رغم تأكيد عضو المكتب السياسي لحماس، غازي حمد، أمس الثلاثاء رفض الحركة للاقتراح الإسرائيلي بوقف القتال لمدة شهرين ضمن صفقة متعددة المراحل تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، يبدو أن حماس أصبحت أكثر انفتاحًا على فكرة إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل وقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر مصرية أن مسؤولين في حماس أبلغوا وسطاء دوليين بأنهم مستعدون لمناقشة اتفاق لإطلاق سراح بعض الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل "وقف طويل للقتال". وتشير هذه المصادر إلى تغيير كبير في موقف حماس، التي كانت تصر لفترة طويلة على عدم التفاوض حول قضية الأسرى إلا كجزء من اتفاق شامل يؤدي إلى نهاية دائمة للنزاع الذي ضرب غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

كما كشفت ثلاث مصادرة أن إسرائيل وحماس قد وافقتا بشكل كبير في المبدأ على إمكانية تبادل الأسرى الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين خلال هدنة تستمر شهرًا، وفقًا لما نقلته "رويترز" اليوم الأربعاء.

كما أوضحت المصادر أن الخطة الإطارية تأخرت بسبب الخلافات حول كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة. وركزت جهود الوساطة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الفترة الأخيرة على تبني نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من المحتجزين الإسرائيليين بدءًا من المدنيين وانتهاءً بالجنود، مقابل وقف الأعمال القتالية وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، إلى جانب زيادة المساعدات المقدمة إلى غزة.

وأوضح مسؤول مطلع على المفاوضات أن الجولة الأخيرة من الجهود الدبلوماسية بدأت في 28 كانون الأول وتم تقليص الخلافات حول مدة وقف إطلاق النار المبدئي إلى نحو 30 يومًا، بعدما اقترحت حماس في البداية هدنة لعدة أشهر.

وأكد مصدر آخر، وهو مسؤول فلسطيني في مجال الوساطة، أنه في حين تسعى إسرائيل للتفاوض على مرحلة واحدة في كل مرة، تسعى حماس إلى الوصول إلى "صفقة شاملة" تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار قبل إطلاق سراح الأسرى خلال المرحلة المبدئية.

وأوضح مسؤولان أمنيان مصريان أن العمل جار لإقناع حماس بقبول هدنة لمدة شهر يعقبها وقف دائم لإطلاق النار. وفي هذا السياق، أشارت المصادر إلى أن حماس تطلب ضمانات لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق قبل الموافقة على الهدنة الأولية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

 وفي سياق آخر، ذكر مسؤول حماس أن إحدى العروض التي قدمتها إسرائيل تضمنت إنهاء الحرب إذا أخرجت حماس ستة من كبار القادة من غزة. وأضاف أن حماس رفضت "قطعا" هذا الاقتراح. 

إقرأ أيضًا: