إسرائيل واستراتيجية خرق جدار الصوت: حرب من نوع آخر على لبنان

10/07/2024 12:11PM

كتب خليل مرداس في "السياسة":

في ظل التصعيد المستمر بين لبنان وإسرائيل، برزت في الآونة الأخيرة محاولات إسرائيلية متكررة لفرض حرب على لبنان، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل. وبدلاً من المواجهة العسكرية المباشرة، لجأت إسرائيل إلى أسلوب آخر يتمثل في استخدام جدار الصوت لإرهاب اللبنانيين وإشاعة الخوف بينهم. فما هي الأسباب التي أدت إلى فشل إسرائيل في فرض حرب على لبنان؟ وما هي الأساليب التي تلجأ إليها في إطار الحرب النفسية؟

  لعبت التحالفات الإقليمية والدولية دورًا بارزًا في منع تصعيد الأمور إلى حرب مفتوحة. فالتدخلات الدبلوماسية من قبل دول مؤثرة في المنطقة، بالإضافة إلى الضغط الدولي من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، كل ذلك ساهم في تهدئة الأوضاع ومنع انفجارها. 

بالتوازي، أظهر حزب الله جاهزية واستعدادات عسكرية عالية، مما شكل ردعًا أمام أي محاولات إسرائيلية للهجوم. حيث أنّ القدرات الصاروخية والتكتيكات العسكرية المتقدمة التي يمتلكها الحزب تجعل إسرائيل تتريث قبل الدخول في مواجهة قد تكون مكلفة لها، إلا أن كلفتها في طبيعة الحال ستكون أكبر على لبنان.. البلد المتهالك الذي يعاني بشدة.

وبعد فشلها في فرض حرب مباشرة، لجأت إسرائيل إلى استخدام جدار الصوت كوسيلة لإرهاب اللّبنانيين وإشاعة الخوف بينهم. هذا الأسلوب، الذي يعتمد على اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية بسرعة فائقة مما يحدث صوت انفجار هائل، يهدف إلى خلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار. 

  إن الصوت الهائل الذي يحدثه اختراق الطائرات للأجواء يثير الذعر بين المواطنين، ويؤدي إلى حالة من الهلع والفوضى. هذا التأثير النفسي يمكن أن يتسبب في تراجع الثقة وزعزعة الاستقرار الاجتماعي.

من خلال استخدام جدار الصوت، تسعى إسرائيل إلى إرسال رسالة سياسية مفادها أنها تمتلك القدرة على اختراق الأجواء اللبنانية في أي وقت تشاء، وأنها قادرة على التأثير في الداخل اللبناني من دون الحاجة إلى الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة إلى حين انتهاء المشاورات الدبلوماسية التي يعتبرها البعض مضيعة للوقت، إذ يخشى كثيرون أن تكون إسرائيل تهدف من خلالها إلى إعادة توجيه عناصرها، لا بل والتحضير للمعركة الكبرى المقبلة مع لبنان، إلى حين الانتهاء من حربها مع حماس في غزة ورفح.

ماذا يريد نتنياهو اليوم؟

في خضم هذه التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، يبدو أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتبنى استراتيجية متعددة الأبعاد تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية. ولكن، ماذا يريد نتنياهو حقًا اليوم؟ وكيف تؤثر سياساته على لبنان والمنطقة بأسرها؟

يسعى نتنياهو لتعزيز قبضته على السلطة وسط تنافس سياسي داخلي شديد. ويظهر الوضع الحالي تراجعًا في شعبية نتنياهو، مما يدفعه لاتخاذ خطوات تعزز من قاعدته السياسية.

بالتوازي، يعمل نتنياهو على تقوية التحالفات الإقليمية مع دول مثل الإمارات والسعودية عبر التطبيع وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني. وتعزز هذه التحالفات موقفه السياسي والدبلوماسي وتمنحه أوراقًا ضغط إضافية على المسرح الدولي، إلا أن الاطراف المقابلة أكّدت على أن لا تهاون معه إلى حين انتهاء الحرب، وهذا ما قد يكون يسعى إليه فعليا، إنّماا ليس قبل "وهم" القضاء على حماس.

  وبالرغم من التصعيد المتكرر، يسعى نتنياهو لتحقيق تهدئة طويلة الأمد مع حماس لضمان استقرار الجبهة الجنوبية. التوصل إلى هدنة مستدامة يقلل من الضغوط الأمنية على إسرائيل ويتيح له التركيز على تهديدات أخرى مثل إيران وحزب الله.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa