"برد قارس وظروف صعبة للغاية"... هكذا عاش نافالني آخر أيامه

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن خمسة رجال قضوا فترة عقوبتهم في نفس السجن الذي توفي فيه المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، أفادوا بأن ظروف إقامتهم كانت صعبة للغاية، وفقاً لمسؤولين أميركيين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.

ويُعتبر السجن المعروف باسم "الذئب القطبي" واحداً من أصعب السجون في روسيا، حيث أدين معظم السجناء هناك بجرائم خطيرة، وفقًا لتقرير وكالة "رويترز".

يقع "الذئب القطبي" في بلدة خارب شمال الدائرة القطبية الشمالية، على بعد حوالي 1200 ميل شمال شرق موسكو، وتستغرق الرحلة إليه ثلاث ساعات بالطائرة من موسكو إلى سالخارد، ثم بالعبارة عبر نهر أوب في الصيف، أو العبور على الجليد في الشتاء.

وكان السجن في السابق جزءًا من نظام معسكرات العمل القسري السوفيتية، وفقًا للتقارير المحلية.

وفي تصريحات للمتحدثة باسم نافالني، كيرا يارميس، أشارت إلى أن الهدف من نقل المعارض إلى هذا السجن البعيد كان جعل حياته أكثر صعوبة وعزله عن العالم، وأضافت أن هذا النقل يهدف أيضًا إلى صعوبة وصول محاميه وحلفائه إليه.

وفي حين وصف السجناء السابقون الظروف داخل "الذئب القطبي" بأنها صعبة للغاية، مع البرد القارس والطعام السيء والظروف الصحية غير اللائقة، فإن الضغط النفسي الاستثنائي والشعور بالوحدة يعدان من أكبر التحديات.

وأفاد أحد السجناء السابقين، الذي كان يقضي عقوبته في الزنازين الانفرادية، بأن تلك الزنازين صُممت لتحطيم السجناء نفسيًا، وأنه عندما يفكر في الأمر، يشعر بالخوف حتى الآن، مشيرًا إلى أنه يعاني من مرض نفسي منذ إطلاق سراحه.

وأشارت تقارير إلى أن معدل الوفيات داخل السجن كان مرتفعًا، واستمر في الارتفاع بعد إطلاق سراح السجناء، وذلك بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها داخل السجن.

وأوضحت امرأة من مدينة سانت بطرسبرغ أن صديقها الذي قضى فترة في السجن، خرج منه بحالة نفسية محطمة، وأنه توفي بعد عام من إطلاق سراحه.

وفي سياق متصل، ذكر شخص كان في السجن الشهر الماضي أنه منعت السلطات الوصول إلى خدمة الهاتف في اليوم الذي تم فيه الإبلاغ عن وفاة نافالني، ما دفع السجناء إلى الاعتماد على الشائعات لمعرفة المزيد عن الحادثة.