17/03/2024 07:44AM
كتب سعد الياس في "القدس العربي":
يعود سفراء اللجنة الخماسية إلى التحرك على خط الاستحقاق الرئاسي مطلع الأسبوع، فيقومون بجولة على رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فالرئيس ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووالده. ويأتي هذا التحرك المتجدد من دون رهان كبير على مفاجآت ولكن في ظل نصائح دولية وعربية بضرورة عدم الربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان وبين انتهاء حرب غزة وفي ظل مخاوف من تدحرج المواجهات الدائرة في الجنوب نحو حرب إسرائيلية على لبنان.
وفيما يستمر الثنائي الشيعي بالتمسك بخيار رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وإصراره على الذهاب إلى حوار من دون شروط مسبقة كممر إلزامي للدعوة إلى جلسة مفتوحة للانتخاب بدورات متتالية، فإن مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» تعرّضت لنكسة في الشكل والمضمون بعد التجاوب معها من قبل القوات اللبنانية وبكركي وبعض الكتل والأحزاب خصوصاً أن حزب الله وحلفاءه وجدوا أنفسهم مربكين من هذه المبادرة التي قد تفضي نحو خيار رئاسي ثالث. وهذا ما أكده نائب رئيس حزب الحوار لشؤون التعبئة الدكتور روجيه شويري الذي لم يلمس نية فعلية لدى الثنائي الشيعي لانتخاب رئيس قبل إنجاز تسوية إقليمية حول حرب غزة يأمل حزب الله الخروج منها منتصراً. ويطالب شويري برئيس «صُنع في لبنان» معرباً عن اعتقاده أن «المساكنة» لا تؤدي إلى استقرار في البلد، وكاشفاً عن قبول وحماسة عدد من الأحزاب والكتل ليكون رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي رئيس أولى حكومات العهد المقبل.
وفي ما يلي الحوار الذي أجرته «القدس العربي» مع الدكتور روجيه شويري:
○ أين أصبحت مبادرة «تكتل الاعتدال» وهل ستنجح خصوصاً بعد إعلان الرئيس نبيه بري عزمه على ترؤس الحوار أو التشاور؟
• لا شك أن مبادرة «تكتل الاعتدال الوطني» قد أربكت فريق الممانعة بعد موافقة معظم الكتل النيابية المعارضة، المشاركة في اللقاء التشاوري، لا سيما القوات اللبنانية، إضافةً إلى «اللقاء الديمقراطي». ما قد يؤدي، إن حصل، لتخلّي الممانعة عن ترشيح الوزير سليمان فرنجية والقبول حكماً بطرح الخيار الثالث. وهذا ما يفسّر موقف الرئيس نبيه بري الأخير في الإصرار على ترؤسه شخصياً أي لقاء حواري أو تشاوري ومن دون شروط مسبقة، بهدف فرملة هذه المبادرة وتجميدها، أقلّه في الوقت الحاضر. في كل الأحوال، فلننتظر نتيجة اجتماع الخماسية مع الرئيس بري الإثنين المقبل.
○ هل تعتقد أن لدى الثنائي الشيعي نية فعلاً بانتخاب رئيس؟
• لا أعتقد ذلك. فالثنائي ينتظر التسوية الإقليمية بعد إنهاء حرب غزة، والتي يأمل الحزب الخروج منهاً منتصراً.
○ كيف تقرأ محاولة الربط بين الحرب في غزة والاستحقاق الرئاسي في لبنان؟ وهل في استطاعة حزب الله أن يستخدم فائض قوته لفرض رئيس على بكركي والأحزاب المسيحية؟
• بكركي والمعارضة يريدان فصل الاستحقاق الرئاسي عن ما يجري في غزة ويطالبان بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة للبدء بعملية الإصلاح، فيما خط الممانعة يفضل انتظار التسوية الكبرى قبل البحث في رئاسة الجمهورية. الحزب يماطل ويعلم أنه ليس بامكانه فرض مرشحه على أحد، لذا يناور بالتمسك بترشيح الوزير فرنجية ويعمل في الوقت الضائع، على عرقلة المبادرات الداخلية والخارجية.
○ هل أنت مع مقايضة بين تطبيق القرار 1701 وإعطاء حزب الله الكلمة الفصل في رئاسة الجمهورية؟
• موقف رئيس حزب الحوار سعادة النائب فؤاد مخزومي واضح جداً في هذا الخصوص. نحن مع تطبيق القرار 1701 بكامل بنوده، ومن كافة الأطراف التي وقّعت عليه، وذلك لتجنيب لبنان الدمار الشامل وجعله غزة ثانية. فلا مقايضة في هذا الموضوع.
○ ماذا عن المطالبة برئيس يحمي ظهر المقاومة؟ ماذا يخفي هذا الطلب؟
• المسألة ليست في اختيار رئيس يحمي ظهر المقاومة. ففي عام 2016 باركت المقاومة انتخاب حليفها العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. واكب هذه المباركة المزيد من التعطيل والعرقلة من قبل الحلفاء قبل الخصوم، أتت النتيجة كارثية على الجميع.
○ ما موقفكم في حال طرح مقايضة جديدة بين رئاسة الجمهورية لفريق 8 آذار وبين رئيس حكومة للفريق السيادي وأين النائب فؤاد مخزومي من تولّي رئاسة الحكومة؟
• لا أعتقد أن «المساكنة» تؤدي إلى استقرار سياسي في البلد. مثالاً على ذلك، مرحلة المشاركة في الحكم بين الرئيس العماد إميل لحود والشهيد الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، ونعرف جيداً كيف انتهت. كما تعلمون، مرشحنا للرئاسة هو الوزير جهاد أزعور، ونصرّ على انتخاب رئيس «صُنع في لبنان» ولن نسمح بفرض أي شخص علينا بالقوة لا من الداخل ولا من الخارج. أما بمن هو الأجدر في تولّي رئاسة الحكومة العتيدة، طبعاً سعادة النائب مخزومي يتمتع بالمواصفات المرجوة لتولي أي منصب مسؤولية يمنحه الفرصة في قيادة عملية الإنقاذ. وخلال جولاتنا كمكتب سياسي لحزب الحوار الوطني على عدد من الأحزاب والكتل السياسية، لمسنا من معظم الفرقاء، قبولاً وحماسةً لشخص النائب مخزومي رئيساً لأولى حكومات العهد المقبل.
○ كيف تنظر إلى تحرك اللجنة الخماسية من جديد وجولتها المرتقبة على القيادات السياسية والروحية؟ وهل نحن على عتبة خيار ثالث أم لا؟
• تحرك اللجنة الخماسية جيد جداً، كما الحال في تحرك «تكتل الاعتدال الوطني». ونتمنى عدم عرقلتهما ووضع العصي في الدواليب، للتوصل إلى حل أزمة الفراغ الرئاسي الحاصل بوجود حكومة تصريف أعمال عاجزة وعقيمة، ما أدى إلى شلل وفوضى في عمل المؤسسات. أعيد وأكرّر أن مرشحنا هو الوزير جهاد أزعور. أما في حال استحالة انتخاب أي من المرشحَين، أي الوزير فرنجية والوزير أزعور، فلا بد من الخيار الثالث، شرط أن يكون التوافق عليه داخلياً «صنع في لبنان» لأن الفراغ قاتل في هذه المرحلة المصيرية وطبول الحرب الشاملة تدقّ أبوابنا.
○ ما هي نتائج الجولات التي تقومون بها كحزب حوار على الأحزاب اللبنانية؟
• بتكليف من سعادة النائب مخزومي، بدأنا منذ حوالي الشهر، كمكتب سياسي لحزب الحوار، سلسلة من اللقاءات مع مختلف المكاتب السياسية والمجالس التنفيذية للأحزاب اللبنانية، بهدف تبادل الخبرات والبحث في طرح قوانين حديثة ومتطورة لتنظيم العمل الحزبي في لبنان، هذا من جهة، ومن جهة أُخرى نعمل جاهدين على اعتماد مبدأ الحوار والنقاش في تفاصيل الطموحات والهواجس لدى كل فريق، والتوصل عبر هذه الحوارات إلى قواسم مشتركة نعمل عليها لحل الخلافات والتباينات، وتكريس مبدأ المواطنة أولاً، في لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مدخلاً لإلغاء الطائفية السياسية والإصرار على تطبيق كافة بنود إتفاق الطائف، الذي لم يطبّق منه إلا جزء بسيط وعلى قياس البعض، قبل البحث في أي تعديل عليه أو إبداله بدستور آخر.
○ شهدنا هذا الأسبوع تغريدات في ذكرى 14 آذار هل إنطفأت شعلتها برأيك وبتنا أمام وصاية جديدة؟
• 14 آذار 2005 كان حدثاً مفصلياً في تاريخ لبنان، أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان بعد 30 سنة من الوصاية. فلتكن هذه الذكرى عبرة إلى كل من يحاول أن يخوّل نفسه إلتماس أي وصاية خارجية على البلد. فلبنان كان دوماً مقبرة الوصايات، منذ العهود القديمة حتى الأمبراطورية العثمانية والإنتداب الفرنسي ومنظمة التحرير الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية. لبنان حصن منيع بوجه كافة الوصايات الأصيلة منها أو بالوكالة.
المصدر : القدس العربي
شارك هذا الخبر
حصيلة الضحايا بغزة في ارتفاع مستمر
هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟ دراسة تجيب
وهاب: الإقتراب من جرمانا يعني السحق!
حاولا خطف طفلين... هذا ما حصل في الفرديس
سماع دوي انفجارات في منطقة المزة في دمشق
اشتباكات وقتيل في جرمانا.. ماذا يحصل في ريف دمشق؟
بالصورة: حريق كبير في مخيم للنازحين في الكورة
بول كنعان يؤكد: الحضور الماروني راسخ في تكوين هذا الوطن
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa