ديابِيّات

18/06/2024 09:50AM

كتب قزحيا ساسين في "السياسة": 

١- الخيارة والميقاتي

تَصدَّرَت صفحاتِ التواصل الاجتماعيّ صورة ذهبيّة، تجمَع عملاق السياسة العالميّة دولة الرئيس ميقاتي، وإمبراطور الطّرب العالميّ عمرو دياب، وقد ظَهَرا خيارة ومِقتاية، وإنْ لم تكونا من منتوجات وادينا الأخضر سابقًا.

وفي خُلوة، على الأرجح أن تكون حُلوة، لأسباب لا أعرفها، حاول دياب أن يعرف مدى التأثير السلبيّ للصّفعة الرّعديّة التي كادت تذهب بأحد معجَبيه، وذلك قبل أن يمتطي المسرح البيروتيّ وأحصنة الإعلام المطبّلة والمزمّرة عندنا. فأجابه: أين تعيش يا عُوعُو، هذا الكفّ الذي ضربتَهُ سيضاعِفُ شُهرتَك ومكانتَك. والدّليل أنّني وزملائي في السلطة مُوالاةً ومُعارِضةً، لم يبقَ ابن امرأة في لبنان ولم نعلِّم الخمس الأصابع على رقبته، وها نحن نحكم سُعداء يا دُودُو.

وما كان من الصَّفّاع إلّا أن تنفَّسِ عميقا، فشعر النجيب أنّ زائرَه يتنفَّس من كاحِلَيه. وقال عمرو أفندي: إذًا، كلّ أغنية بعشرة كفوف. فقاطعَه دولتُه قائلا: أنتَ غَنِّ، واترُكِ الباقي علَينا.

٢- دياب والرّأس اللبنانيّ

يتساءل الكثيرون: ماذا يجد الناس في أغاني دياب العالميّ وصوتِه ليرتموا في أحضانه طائعين، مَرتَدين أبيضَ الذُّلِّ؟

ومِن أين يأتون بالمال في هذه الأيّام الش... رّيرة؟

كما يبدو أنّ اللبنانيّ الذي يريد أن يعبِّئ رأسَه لا يسلّمه لحنجرة عمرو الفريدة، إنّما عندنا، كما في كلّ الأزمنة مَن يفضّل الحصرم على عنب تشرين، وأكل الحصرم لا يندرج في باب الخطايا المُمِيتة، وإن كنت أنا من الذين لا أسمع هذا الأسطورة ولَو وقف عند بابي مُنشِدًا ومُكرِمًا إيّاي بكمشة دولارات.

ويجب أن نعترف أنّ الدنيا أذواق، وأن لا ساقِطة بِلا لاقِطة، وعلى سُنّة أحد الكهَنة الزّجّالين القائل بعد زواج ابنته نَسِيم: 

"ما داما نَفقِت نَسِيم،

ما بَقا يِكسَد حَرِيمْ،

ما في فُول بْلا مَكيُول،

ولا فِي قِرّايِه بْلا شْحِيمْ".

٣- العنزة البَلَديّة... والكَرّاز الغريب

كثيرون من المستنكرين الإقبال الكثيف على بضاعة عمرو دياب، رأوا في هذا الإقبال ظُلما كبيرا لِبِضاعتنا اللبنانيّة، فلا مجال لعدّ أصحاب الحناجر الموفَّقة عندنا، وإن كان أصحابُها لا يحسنون ضرب الكفوف.

وفي هذا السياق، تحضر أمثلة شعبيّة كثيرة، مثل "الكنيسِه القريبِه ما بتِشفي"، و"كلّ شي فرنجي بْرُنْجي" أي ممتاز، غير أنّ المثَل الأكثر تعبيرا هو "العنزِه البَلدِيِّه بتِنحَلّ لِلكِرّاز الغريب". وهذا ما نَلحظُه في عدّة مجالات، ليس في سوق الحناجر والأجساد فقط.

وغالبا ما نتّجه، نحن وغَيرنا، صوب ما هو غريب عنّا، فقط لأنّه غريب. وعليه، فإنّ من اللبنانيّين من أصبحوا يخجلون بالكثير من الأكل اللبنانيّ مثل الغَمّة... مُتباهين بأنّهم من جماعة السّوشي، وحزب البيتزا، وميليشيا الهمبرغر...

ختامًا: رُبّما كان دياب ناوِيًا على صَفعِنا، لكن عندما رآنا موَرَّمين من الخبيط، أشفقَ، وملأ جيبه... ومضى.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa