لاجئون مسلحون... أوروبا تعاني

أفادت السلطات الأوروبية بأنها نجحت في تحييد عدة مخططات إرهابية، وكان لافتًا أنّ بعض المشتبه بهم يدعون أنهم لاجئون، مما يثير القلق بشأن زيادة التهديدات من المتطرفين.

في كانون الثاني الماضي، تم القبض على مجموعتين من اللاجئين الأفغان والسوريين في النمسا والبوسنة، يحملون أسلحة وذخيرة، بما في ذلك بنادق كلاشينكوف ومسدسات. كما عثر المحققون على صور لأهداف يهودية وإسرائيلية في أوروبا على هواتف بعض المشتبه بهم، مما يشير إلى أن الدافع وراء ذلك هو الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة.

كما تم اعتقال مجموعة من المواطنين الطاجيك في نهاية العام الماضي، بشبهة التخطيط لشن هجمات على كاتدرائية كولونيا في ألمانيا وكاتدرائية سانت ستيفن في فيينا خلال فترة عيد الميلاد، والتي تعدُّ كلتاهما مواقع مزدحمة بالزوار في هذا الوقت من العام.

وفي أحداث أخرى، ألقت السلطات الإيطالية القبض على ثلاثة فلسطينيين يشتبه في كونهم أعضاء في كتائب شهداء الأقصى، والتي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، حيث كانوا يستعدون لمهاجمة أهداف مدنية وعسكرية في أوروبا.

وتشير التحقيقات إلى أن التهديد الإرهابي في أوروبا ليس فقط يتزايد، بل يأتي أيضًا من مصادر جديدة، مما يجعل عمل الأجهزة الأمنية أكثر تعقيدًا. وعلى الرغم من أن موجة الهجمات التي ضربت القارة منذ عام 2015 كانت مستوحاة إلى حد كبير من تنظيم داعش، فإن التهديد يشمل الآن أيضًا جماعات أخرى مثل حزب الله وحماس، بالإضافة إلى تنظيمات إيرانية ووكلائها في الشرق الأوسط.

ويظهر الاستنتاج الرئيسي للسلطات الأمنية في ألمانيا أن الهجوم الأخير في غزة حفز هذه الجماعات على التخطيط لأعمال إرهابية في أوروبا، مستهدفة بشكل رئيسي أهدافًا يهودية وإسرائيلية.

ومع ذلك، فإن التحقيقات تشير أيضًا إلى أن هذه الجماعات قد استفادت من تدفق اللاجئين إلى أوروبا لتسلل مقاتلين محتملين، وتشير المعلومات إلى أن العديد من إرهابيي تنظيم داعش الذين نفذوا هجمات باريس في عام 2015 قد وصلوا إلى أوروبا على هيئة لاجئين.

وقد داهمت السلطات الألمانية المركز الإسلامي في هامبورغ ومنظمات أخرى في المدينة للاشتباه في دعمها لحزب الله، وقد اعتُبِر المركز من بين أهم المراكز الإيرانية في ألمانيا ومصدرًا رئيسيًا للدعاية لإيران في أوروبا، وذلك وفقًا لمسؤولين ألمان.