خسائر مضاعفة في الجنوب: عصابات و"ورش" سرقة تستهدف المحاصيل والمعدات الزراعية!

26/03/2024 10:08AM

كتبت إيفانا الخوري في "السياسة": 

لا يعاني الجنوب من الحرب فقط بل من موجة سرقات يستغل مرتكبوها انشغال المواطنين بالحرب أو تركهم لأراضيهم فيستولون على المحاصيل الزراعية والمعدات الزراعية مخلفين خسائر مادية تضاعف خسائر الحرب. 

في مجدلزون كان المشهد الأكثر قدرة على الانطباع في الذاكرة، حيث أدّى الأمن الذاتي إلى ربط لص بعمود وتصويره في مشهد قسم الناس بين مؤيد ومعارض. وفي نهاية المطاف، تأتي هذه الصورة كنتيجة لاعتماد المواطنين على أنفسهم في حماية أرزاقهم غير أنّ لا شيء يبرر التجاوزات الإنسانية الحاصلة. 

وفي تفاصيل فعلته، كان المرتكب يسرق مولدات تُستخدم لسحب المياه من بلدة مجدلزون مستغلًا انشغال الأهالي بالحرب وترك كثر لمنازلهم في ظلّ نيران لا تهدأ. 

أمّا في القليعة، فيشكو المواطنون من سرقة محاصيل الجوز والأفوكا والزيتون والأمر نفسه ينسحب على قرى حدودية وصولًا إلى بلدات ليست على خط النار لكنها تعد من المناطق الساخنة كالبابلية والغازية. حيث يشكو المزارعون سرقة محاصيلهم بكميات كبيرة فيما تتحدث معلومات عن أنّ جزءًا من المسروقات بات يُصدر إلى الخارج. 

ولا يبدو الوضع في عيتا الشعب مختلفًا غير أنّ مخابرات الجيش أعلنت توقيفها في عيتا الشعب- بنت جبيل، اللّبناني ح. ز. بعد ارتكابه عدّة أعمال سرقة حيث كان يدخل المنازل التي ينزح أهلها ويسرقها ثمّ يضرم النار فيها قبل خروجه. 

أمّا في القليعة فقبضت قوى من أمن الدولة على عصابة من ٦ أشخاص من التابعية السورية، تسرق المحاصيل الزراعية من بساتين البلدة. 

غير أنّ هذه الخطوات ولو أدّت إلى تخفيف حدّة السرقات إلّا أنها لم تقضِ عليها وقد ازدادت وتيرة التجاوزات مع ارتفاع منسوب التوتر والحرب فبات رزق أهل الجنوب ضحية عصابات تغزو البساتين وتبيع ما ليس لها. 

وفي هذا السياق، يكشف المزارع محمد حجازي لـ "السياسة" أنّ بستانه وهو بستان أفوكا سُرق ٣ مرّات وبستان جاره عماد الأمين سُرق ٤ مرات ويلفت إلى أنّ كلّ سرقة كانت لـ ٣ أطنان كحدّ أدنى. 

ويقول حجازي إنّ كل البساتين الكبير في البابلية والغازية وصور والمناطق الحدودية تعرضت للسرقة وخلُص للقول: السرقات في جنوب لبنان كانت كبيرة. 

حجازي الذي يُقدر خسارته بالـ ٢٠ ألف دولار أميركي، يشير إلى أنّ المزارعين يجرون اتصالاتهم ويحاولون التواصل مع القوى الأمنية والبلديات لتأمين حراسة أو استراتيجية جديدة تحمي المحاصيل المقبلة ومحاصيل السنوات القادمة أيضًا، مشيرًا إلى أنّ العصابات التي سرقت بساتينهم لم يتم توقيفها بعد.

اللّافت في ما يرويه حجازي يكمن في إشارته إلى أنّ البابلية ما زالت مأهولة وهذا يعني أنّ العصابة دخلت رغم تواجد السكان في البلدة. كما يشير إلى ظاهرة جديدة تكمن في أنّ العصابات هي عبارة عن "ورشات" قادرة على سرقة الأطنان من كلّ البساتين حيث أنّ حجم السرقة كان يفوق الـ ٣ أطنان من كلّ بستان ما يعني استخدام آلية كبيرة لنقل المحاصيل.

إلى ذلك، تشير المعلومات إلى أنّ المحاصيل الزراعية التي تعود على العصابات بمردود مالي كبير هي التي تُسرق. وتقول المصادر إنّ البندورة والخس والخيار والخضار لا تتعرض للسرقة لأنّ الربح منها ليس كبيرًا فيما تؤمن سرقة الأفوكا والزيتون والجوز المردود الأكبر، مع الإشارة إلى أنّ حتى المعدات الزراعية التي تعثر عليها العصابات في الأراضي لا تتركها بل تسرقها أيضًا ما يضاعف الكلفة والخسارة على الجنوبيين. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa