حقوق المنتشرين في “ريو دي جينيرو” غير حقوق من في أوروبا: لبنان في عصر الجهابذة “مغترب بسمنة مغترب بزيت”

06/03/2024 01:19PM

أيها القراء، أهلًا بكم في زمن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي قاتل التيار الوطني الحرّ ليحتل وزارة الخارجية عبره، فوصل عبر حكومة تسلمت بلدًا مفلسًا من حكومة تعيسة أخرى وأتحفنا بتصريحات متناقضة مرارًا تقوض دور الدولة التي يمثلها فتجاوزه سفراء ومبعوثون دوليون من دون أن يلتقوا به بعدما عرفوا أداءه المروّع.

الأستاذ بو حبيب الحردان من عدم لقاء المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين به، كان قد وضع خطة عبر وزارته، فعصر فكره وخرج بخطة لعصر النفاقات أقل ما يقال عنها كارثية. حيث اقترح إغلاق خمس بعثات في أميركا اللاتينية، وهي سفارات لبنان في تشيلي والأوروغواي والإكوادور والباراغواي، والقنصلية اللبنانية في ريو دي جينيرو البرازيلية، إضافة إلى السفارة اللبنانية في ماليزيا. 

ميقاتي هرب الطلب وأجل البحث به إلى الجلسة المقبلة، لكن أحدًا لم يلتفت إلى المغتربين في الخارج. قد تقولون إنّ الأزمة المالية كبيرة ولكن هل يعني ذلك تخلي لبنان عن أبنائه بعدما أرسلهم إلى الخارج بحثًا عن الاستقرار المفقود في الداخل؟ 

وكيف لوزير خارجية أن يقرر قطع صلة التواصل بين لبنان والمغتربين الذين نعتمد عليهم حتى نأكل خبزنا يوميًا؟ ولأنّ "الحارة ضيقة" فالاعتراف بأنّ تحويلات المغتربين هي التي تساعد على دفع الاقتصاد إلى الأمام لا يستدعي تكبرًا بل يعني أننا نفهم الواقع ويجب التحرك على أساسه. ولأنّ الأمور البديهية لا تستدعي الكثير من الشرح فما سيكون دور المؤسسات العريقة التي عملت على تنمية علاقات لبنان بالخارج وعلى تعزيز مكانة المغتربين كالمؤسسة المارونية للانتشار مثلًا؟ الأكيد أنّ الدولة لم تفكر بتداعيات قرارها بل كانت تعدّ المليارات التي ستوفرها بنهم كبير مميزة بين المغتربين ومهملة حجم الانتشار الكبير في الخارج سيما في ريو دي جينيرو.

يعيش خارج لبنان لبنانيون بأعداد تفوق أعداد المقيمين في هذه الحفرة التي اتُفق على أنها دولة فاشلة ومفلسة. واليوم، تقرر الدولة أن تغض النظر عن حاجاتهم ومطالبهم وأن تتركهم لمصيرهم فتغلق سفاراتها وقنصلياتها في الخارج لكنها تتوقع منهم دعمًا ومساندةً مالية. وفي حين تسعى كلّ دول العالم إلى الانفتاح على بعضها وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية، ارتأى وزير الخارجية الضليع بأنّ الحل يكون بإقفال القنصليات غاضًا النظر عن الصفعة التي يوجهها لعلاقات لبنان الدولية. 

باختصار، كان عهد الرئيس السابق ميشال عون فاشلًا وها هو الوزير المحسوب عليه يمشي على نفس المنهج ويكمل في أخذ لبنان إلى جهنم الموعودة. ما يُكتب الآن ليس هدفه "الطرطقة" على أداء بو حبيب السيء بل المناجاة والدعاء حتى يجنبنا الله المزيد من كوارثه أو حتى تتفتح أعين المسؤولين علّهم يرصدون حجم الضرر. 

بالفعل، إدارة دكانة الحي أنجح من إدارة جهابذة الحكم في لبنان لما بقي من هذه الدولة المتداعية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa