10/06/2024 07:04AM
كتب عامر زين الدين في “الأنباء الكويتية”:
لكأن مواسم «الكرز الجبلي» لا تكفيها عواصف الطبيعة الهوجاء الربيعية التي نالت ما نالته من انتاج هذه السنة، فتكفلت موجة الحر التي يشهدها طقس لبنان بالباقي، لتجعل المزارع في سباق محموم بين القطاف السريع او الخسارة، جراء الطقس الحار وغير الملائم ما لم يكن متوسطيا لهكذا اصناف من الثمار.
تتفاخر حبيبات الكرز من انواع الاسود والاحمر والزهري والأصفر التي تمتاز بها منطقة الجبل، انها تشكل مع اخواتها ونظرائها مجموعة ثريات وردية متلألئة، تعكس بتضامنها وهي تتمايل على وقع نسيمات الخريف واشعة الشمس المتسللة بين أغصانها المخضوضرة نهارا وضوء القمر المكتمل بدرا ليلا، تلك النوطة الجمالية المتراقصة والتي يرمقها النظر كبار السن حتى الإشباع، متى عزفت لحن تلك الطبيعة الخلابة، التي تجمع بين أصالة اللون والنوع، كمثل قلب الطير، لينينغراد الاسود الكبير، النابليوني، صادكو والاصفر.
لا فرق بين النوعين الحلو والحامض بالنسبة إلى محبي تلك الزراعة والعاشقين لمواسمها.
لكل من الطعمين روادهما، الذين ينتظرون بفارغ الصبر نضوج الثمر حتى يتمكنوا من اللقاء سنويا. بيد ان جني الانتاج يحتاج للتعاون والمساعدة لمن يكتسب خبرة ايضا، باعتبار الامر مشروطا ببقاء «العنق»، منعا لخدش جمال الحبة ورونق جماليتها وبما تضيفه على طعمها اللذيذ، وتاليا سهولة مرورها من «الجاط» القزازي الشفاف إلى الفم مباشرة دون ان تترك اثراو وبصمات اليدين.
الطفلة «سيلين» لم تنتظر كل تلك الفرمانات الخاصة بالكرز من حيث اصول القطف واختيار النوع، فقامت بهجمة عكسية مباشرة على حر الطقس، باستعجال القطاف والتذوق بنهم، لما لهذا النوع من الثمار من فوائد صحية. شجعها على ذلك والدها زاهر للتمتع بالاكل من الشجرة مباشرة، طالما اصحاب البستان اتخذوا قرارا قبل سنوات بعدم ادخال المواد الكيميائية أو الادوية والأسمدة، نظرا إلى ضررها وعدم فوائدها الصحية وحتى للشجرة نفسها، بعدما بلغت شكاوى المزارعين والمهتمين بالزراعات عموما حدا كبيرا من غش التجار والمتلاعبين بسلامة الانسان والأشجار والأسعار بنفس الوقت.
العاملان محمد وبشار يستعجلان بدورهما قطف الموسم لاصحابه. ينهضان باكرا قبل حم نار الشمس الحارقة، بينما صاحب البستان «ابو يوسف» الذي ينتظر «الفزعة» من الجيران والاصحاب، يلفت الانتباه إلى ضرر الطقس الذي اصاب الموسم، حيث الثمار أينعت سريعا جدا، وان موسم السنة كان استثنائيا وصعبا على المزارعين، من حيث الاضرار التي طالته اثناء العواصف المطرية مع ما حملته من زخات برد، قضت على اكثر من نصف إنتاج الموسم والآن ارتفاع الحرارة».
يضيف: «الكرز الجبلي المغروس من ارتفاع نحو 900 متر وما فوق، متميز بجودته وله الكثير من المريدين، الذين يحجزون الكميات سنويا قبل حلول شهر القطاف، لضمان الحصول على حاجتهم، للاكل مباشرة او للمربى واكله كحلويات في الشتاء، إلى جانب مربيات: المشمش والخوج وسواهما».
وتبدو بساتين الكرز في الجبل مزروعة على بساط القرى الممتدة بين بطمة ومرستي وجباع والمعاصر الشوف، مرورا بحمانا ووصولا إلى كفرسلوان وغيرها في المتن الاعلى، بينما تراوحت اسعار الكرز بين دولار واحد ونصف دولار ودولارين للكيلوغرام الواحد، واكثر من ذلك بحسب جودته وحجمه، وهو ينطلق من اعالي الجبل باتجاه اسواق المنطقة والعاصمة وباقي المدن.
المصدر : الأنباء الكويتية
شارك هذا الخبر
أين تجلس على متن الطائرة لتكون أكثر أماناً؟ العلم يجيب
كنعان: لست خيار أحد رئاسيّاً واسمي طُرح من قبل البطريرك
بالفيديو: إسرائيل تستجيب للضغوط الدولية وتنسحب من هذه المناطق والجيش يفتح الطريق
عطل يصيب شات جي بي تي
الدولار يقود النفط إلى الانخفاض
أعلن عن مقتله اليوم..إليكم هذه المعلومات عن "السوري شجاع العلي"
ما هي عقوبة "صادم الدراج" في بيروت؟
بري: تلقينا الدعم المطلوب من اللجنة الخماسية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa