المطبخ اللبناني يتألّق ويصل إلى العالمية... "ألف صحتين"

04/07/2024 07:22AM

كتبت بولين فاضل في "الانباء الكويتية":

سفير فوق العادة هو المطبخ اللبناني، سفير لبنان في مختلف بقاع الأرض، يحمل الاسم والهوية والعراقة وأطباق اعتماده التي تقود كثيرين إلى القول: «متل الأكل اللبناني ما في».

وإذا كان متذوقو المطبخ اللبناني أفضل شهود على لذته وتنوعه، فإن شهادة أخرى أتت أخيرا من موسوعة «TasteAtlas» المتخصصة بالمطابخ العالمية، إذ حل المطبخ اللبناني في أحدث تصنيف لهذا الموقع في المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 25 عالميا، مع محافظة المطبخ الإيطالي على صدارته يتبعه المطبخ الياباني. وقد تم تقييم المطبخ اللبناني نسبة إلى جودة الأطعمة التي يقدمها وتنوعها، ووصل عددها إلى 56 نوعا.

المطبخ اللبناني كما يروي نقيب أصحاب المطاعم في لبنان طوني الرامي، تأسس في العام 1818وكانت انطلاقته من عروس البقاع زحلة، وتحديدا من محلة البردوني الشهيرة بمنتزهاتها ومطاعمها الملاصقة لنهر البردوني.

ومنذ ذلك الحين، كانت «المازة اللبنانية» (كلمة مازة أصلها فارسي) ميزة المائدة وزينتها، وهي عبارة عن مقبلات باردة (من 15 إلى 20 صنفا)، فمقبلات ساخنة ولحوم نيئة، ثم مشاو وسفرة حلويات وفواكه، قبل مسك ختام الجلسة بفنجان قهوة فواحة الرائحة وطيبة النكهة بهال أو من دونه.

وعن السر وراء تميز المطبخ اللبناني ومكانته العالمية، تحدث لـ«الأنباء» الشيف حنا طويل الذي ينقل اليوم خبراته في هذا المجال إلى طلاب الجامعات وأيضا إلى مشاهدي محطة LBCI عبر برنامج «Morning talk»، فقال: «المطبخ اللبناني هو من أشهى المطابخ وأجملها وأسخاها، لاسيما أن من جملة ما يقوم عليه، هناك المائدة الكريمة التي تسمى المازة».

وأكد أن «ما يميزه هو الذوق في الطعام وفي انطوائه على خيار واسع جدا، حتى ان من لا يتناول اللحوم والدجاج، بإمكانه أن يأكل الصعتر والحمص والمتبل والفلافل واللبنة»، مشيرا إلى أن كل منطقة لبنانية تشتهر وتتميز بأكلة معينة، «فيقال مثلا: هذه أكلة زغرتاوية أو طرابلسية أو جنوبية».

وعما إذا كان المطبخ اللبناني قد تطور عبر الزمن ولا يزال في تطور، أكد الشيف طويل «أن هذا المطبخ يتطور من حين لآخر حاله حال كل المطابخ، لكن المهم هو الحفاظ على الإرث اللبناني في الطعام المتوارث عن الأجداد من الكبة النيئة إلى الفتوش إلى التبولة ».

ويضيف: «يمكن أن يكون المطبخ اللبناني في تطور دائم، لكن شرط الحفاظ على النكهة الأساس مع عدم خلط أنواع غير آتية من مطبخنا. يعني إذا كنت أعد الحمص، أنا ضد صنعه مع الحبق لكونه ليس من مطبخنا، ولكن في المقابل يمكن خلط الحمص مع الخضار، ويمكن أحيانا العمل على البهارات لإبراز النكهة أكثر».

بدوره، قال المدون الخبير في التسويق للطعام اللبناني ونشر ثقافة المطبخ وصاحب مدونة «لا ثوم ولا بصل» المختصة بأشهى الأطعمة اللبنانية أنطوني رحيل (هو في المناسبة طبيب أسنان جراح) في حديث إلى«الأنباء»: «المطبخ اللبناني هو أفضل مطبخ في العالم مع أكثر من 400 طبق، ويقوم بنسبة 60% على مكونات طبيعية نباتية، ويشكل جزءا من حمية حوض البحر الأبيض المتوسط».

وأكد د. رحيل أن «المطبخ اللبناني هو المطبخ الوحيد في العالم المتفرع إلى طعام احتفالي عبارة عن مازة مطاعم ويخنات معدة في المنازل». كما لفت إلى أن «ما يأكله اللبنانيون في عطلة نهاية الأسبوع مختلف عما يتناولونه من طعام في المنزل من أيدي الأمهات أو ربات البيوت». وعن أكثر الأطباق اللبنانية التي يقبل على تذوقها السائح الأجنبي، قال رحيل: «الأجانب لا يعرفون منها سوى المازة، وهم ينحازون في شكل خاص إلى الحمص والتبولة واللبنة».

بعض الذواقة في العالم ربما لم يسبق أن زاروا لبنان و«ذاقوا» سحر معالمه، لكن نهمهم بالطعام الشهي واللذيذ جعلهم يعرفونه عبر مطبخه الملون والمتنوع كأهل لبنان، والمذيل بالكرم والذوق وعبارة «الف صحتين».


المصدر : الانباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa