـ "السياسة" الى أنه "رغم التوقعات المتشائمة للفنادق والتي كانت الحركة فيها أكثر من خجولة، انتعشت ليلة رأس السنة ووصلت نسبة الإشغال الى 50 و60 في المئة لتتراجع الحركة تدريجيًا الى الـ 15 والـ 20 في المئة".

تفاؤل بيروتي هذا سرعان ما يتحوّل الى تشاؤم وهمّ كبير بعد مغادرة المغتربين وانتهاء فترة الاعياد في تاريخ 5 من الشهر الجاري، حيث تعود الحركة الى روتينها المعتاد.

وهنا يلفت بيروتي الى أنّ "الهم الكبير يبدأ من تاريخ 5 خلال الشهر الجاري لأن الموسم بدأ ينتهي تدريجيًا حتى بالنسبة للمطاعم التي ستتراجع حركتها والتي ستعوّل فقط على العنصر اللبناني".

وفي جولة سريعة على الحركة خلال فترة الأعياد يرى بيروتي أنّ "المطاعم كانت حركتها مقبولة لمدة 8 أو 10 ايام فقط فيما الفنادق عملت ليومين لا أكثر وهذا لا يعني أن الموسم السياحي بخير".

مؤكدًا أنه "رغم كل ما يحصل يبقى اللبناني أمينًا ووفيًا لبلده وهذا ما يشجعه على العودة اليه وهذا ما نقدّره رغم الحرب والظروف".

"بعد السَكرة إجت الفَكرة"... تختصر هذه الجملة الواقع السياحي في لبنان الذي سرعان ما سيعود الى الانطفاء من جديد. وبحسب بيروتي، "بعد مرور الأعياد القطاع السياحي ذاهب نحو المجهول وسط الظروف المحيطة بنا فيما المطلوب استقرار أمني وسياسي دائم".

مشيرًا الى أنه "حتى لو كانت الأسعار "بالأرض" فالمغترب لن يعود الى لبنان في غياب الاستقرار الذي لا تؤمنه الدولة".

وعليه، كانت الأعياد جرعة أوكسيجين للقطاع السياحي الذي عاش موسمًا سياحيًا غير مسبوق خلال فترة الصيف والذي عاد الى نقطة الصفر ليلملم أرباحه من جديد وينتظر الأعياد لتعويض الخسائر.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa