بعد ظُلم الحرب...هل تظلم وزارة التربية طلّاب الجنوب؟

12/01/2024 11:30AM

كتب قزحيّا ساسين في "السياسة"

يعيش لبنان مأساة تربويّة كبرى، بسبب غياب الرؤية الواضحة عن أهل المسؤوليّة، في وزارة التربية أوّلا، وفي غيرها من المواقع التي من المفترَض أن تلحَظ مصلحة الإدارات والأهل والمعلّمين بالتّساوي، الأمر الذي نفتقده، وما الكارثة التي حلّت بالمعلّمين المتقاعدين في القطاع الخاصّ سوى دليل على ذلك. غير أنّ القضيّة الأكثر إلحاحا، اليوم، هي ما يعانيه الجنوب تربويّا، في ظلّ الحرب المستمرّة، منذ بداية "طوفان الأقصى"، التي قضت بإغلاق المدارس في كلّ المناطق المهدّدة بالقصف الدائم. فما مصير طلّاب هذه المدارس، الذين لم يستطيعوا أن يتساوَوا مع طلّاب لبنان تعلُّمًا هذا العام؟ وكيف سيكون الحلّ أو المَخرج لطلّاب الامتحانات الرسميّة، في حال إجرائها؟

لا أحد يستطيع معرفة متى تنتهي حرب "طوفان الأقصى"، ولا أحد استطاع إيجاد حلّ شامل وعادل ومنطقيّ لطلّاب الجنوب، ما يعني عمليّا أنّ على وزير التربية أن يسارع إلى معالجة هذه المسألة سريعا، بمعنى كشْف ما ينتظر طلّاب الجنوب، لا سيّما على مستوى الامتحانات الرسميّة.

لا يمكن التّغاضي عن أنّ قسما من طلّاب لبنان لم يتعلّموا هذه السنة، ما يعني أنّ إجراء الامتحانات الرسميّة بعد نهاية العام الدراسيّ أمرٌ غير عادل وغير مقبول. وفي الوقت نفسه، هناك مَن ينتظر هذه الامتحانات، بهدف الانتساب إلى جامعات خارج لبنان، فكيف السبيل إلى حلّ يعطي كلّ طالب حقَّه؟

إنّ من المنطقيّ إيجاد حلّ أو مخرج ما لطلّاب الجنوب الذين منعتهم الحرب من دخول المدارس. وقد يكون بامتحانات خاصّة، متأخّرة، في حال انتهت الحرب قريبا. وفي حال استمرّت إلى نهاية العام الدراسيّ يجب البحث عن حلّ آخَر.

لم يتمكّن كلّ طلّاب الجنوب من متابعة عامهم الدراسيّ في مدارس بديلة، لأنّ الكثيرين من الجنوبيّين لم يقدروا على مغادرة بيوتهم لعدّة أسباب. ولم يكن التعلّم عن بُعد عمليّا وكافيا وبمُتَناوَل الجميع. ما يعني أنّ المسألة تتطلّب إجراءات وقرارات سريعة وواضحة، وإن تكُن صعبة، ومن الممكن أن تصل إلى حدّ السّير بامتحانات رسميّة جنوبيّة خاصّة، أو إلغاء الامتحانات الرسميّة لهذا العام.

في الوقت الذي يذهب طلّاب لبنان إلى مدارسهم، ويشعر أهلهم بحدّ أدنى من السلام والاطمئنان نحو عامهم الدراسيّ، يجب أن يشعر المسؤولون كلّهم، وفي طليعتهم وزير التربية، بمأساة الأهل الجنوبيّين المنكوبين، وبالتالي يجب أن يسعوا لإيجاد كلّ ما يطمئنهم بالنسبة لِما سيواجه أولادَهم في نهاية عام دراسيّ حُرِموا الاستفادة منه، وهم يزدادون قلقا، يوما بعد يوم.

ننتظر كلاما واضحا من وزير التربية، يُقيم العدل بين الطلّاب، ويُنصِف طالب الجنوب الذي ظلمته الحرب، لأنّه لا يحتمل ظلما ثانيا من وزارة التربية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa