إيران تتهم تركيا وإسرائيل بسرقة الغيوم.. نظرية مؤامرة أم حقيقة؟

12/01/2024 08:53PM

اتهمت إيران، في السنوات الأخيرة، إسرائيل وتركيا بسرقة السحب والثلوج، مما تسبب في الجفاف وتغير المناخ في البلاد.


وبينما لاقت هذه الادعاءات سخرية من المسؤولين الإسرائيليين وخبراء البيئة والأرصاد الجوية، إلا أنها تجد صدى لدى بعض الإيرانيين الذين يشعرون بالإحباط من أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد.

وبحسب مجلة "فوربس" الأميركية، تم رفض الادعاءات الإيرانية بسرقة السحب لأكثر من مرة من قبل هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية والهيئات البيئية الأخرى في البلاد.

ويقول خبراء البيئة إن سرقة السحب أمر مستحيل من الناحية العلمية، لأن السحب هي ظاهرة جوية ديناميكية تتشكل نتيجة عوامل عديدة، بما في ذلك درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي.

وأضافوا أن إيران تعاني من أزمة جفاف بسبب تغير المناخ، وليس بسبب سرقة السحب.

كما أنه في علم البيئة والأرصاد الجوية لا يوجد شيء اسمه "سرقة الغيوم" رغم أن المصطلح تردد كثيرا، وهو ما تؤكده عدة تقارير لوسائل إعلام غربية، بينها "نيويورك تايمز".

وتوأوضحت مجلة "فوربس" أن "سرقة السحب" هو مصطلح يشير إلى الاعتقاد أو الاتهام بأن الدول تستخدم التكنولوجيا للتلاعب بأنماط الطقس لتحويل السحب الممطرة بعيدا عن منطقة معينة.

وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لتركيا قال كاوه مدني، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة إن الصور التي تقارن السماء في تركيا وفي إيران "تنتمي إلى لحظة محددة من الزمن".

وأضاف أنه "تم اختيارها عمدا أو بسذاجة للترويج لرواية ليس لها أي أساس علمي".

ويمكن تفسير الاختلاف في أنماط هطول الأمطار بين الدول من خلال عدة عوامل.

ويتلقى بعضها أمطارا أكثر من غيرها اعتمادا على عدد البحار القريبة واتجاه الرياح ومدى قربها من الجبال الشاهقة،وفق الخبراء في حديثهم لـ"فوربس".

وبينما تعاني معظم أجزاء إيران من الجفاف الشديد، يلفت المجتمع العلمي الانتباه نحو الأسباب الجذرية لأزمة المياه في البلاد.

ولفت مدني إلى أنه: "من السهل تشتيت انتباه الجمهور بنظريات المؤامرة والقصص المغرية لفترة من الوقت، لكن المشكلة الحقيقية لن تحل بهذه الطريقة"، مضيفا أنه "في النهاية الشعب الإيراني هو الضحية الحقيقية لهذه اللعبة".

في السياق, يعاني دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ندرة المياه، حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار فيها أقل من 10 إنش سنويًا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 20٪ على مدار الـ30 سنة الماضية.

وفي محاولة للتصدي لهذه الأزمة، دخلت دول المنطقة في سباق لتطوير التقنيات اللازمة لـ"استمطار السحب"، وهي عملية تهدف إلى حث السحب على هطول الأمطار عن طريق حقن جزيئات الملح أو يوديد الفضة فيها.

وتعتبر الصين الدولة الرائدة عالميًا في مجال تعديل الطقس، حيث قامت بتنفيذ عملية "بذر السحب" تسببت في هطول 8.56 مليار طن متري من الأمطار الإضافية في حوض نهر اليانغتسي.

وإلى جانب الصين، هناك دول أخرى تشارك في هذا السباق، مثل الإمارات وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وتايلاند والمكسيك.

وتستخدم هذه الدول تقنيات تعديل الطقس لأغراض مختلفة، مثل تأمين إمدادات المياه، أو إطفاء الحرائق، أو حتى تحسين ظروف الطقس خلال الأحداث الرياضية الكبرى.

إلا أن الخبراء يقولون إن هذه الأنشطة لها مزاياها وعيوبها الخاصة، حسبما نقلت عنهم "فوربس" وفي وقت سابق صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال أرفيند فينكاتارامانا، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز الاستدامة والابتكار والحكم الرشيد: "إن أي شكل من أشكال التدخل أو التلاعب بالمناخ يأتي معه نصيبه من المخاطر".

وأضاف: "لقد أظهرت الدراسات أن بعض الأساليب يمكن أن تسبب المزيد من حالات الجفاف والفيضانات، ويمكن أن تؤثر على سلسلتنا الغذائية وتزيد من الصراعات الجيوسياسية".

ومن أجل مراقبة أفضل لبرامج تعديل الطقس التي تستثمر فيها الحكومات، يعتقد الخبراء أن لوائح التدخل العالمية يجب أن تصبح أقوى.

وقالت تريسي راكزيك، خبيرة سياسات المناخ ومستشارة المناخ السابقة للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أنه "ليست هناك حاجة للبدء من الصفر".

وأضافت أن "هناك بالفعل اتفاقا بشأن هذه القضية، ومع ذلك يتم إهمالها".

وكانت اتفاقية حظر الاستخدام العسكري أو أي استخدام عدائي آخر لتقنيات التعديل البيئي (ENMOD) قد دخلت حيز التنفيذ في عام 1978.

وتم التصديق عليها من قبل 78 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وألمانيا وروسيا.

ومع ذلك، يشير كاوه مدني، مدير معهد الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة إلى أن "الإجراءات القانونية والاتفاقيات الدولية القائمة ضعيفة".

وتابع راكزيك أن "المجتمع الدولي يحتاج إلى دعم السياسة الدولية بشأن المخاطر الأمنية الناجمة عن تلقيح السحب، فضلا عن تقنيات تعديل الطقس الأخرى في وقت قريب".

وفي حين أن العلم الأساسي لتلقيح السحب يبدو واضحا ومباشرا، إلا أن هناك العديد من المشكلات من الناحية العملية، حسب "نيويورك تايمز".

وقالت نقلا عن خبراء: "ليست كل السحب لديها القدرة على إنتاج المطر، وحتى السحابة التي تبدو مناسبة للبذر قد لا تحتوي على رطوبة كافية".

وهناك تحدي آخر في المناخات الحارة، ويتعلق بأن قطرات المطر قد تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض. 

وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون تأثير البذر أكبر من المتوقع، مما ينتج عنه الكثير من الأمطار أو الثلوج، حسب الصحيفة الأميركية.

أو يمكن للرياح أن تتحرك، وتحمل السحب بعيدا عن المنطقة التي تم فيها البذر، مما يزيد من احتمال حدوث "عواقب غير مقصودة"، كما يشير بيان صادر عن "جمعية الأرصاد الجوية الأمريكية"، في وقت سابق.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa