«اشتدي يا أزمة تنفرجي».. مساع حثيثة لكسر الجمود الرئاسي!

10/04/2024 07:36AM

جاء في "الأنباء الكويتية": 

يمكن القول إن البلاد اجتازت منعطفا شديد الخطورة، عشية الذكرى الـ49 للحرب الأهلية اللبنانية

(13 أبريل 1975)، إثر مسارعة الأجهزة الأمنية إلى كشف جريمة قتل منسق قضاء جبيل في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان بعد خطفه في قرية حاقل الجبيلية، واقتياده مقتولا، بحسب البيانات الأمنية الرسمية، إلى داخل الأراضي السورية.

كذلك لفت مسارعة «القوات اللبنانية» إلى تنفيس الاحتقان في الشارع، بالطلب إلى مناصريها الخروج من الساحات وفتح الطرق التي أقفلت، وأبرزها على الاوتوستراد الساحلي لمدينة جبيل. وبذلت للغاية اتصالات من جهات رسمية وأخرى روحية وعسكرية وفعاليات، للانتقال إلى تهدئة النفوس، ومعالجة الأزمات الشائكة، وأبرزها ملف النازحين السوريين، بعيدا من التعبئة في الشارع، والذي لا ينقصه ضخ المزيد من الاحتقان.

وعلى قاعدة «اشتدي يا أزمة تنفرجي»، تحدثت أوساط وزارية ونيابية رسمية لـ «الأنباء» عن مساع تبذل لكسر الجمود الذي تغرق فيه البلاد، تمهيدا للانتقال إلى تفعيل المؤسسات الدستورية وتنشيط عملها، باعتبارها سلسلة مترابطة، والأمن جزء منها، وهو يعكس استقرارا للحالة السياسية في البلاد.

وسجلت في هذا السياق الإشارات الإيجابية التي مررها الرئيس نبيه بري علانية بعد وداعه الرئيس القبرصي في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بتصريح مقتضب إلى وسائل الإعلام، قال فيه ردا على سؤال عن حلحلة في الملف الرئاسي بعد عطلة عيد الفطر السعيد «ان شاء الله».

وفي معلومات توافرت لـ «الأنباء» ان بري يسعى لفصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة، سعيا لكسر المراوحة التي ترخي بثقلها على المشهد الداخلي اللبناني. ويعمل رئيس المجلس على إقناع شريكه في «الثنائي الشيعي» أي «حزب الله» على تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، بعد التفاهم على هوية الرئيس مع بقية الفرقاء، وخصوصا القوى المسيحية.

ومعروف أن الرئيس بري يؤثر العمل على «سلة كاملة» تشمل الجميع، أي الاتفاق على اسم رئيسي الجمهورية والحكومة والعناوين العريضة لعمل الحكومة، وتاليا العهد الجديد.

وفي معلومات لـ «الأنباء» فإن عدد الموقوفين في جريمة قتل باسكال سليمان بعد خطفه بلغ سبعة أشخاص، جميعهم سوريون. وأكد مصدر قضائي لـ «الأنباء» أن إفادات الموقوفين «أجمعت على أن الدافع الوحيد للجريمة هو السرقة، وأن الخاطفين اعترفوا بأن هدفهم كان سرقة سيارة المغدور ونقله إلى الداخل السوري وتركه هناك حتى لا يعرف مكان وجوده وإعطاء معلومات عنهم».

وقال المصدر إن «الشبكة التي يتزعمها شخص يقيم في بلدة قريبة من الحدود اللبنانية ويدير المجموعة من هناك، نفذت العديد من عمليات السرقة لسيارات فخمة في المتن وكسروان وجبيل، وأن الأجهزة الأمنية تعمل على التثبت من صحة أقوالهم، وما إذا كانت بالفعل حصلت سرقات في هذه المناطق التي أعطوا معلومات عنها وعن أنواع السيارات التي سطوا عليها».

وأضاف المصدر القضائي: «حتى الآن لم يعترف الموقوفون بأنهم قتلوا المغدور قصدا أو عمدا أو أنهم أطلقوا النار عليه، بل اعترفوا بأنهم ضربوه بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثم وضعوه في صندوق سيارته وانتقلوا به إلى عكار، ومن هناك إلى بلدة القصر في البقاع الشمالي ودخلوا إلى سورية. وفي الطريق اختفى صوته وعندما وصلوا إلى الأراضي السورية تبين لهم أنه فارق الحياة».

وتابع المصدر: «فور تسلم الجثة ستخضع لمعاينة الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، وسيتبين اذا ما كان باسكال سليمان قتل بالتعنيف أو بالرصاص، وإذا ثبت أنهم أطلقوا النار عليه نصبح أمام جريمة من نوع آخر»، مؤكدا أن مرتكبي هذه الجريمة «سينالون العقاب الذي يستحقونه».

وعلى أي حال، يترقب الشارع اللبناني الاعلان الكامل عن تفاصيل الجريمة، وخصوصا لجهة فصلها عن أي خلفية سياسية. وارتفعت أصوات مطالبة بضبط الحدود البرية والتصدي للتهريب وأعمال سرقة السيارات التي ارتفعت منذ أشهر، وتطورت إلى حد بلوغ جرائم القتل، علما أن مقتل سليمان هو الحالة الأولى العلنية المتصلة بسرقة سيارة وخطف صاحبها، ما جعل الكثيرين يشككون في أقوال الجناة.

ولوحظت في هذا السياق مسارعة الجهات المعنية إلى ضبط الأمور على الأرض. والتقى البطريرك الماروني بشارة الراعي قبل ظهر أمس قائد الجيش العماد جوزف عون في بكركي، إضافة إلى استقباله شخصيات سياسية أخرى.

وصدر عن مكتب الإعلام في بكركي تعزية البطريرك بشارة الراعي أعرب فيها عن الأمل لـ «مأساة خطف واغتيال العزيز باسكال سليمان منسق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل، في غضون أقل من 24 ساعة». وأضاف «كنا نأمل جميعا أن يكون حيا، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المرة كانت غير ذلك». وقدم العزاء لـ «عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب القوات اللبنانية وعلى رأسهم د.سمير جعجع رئيس الحزب».

ودعا «إلى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية بالقيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة»، مشيرا إلى أن «زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين أمثولة عظيمة بردة فعلها. ولم تتلفظ بعبارة ثأر أو قتل».

في حين تحضر «القوات اللبنانية» لوداع سليمان بمأتم يليق به. وبدأت تقبل العزاء في صالة كنيسة مار جرجس في جبيل.


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa