المسلمون ينتظرون عيد الأضحى... ماذا يقول الدين عنه؟

23/05/2024 12:11PM

كتب الاعلامي خليل مرداس في موقع "السياسة":

يحتفل المسلمون في لبنان الشهر المقبل بعيد الأضحى، إذ يعتبر محطة ومناسبة أساسية في التقويم الإسلامي، حيث يتم التحضير لهذا العيد منذ الايام الأولى لشهر ذي الحجة.

ويتجمع مسلمو لبنان في المساجد ودور العبادة لأداء الصلاة وتبادل التهاني، بالإضافة إلى الطقس الهام والأساسي المتمثل بذبح الأضحية تعبيرا عن التضحية والتقرب من الله.

في السياق، يقول رئيس اللجنة الثقافية بالمجلس المذهبي الشيخ عماد فرج الى أنه قد "بني الاسلام على خمسة اركان الشهادتين اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله واقامة الصلاة واتيان الزكاة والصوم في شهر رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا".

أضاف:" كل مسلم اعتنق الاسلام بحق التزم بهذه الاركان الخمس حتى اصبحت في جبلته، فاضحى مستشعارا بوجود الله ومصدقا بشفاعة رسوله المختار .ولكل ركن من هذه الخمسة علم ومعرفة ونوايا واقوال وافعال من الاركان اي (ما ذكر في القران ) وسنة اي (اي سنة الرسول . فيتبحر المسلم والمؤمن والمحسن في هذه الاركان حسب جده واجتهاده وورعه  او حسب ايمانه و يقينه وعرفانه بهذه الاركان".


ويكمل الشيخ عماد فرج:" الدين الاسلامي الذي تفرق على ثلاثة وسبعون فرقة وكلها مسالك اسلامية تدرج من انتسب اليها عبر ثلاثة مستويات وهي من اقر بالاسلام قولا باللسان فقط وهذه المرتبة الدنيا ومنهم من اقر بلسانه وصدق الاسلام بجنانه وهذه اعلى من الاولى اما المرتبة الاسمى هي ان يقر العبد بالاسلام بلسانه ويصدقه بجنانه ويعمل باركانه ،وقد عرف جبرائيل (عليه السلام )هذه المراتب بالاسلام والايمان والاحسان كما جاء في حديث عمر(رضي الله عنه) فالاسلام المرتبة الاولى والايمان المرتبة الثانية والاحسان المرتبة الاعلى والاسمى وكما وصفتها الطرق الصوفية لهذه المراتب الثلاثة فالاولى الشريعة والثانية الطريقة والدرجة العليا الحقيقة".

واستطرد:" وبالعودة الى الاركان الخمس اقر الموحدون الدروز الملتزمون دينيا بهذه الاركان ضمن مرتبة الاحسان اي الحقيقة، وبركن الحج  كمل ايمان الموحدين .

 وقد كرم الموحدون الدروز عيد الاضحى المبارك والذي يسمى ايضا يوم النحر وهو اليوم الثالث من فريضة الحج تكريما جلالا لان ايمان المسلم لا يكتمل الا بهذه الفريضة كما قال تعالى في محكم تنزيله:(اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا).المائدة 3.


فهذه الآية التي انزلت في يوم عرفة في حجة الوداع ربطة فريضة  الحج بكمال الدين.فان كان الاسلام يعتبر الحج فريضة لمن استطاع اليه سبيل بحسب قدرته المالية او الصحية او في السفر او الامن فان الموحدين الذين اعتمدوا الاحسان والحقيقة جعلوا الاستطاعة والقدرة على الحج ليس فقط قدرة ظاهرة بل مرتبة احسانية يقينية  ذوقية توصل الموحد الى معرفة الله تعالى وكما توصله الى نيل رضاه عز وجل".

ويكمل الشيخ عماد فرج:" وان كان يوم النحر في الشريعة هو نحر الاضاحي للتكفير عن الاخطاء والمعاصي فالاضحى عند الموحدين ظاهره نحر الاضاحي( في الواقع ) ولكن يجب ان يسبقه نحر طبائع الشر في الباطن اي في النفس التي هي اصل كل المعاصي والشرور اي (طبائع الشر) وعليهم التضحية بكل ما يحجب العبد عن باريه".

ويقول:" وقد سبق يوم الاضحى عشرة ايام من بداية شهر ذو الحجة وقد اقسم الله تعالى بهذه الايام لعظمة مكانتها  وقال تعالى :(والفجر. وليال عشر)سورة الفجر 1-2. وهذه دلالة عند الموحدين لجعل اول عشرة ايام من شهر ذي الحجة  ايام عبادة وطاعة وتقرب من الله عز وجل وبذل الجد والجهد في العبادات ما ظهر منها وما بطن فتتجل عبادة الظاهر بالصلاة والزكاة والصوم والنحر وفي الباطن بالتصديق واليقين وبنوايا الخير والورع والخشوع والتواضع وترك الشهوات والمعاصي.وهو الجهاد الاكبر كما ذكر النبي (صلعم) ؛(رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر) وقد قالها النبي بعد العودة من غزوة تبوك فسأل النبي (صلعم) ما الجهاد الاكبر قال :(جهاد النفس)".


ويشدد الشيخ عماد فرج على أن "الموحد مسؤول عن قلبه وعقله ونفسه وبدنه في سلك طريق الحق ومعرفة الله تعالى ونيل شفاعة رسوله بقيامه بالاركان والنوافل .

اما فيما خص الاختلاف والتشابه بين الموحدين والفرق الاسلامية الاخرى فالجميع يرتوي من نفس المعين العذب الزولال اي القرآن والسنة ولكان يتمايزون بالمقامات والاحوال من بذل المجهود (الاعمال) ومن عين الجود (انعام الله تعالى) .والعبد بما نوى وسعى والله بما قبل ورضا ".

وعن الصوم، يقول فرج:" اما ظاهرة الصوم عند الموحدين في ايام العشر اي الايام التي تسبق العيد فليست فريضة كالصوم في شهر رمضان بل مستحبة لفضل هذه الايام التسعة وقيل في الحديث:(ما العمل في ايام افضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله  افضل من فعل العبادة في ايام العشر).

التوحيد او الاحسان او الحقيقة كما عرف في الاسلام هو (ان تعبد الله كانك تراه وان لم تراه فانه يراك) على هذه المرتبة احيوا الموحدين الدروز اسلامهم وسلكوه فاشتغلوا بقلوبهم وطهروا بواطنهم قبل الظاهر لمعرفتهم من حديث النبي :(ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم،ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم)"

وتوجه الشيخ عماد فرج برسالة أخيرة قال فيها:" اخواني واخواتي الموحدين الدروز المخلصين في اسلامهم وايمانهم واحسانهم المقبلين على دينهم بالخشوع والورع واليقين والسالكين اشرف المسالك عليكم ان ترتقوا في معراج العلم والعمل وان تنحروا وساويس الشيطان فيكم وتضحوا بكل ما يحجبكم عن نور الله متممين ليال عشر في العبادة والطاعة وكما  اتمنى لكم عيد اضحى مبارك  يكللكم بالصحة والعافية والسعادة ويقربكم من طاعة الله ونيل رضاه".

من جهته، يشير الشيخ فاضل سليم، رئيس مصلحة الشؤون التربوية والدينية، الى أنه ليس لطائفة الموحدين الدروز أعياداً خاصة، وبما أن هذه الطائفة هي إحدى الطوائف الإسلامية، فإن عيد الأضحى المبارك يحظى بأهمية كبيرة. والفطر بعد الصيام هو فرح بمائدة الطعام في الدنيا وهو رمز لفرح الطائعين الصابرين بري النفوس من رؤية الملك القدوس في الآخرة. والأضحى هو العيد الأكبر حيث يأتي بعد مشقة الحج والتقرب إلى الله بالقربان المفروض.

أضاف:" عندما يهل هلال شهر ذي الحجة من كل عام، تجري العادة لدى أبناء طائفة الموحدين الدروز على القيام بالعديد من الواجبات الدينية والاجتماعية، فتنبت في نفوسهم حركة سعي تفوق الحركة الاعتيادية فيقصدون بنية البركة والاستفادة إلى المجالس والخلوات والمقامات والمزارات والمشايخ الأجلاء طلباً لسماع التلاوة المباركة والمذاكرات الدينية.

واستطرد:" تستبرك معظم العائلات بصنع نقل العيد" في البيت بهجة وفرحة، وتتبادل المجابرة والزيارات والمعايدة استبراكاً في هذه المناسبة السنوية لتصفية القلوب وتجديد الصلات وجمع الشمل وتقبل التهاني، آخذين بقوله تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [سورة المائدة 2]" .

ويرى الشيخ فاضل سليم أنه "بالإضافة إلى ما تقدم، يُستحب أن ينذر الموحدون الأيام العشرة الأولى التي تُسمى "عشور العيد" من الشهر المبارك للعفة والصوم والصلاة وزكاة أموالهم بالصدقات والحسنات، ويلهجوا بالدعاء والاستغفار ابتغاء لمرضاة الله بالأعمال الصالحة واستشعاراً بقدوم العيد الكريم".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa