مراد: النضال مستمر والفراغ أرحم من رئيس خزمتشي

22/01/2024 11:47AM

أكد رئيس "حزب الإتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد وجوب اعتماد نظام فدرالي كي تقوم لنا دولة فعلية في لبنان".

كلام مراد أتى خلال مقابلة مع الإعلامية جومانة مراد ضمن برنامج "على مدى الجمهورية "عبر أثير إذاعة "لبنان الحر".

ورداً على سؤال حول ربط إستحقاق الرئاسة بلبنان بأحداث غزة، قال: "ما يحصل في لبنان هو قمة الشواذ، وكنا قد حذرنا منه منذ سنوات طويلة. هناك ميليشيا مسلحة تسيطر على مقدّرات الدولة اللبنانية برمّتها وتُدين بالتبعية لدولةٍ أخرى وهي إيران وتعمل لأجل مصالح طهران الإستراتيجية في لبنان والمنطقة"، معتبراً أنه "وبالتالي لا يوجد لدينا دولة، بل هيكل منهار باستسلامٍ تام لهذه الميليشيا الإرهابية التي تصر على جرّ لبنان إلى هوة الفراغ، وعلى العمل المتواصل لإفلاس الدولة وإغراقها بالفاسدين لتدميرها وتجييرها بثمنٍ بخس لمصلحة إيران.

ولفت مراد إلى أن "الإستحقاق الرئاسي بالنسبة لنا اليوم هو الأساس لتقويم الإعوجاج الحاصل"، مشيراً إلى "أننا كأحزاب سيادية مناضلة نفضّل الفراغ على أن يأتي رئيس "خزمتشي" لدى "حزب الله" ليقضي على ما تبقى من الدولة اللبنانية كرمى مصالح إيران الإستراتيجية"، لافتاً إلى "أننا كأحزاب سيادية نقوم بمواجهته، ونجحنا بمنع وصول مرشح الحزب إلى رئاسة الجمهورية وهذا أمر مهم جداً، وسنكمل نضالنا للوصول إلى مرحلة تحرير أرضنا من الإحتلال الإيراني".

وهنا شدًد مراد على أن "السبيل الوحيد للتحرير لا يتم إلا عبر توجّه وفد نيابي رسمي يمثّل جميع الطوائف وجميع القوى المعارِضة الى الأمم المتحدة ودول القرار لمطالبتهم بتطبيق القرار 1559 الذي يدعو الى سحب السلاح وحتى لو أدى الأمر لتطبيقه تحت بند الفصل السابع".

أضاف: "البعض يزعم أن الجيش اللبناني لا يملك القدرة تطبيق هذا القرار ميدانياً، لكننا نرى أنه من الممكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة، ونؤكد على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتطبيقه".

وكشف رئيس "السرياني العالمي" على "أننا نعمل كأحزاب سيادية ونواب مع اللوبي اللبناني في كافة دول الإغتراب على توقيع وثيقة رسمية موثّقة للمزيد من الضغط من أجل خلاص لبنان وسيتم للأمم المتحدة".

ورداً على سؤال عن حياد لبنان بهدف حمايته من التدخل الخارجي أجاب: "لبنان كان يسمّى بسويسرا الشرق، وبالتالي فإن كسر الحياد والإلتزام بمحاور لا تعنينا ولا تصب لمصلحة الشعب اللبناني أوصلنا اليوم مع الأسف إلى ما نحن عليه"، لافتاً إلى أن "حزب الإتحاد السرياني العالمي والجبهة المسيحية وقوى سيادية أخرى نطالب باعتماد النظام الفدرالي إذ بات من غير المقبول إطلاقاً الإستمرار بالوضع الذي نحن عليه، و"حزب الله" فاضت قوته بسبب الدعم الإيراني له مالياً عسكرياً سياسياً ولوجستياً تماماً كما جاء على لسان أمينه العام حسن نصرالله".

 واعتبر مراد أن "مشكلتنا الأساسية كانت ولا تزال تكمن في أولئك الذين كانوا ينادون بالوحدة العربية على حساب تنوع لبنان، فتارةً كان هناك من يناشد بالوحدة مع سوريا، أو بتبني القضية الفلسطينية على حساب لبنان تارةً أخرى"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر غير مقبول لا بل علينا العمل على تجريد "حزب الله" من سلاحه".

من جهةٍ أخرى، شدّد على "وجوب حماية ما تبقى من حضور مسيحي فاعل وسط ما نشهده من شراء أراضٍ وإقفال دوائر عقارية وتزوير وتسجيل آلاف الكيلومترات من الأراضي التي تمت السيطرة عليها بوسائل إحتيالية على حساب المسيحيين ووجودهم على أرضهم المقدسة التي دافعوا عنها بأرواحهم وبدماء آلاف الشهداء كي تقوم لنا دولة بكل ما للكلمة من معنى".

وحول كونه رئيس "الحزب السرياني العالمي" المؤتمن على إرث وتاريخ كبير في المنطقة وأهمية الحفاظ على الوجود المسيحي الحر وعلى الهوية الحقيقية للمسيحيين بالشرق قال مراد : "هناك محاولات منذ سنين طويلة لتزوير التاريخ وبالأخص تاريخ المسحيين بالمنطقة، ففي مراجعة لكتب التاريخ نلحظ إهمالاً تاماً لتاريخ لبنان الحقيقي ولتاريخ وجود المسيحيين ولحضارتهم وثقافتهم التي أغنت البشرية بشكلٍ عام وقامت بتصدير الحرف لكل شعوب الأرض، وهو مخطط ممنهج لإضعاف المسيحيين ولصَبغهم بصبغة ثقافية لا تمتّ لهم بِأي صلة". وأشار إلى أننا "كمسيحيين العرب نكنّ الإحترام للعروبة وحافظنا على اللغة العربية كما ساهمنا برفدها ثقافياً، وهذا تأتّى بسبب ثقافتنا المشرقية المسيحية".

واستطرد: "أنا كسرياني أتحدث هنا عن حضارتنا التي هي في صلب الحضارة المسيحية، وما من أحد يستطيع أن يفرض عليّ هوية لا تشبهني وإن رفضتها يعتبرونني خائناً أو عميلاً!". 

وتابع: "هناك وعيٌ تام في المجتمع المسيحي على وجوب المحافظة على إرثنا وثقافتنا وإلا سيكون مصيرنا مشابهاً للهنود الحمر في أميركا، ومن هنا تتضافر جهودنا بالإشتراك مع أحزابٍ عدة خاصة حزب القوات اللبنانية للتأكيد على ثبات الهوية ويدينا متشابكة لترسيخ وجودنا كسياديين أحرار عبر تاريخنا الطويل الحافل بالنضال".

توازياً، ورداً على سؤال حول إحياء اللغة السريانية وضرورة العمل على إعادة تعليمها، أكد مراد على أنها "اللغة الأم لجزء كبير من أبناء لبنان والمنطقة، ولا يجب أن ننسى انه منذ حوالى السبعين عاماً كانت هذه اللغة تُدرَّس في المدارس المسيحية وكانت في الأصل اللغة المعتمدة، ولهجتنا اللبنانية هي جزء من لغتنا السريانية التاريخية كمسيحيين في لبنان والشرق"، لافتاً إلى "أننا نعمل لإعادة إحيائها بغية الحفاظ على إرثنا كي لا يضمحل وجودنا التاريخي هو أمر لن نقبل به أبداً".

وسُئل مراد عما إذا كانت الطائفة السريانية قد نالت كامل حقوقها السياسية في لبنان، فأجاب: "مع الأسف في لبنان يسمّوننا طائفة على الرغم من أن السريانية هي شعب وحضارة ولغة تضم مسيحيين وكنائس عديدة، إلا أنه وبسبب تقسيم لبنان الطائفي منذ إعلان دولة لبنان الكبير وحتى يومنا هذا نعاني من ظلم وتهميش مجحفَين، هم يسموننا "أقليات"، ونحن كحزب تقدّمنا بعدة إقتراحات وسلّمنا الملفات والأعداء للأحزاب الحليفة وهي بدورها ساندتنا غير أننا لم نحصل على قانون لزيادة عدد النواب"، واعتبر أن "ما حصل كان مجرد نقل مقعد الأقليات من الدائرة الثانية في المصيطبة الى الدائرة الأولى في الأشرفية كي يكون لنا كمسيحيين وكسريان حق المشاركة باختيار ممثلينا ولكن من دون أدنى شك لا يزال هذا الإجحاف مستمراً فليس لدينا مدراء عامين ولا سفراء وهو نتاج تبعات الإحتلال السوري وغضبه على السريان لاستشراسهم بالدفاع عن لبنان بما فيها حرب الآخرين على أرضنا، فكان هذا العقاب لمنعنا من نيل حقوقنا وللاسف ما زالت هذه الحقبة مستمرة رغم بعد خروج جيش الإحتلال السوري من لبنان".

وقال: "منذ عام 2005 وحتى عام 2016 كنا نناضل لنصحح المسار ولكن هناك أمور أشد خطورة تحصل  اليوم، ونضالنا هو الدفاع عن الوجود المسيحي الحر، فما النفع إذا حصلنا على مقعد نيابي أو وزاري والبلد منهار والوجود المسيحي بأسوأ حال؟ أساس نضالنا هو الحفاظ على الوجود المسيحي الحر وتحرير الدولة اللبنانية والشعب اللبناني من الإحتلال الايراني المتمثل بميليشيا حزب الله الإرهابية، وهذا هو الأساس بالنسبة لنا والباقي يتم تصحيح مساره لاحقاً".

وختم مراد: "نعتبر أن من يمثّلنا اليوم بأفضل صورة نواب كُثر وعلى رأسهم حلفاؤنا في القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa