14/04/2024 10:49AM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
إنّ الأنظمة الدكتاتوريّة لا تبطش بقوّة إلّا بشعوبها، أمّا في لعبة الحروب بين الأمم فهي تعتمد اللّين والتمثيل والتنازُل، بهدف الحفاظ على كراسي السُّلطة المصبوغة بدم الناس الأحرار المغلوب على أمرهم.
تحت عنوان "شَرّ البَلِيّة ما يُضحك"، سهِرنا لَيل أمس، نشاهد في الفضاء "عَرض" الرّدّ الإيرانيّ على إسرائيل.
عمليّا، كان الموت يَعبر فوق بيوتنا، مُصافِحا سيادة دولتنا، بالمُسيَّرات والصّواريخ المُشَعشعة، ويتّجه بلا أنيابه القاتلة نحو العدوّ الإسرائيليّ. إنّه موت من وَرَق، لا يُشبه الموت الذي نعيشه نحن، سواء في جنوبنا الحبيب، أو في "جبَيل" التي تسيل على طرقاتها دماء أحرارنا غَدرا وظُلما...
لقد أتى ردّ ولاية الفقيه تماما كما شاءت إسرائيل. وكأنّه بمثابة "اترُكونا حاكمين، ونحن لا نختلف في كيفيّة إدارة الحروب، ونسبة الموت المطلوب فيها من الجانبَين".
انطلقَت المُسيَّرات والصّواريخ ليلا من إيران، وكان العدوّ مستعدّا لاستقبالها، وهي تَطير بسرعة مناسبة للاصطياد، وبمسافة تُريح الصيّاد في أخذ الوقت الكافي لإغماض عين، وتَرْك الأخرى مفتوحة في اتّجاه الهدف...
أمّا عندنا، فهناك مَن عرف أنّ ما جرى "عَرضٌ" لا بدّ منه، لترتاح إسرائيل العدوّة، باعتبار "واحدة بواحدة"، ولترتاح إيران أيضا، التي كانت في مأزق وإحراج، فتجاهُل الرّدّ ليس لمصلحتها ومصلحة الذين تعيش على دمائهم سياسيّا عندنا وعند غيرنا، والرّدّ غير المدروس وغير المتَّفَق عليه، يؤذيها أكثر، وكان ما يريح إيران وإسرائيل، على طريقة الرحابنة: "وْلَيدات، نِلعب ونِعمل حَرب، نِربَح وما يِنقَص حَدا مِنَّا".
وعندنا، في الوقت نفسه، مَن صدَّق الصّوت والضّوء والهدير، وانتظر زوال إسرائيل من الوجود على يد ولاية الفقيه، التي أقصى حُلمها أن تستمرّ حاكمة في إيران، وتستثمر سياسيّا واقتصاديّا في دماء الآخَرين.
لا شكّ في أنّ انطلاقة "طوفان الأقصى" كانت حدَثا تاريخيّا، على مستوى الأذى الذي ألحقته بإسرائيل، وهذا يعود إلى أنّ "حماس" تقاوم بصدق وبعقيدة جهاديّة واضحة، وكذلك حزب الله، فإنّ مجاهديه يذهبون إلى الموت بشجاعة، لأنّهم أصحاب عقيدة دينيّة جهاديّة... أمّا إيران فهي غير مستعدّة لتقديم دم إيرانيّ على طريق القدس، وكأنّها تَفاجأَت حين استهدف العدوّ الإسرائيليّ قنصليّتها في سوريا، باعتبار: "نحن خارج اللعبة، ونحن لا نحاربكم بدمائنا".
يقول المَثل اللبنانيّ: "يَللِّي بِيكَبِّر حَجَرو ما بِيصِيب"، وهذا ما حصل أمس: مئات المُسيّرات والصّواريخ، بِلا فائدة، في حين أنّ الهدف، مهما كان كبيرا، لا يحتاج إلى أكثر من صاروخ، شرط أن يكون دقيقا ومُفاجِئًا.
وها هي النتيجة: إيران وإسرائيل ارتاحَتا، فَمَتى نرتاح نحن؟
شارك هذا الخبر
أحداث حلب تهز محور الممانعة
ورشة إحصاء خسائر الحرب تنطلق جنوبًا.. تعهدات بدفع 10 آلاف دولار
الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في حقل أرنون
كنعان: الاتفاقية الأخيرة تشكل فرصة لإخراج لبنان من الواقع المزري
روسيا تعلن سيطرتها على بلدتين جديدتين وتدمر مسيرات أوكرانية
أدرعي إلى اللبنانيين: لا تعودوا إلى القرى التالية
مطالبا الشركاء بتوسيع مساعدتهم لكييف..زيلينسكي يشكو ضعف القوات الأوكرانية
تايلور سويفت تساعد الأمير هاري؟
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa