بين مغادرة موفد دولي ووصول آخر... البلد ينتظر معجزة رئاسية

05/02/2024 07:29AM

جاء في "الجمهورية":

بين مغادرة موفد دولي ووصول آخر ما تزال البلاد تنتظر الترياق لأزماتها المستعصية الرئاسية والسياسية والامنية الحدودية، على أمل ان تُسفر زيارة وزير الخارجية الفرنسية سيباستيان سيجورني عن جديد قد يُغني ويُثمن من جوع، بعد جولته على مصر والاردن وتل ابيب ورام الله، معطوفة على زيارة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لتل أبيب، حيث سيبحث كما الوزير الفرنسي في تهدئة الجبهات ولا سيما الجبهة الجنوبية وتطبيق القرار 1701 الى جانب جديد الملف الرئاسي. وفي الانتظار ايضاً، يترقّب لبنان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لمعرفة جديد الأفكار او المقترحات حول تحريك الملف الرئاسي، فيما الداخل يكتفي بتسجيل المواقف من دون مبادرات او اقتراحات.

بري والخماسية

في انتظار تَبلور ما لدى الخماسية العربية ـ الدولية وما سيحمله سيجورني وهوكشتاين ولودريان سواء حول الوضع على الجبهة الجنوبية وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، برزت امس مواقف لافتة لرئيس مجلس النواب نبيه بري أدلى بها الى تلفزيون «الجديد» اكد فيها انه سمع من كل سفراء الخماسية الذين التقاهم الاسبوع الماضي «أن لا «فيتو» لديها على أيّ اسم ومن ضمنها السعودية»، وقال: «توافقنا على أنّ انتخاب الرئيس يتطلب توافقاً، وتمنّوا تسميته بالتشاور، لا حوار، وكنت متجاوباً مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي».

واضاف بري: «لا جلسات (انتخابية) متتالية من دون تشاور أو حوار وإذا كان لديهم أي طريقة أخرى «يأمّنولي ياها وأنا حاضر»، فمن دون تشاور نكرّر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأيّ جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمّن نصاب الـ٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ86، فلو عقدتُ 50 جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة أقصاها ٧ ايام، «يفترضوا إنّي عَم بِبلفهُن ويجوا يحرجوني».

واضاف: «إتفقتُ مع الخماسية على أن يساعدونا على انتخاب من نسمّيه نحن كلبنانيين، لا من يسمّونه هم، (سفراء) الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي «ما عنّا مرشح على الاطلاق ولا عنّا «فيتو» على اي اسم، ونحنا مستعدين نساعدكن باللي بدكن ياه».

وعشيّة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بري لرئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري: «أهلا وسهلا بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر. فقد أثبتت الانتخابات الاخيرة أنّ سعد الحريري هو الناجح الأكبر على رغم من اعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصدَ 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات».

وخَصّ بري جمهور حركة «أمل» برسالة قائلاً: «حركة «أمل» هي أمام «حزب الله» في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان، ولكن في هذه المعركة حركة «أمل» تقاوم ضمن إمكاناتها العسكرية، فهي لا تمتلك قدرات «حزب الله»... ولا أخاف على دوري الديبلوماسي لأنّ المقاومة الديبلوماسية هي جزء أساسي في المقاومة».

التغييريّون

في سياق متصل، قال مصدر في مجموعة النواب التغييريين لـ«الجمهورية» انّ «التغييريين كانوا أوّل مَن بادر الى تقديم الاقتراحات والمبادرات في شأن الاستحقاق الرئاسي، لكن لاحظنا انّ مبادرات الاطراف الاخرى كانت تنطلق من حسابات شخصية لا وطنية، ولا تقدم حلولاً لجميع المواطنين. عدا عن تعقيدات في الوضع الاقليمي تجعل الامور تتأزم أكثر. لذلك لن تلقى المبادرات اي نتائج في ظل هذا الوضع المعقّد لانتخاب رئيس خارج الاصطفافات الحزبية والسياسية».

واشار المصدر الى انّ هناك لقاءات ستعقد مع كتل ومجموعات نيابية اخرى لمحاولة تنسيق المواقف والتوصّل الى توافقات معينة. لكن الانطباع لدى الجميع ان الانتظار ما زال سيّد الموقف بسبب استمرار الحرب في غزة والمنطقة، خصوصاً انّ المبادرات الخارجية جاءت لتملأ فراغا لبنانيا هو مِن صنع اللبنانيين أنفسهم، على أمل ان تنتج هذه المبادرات حلولاً مقبولة.

مزيد من الموفدين

الى ذلك، وفي خضم التحضير لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في قضايا مالية وادارية مختلفة، تستعد البلاد لاستقبال مزيد من الموفدين الدوليين وفي مقدمهم هذا الاسبوع وزير الخارجية الفرنسية الجديد ستيفان سيجورني الذي ينتظر وصوله بين مساء اليوم وصباح غد، مُنهياً جولة في المنطقة بدأها الجمعة الماضي.

وقالت مصادر ديبلوماسية تواكب هذه الزيارة لـ«الجمهورية» انّ جدول لقاءات سيجورني سيكون للمسؤولين الكبار، على عكس زيارة نظيره البريطاني ديفيد كاميرون التي استثنَت وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في خطوةٍ عدّت سلبية للديبلوماسية البريطانية التي يتهمها اللبنانيون برفض كل الافكار والطروحات اللبنانية الخاصة بأزمة النازحين السوريين في لبنان. لكنّ سيجورني سيحمل الرسالة الديبلوماسية والعسكرية عينها، وهو سيجدّد ما دأبت عليه الديبلوماسية الاوروبية، أي الدعوة الى أهمية تبريد الجو الامني جنوباً وتحاشي الانسياق الى حرب شاملة وعدم الانجرار وراء اي استفزازات من شأنها أن تطيح الاستقرار الموجود بالحد الادنى، على رغم من حجم الأضرار التي لحقت بعشرات القرى اللبنانية وتدمير مئات المنازل وما لحقَ بالثروة الحرجية والمحاصيل الزراعية من أضرار قُدّرت بمئات ملايين الدولارات، وحرمان الجنوبيين من الأمن الذي كان متوافراً بنسبة عالية.


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa