12/07/2024 03:20PM
يصعب عندما تدخل منزل ابراهيم الصقر في زحلة، لن تخطئ هوية باني هذا المنزل وتلك الكنيسة، وهذا البهو الذي هو أشبة بمتحف ماروني، يضاهي أي أرشيف محترف يضم تاريخ الموارنة.
هنا تجد يوسف بك كرم، وصورة فوتوغرافية أصلية لطانيوس شاهين، وهنا تجد أيضاً صور جميع بطاركة الموارنة، وهنا يعتز الصقر بصورة للبطريرك التاريخي نصرالله صفير، الذي تجاوز اعراف الصرح، ودشن كنيسة يفخر الصقر أنه بناها في بيته.
هنا تجد السيوف التاريخية والبنادق العتيقة والوثائق النادرة، كأن الصقر يقول: أنا كل هؤلاء.
الصقر لا يختلف قيد أنملة عما تشاهده من حلقاته التلفزيونية الصارخة.ما يلاحظه المشاهد من طيبة ممزوجة بقسوة وصلابة، موجود في شخصيته، التي لا تتلون ولا تجامل ولا تعرف المساحيق.
من جهة يخسره خطابه، ولا يأبه، ومن جهة ثانية يشعر أنه بصراحته يربح نفسه.
صورته كما وصفها بنفسه، وكما يتباهى بها: ابن عائلة مارونية نزلت من جبل لبنان إلى زحلة، فباتت المدينة وطناً لها. لا يزال يحتفظ بصورة الفلاح الذي يقدس الأرض التي يغرز معوله فيها.
ارتباطه بالأرض غريزي. حلمه بترسيخ قدم الموارنة والمسيحيين في أرضهم لا ينته. إمكاناته المالية كمستثمر، تتيح له الانتقال بعائلته إلى أي مكان يعيش به برفاهية، لكنه أصر على عائلته أن تبقى في زحلة، واشترط على أصهرته العيش في لبنان، ومنع ابنه ميشال من أن يتسجل في جامعة اميركية حيث يملك بيتاً في منطقة راقية، فعاد ميشال الى زحلة وسيبقى فيها، وسيكون عليه أن يتمم بيتاً على طريقته، بناه له أبوه في المزرعة الشاسعة.
هذا الصبي الذي خطف حين كان عمره تسع سنوات، عاش مع والده، قصة خطف تصلح لفيلم سينمائي.كادت تلك العملية أن تطلق شرارة فتنة، وقد واجه الصقر خطف ابنه الوحيد، بطريقة غير تقليدية، تشبه ما شهدناه في سنوات الحرب. يحفظ لسمير جعجع دوراً لن ينساه في العمل على إطلاق إبنه.
بالذقن الطويلة، يبدو ابراهيم الصقر كأنه كاهن عملاق يحمل سيفاً.يخفف من هذا المشهد حقيقتان:الأولى شعور لدى كل من يراه بأنه يتكلم مع كائن يغلب على علاقته بالناس، الطابع الإنساني والمودة المتدفقة الصادقة والاستقبال من أعماق القلب.
الثانية أن مواقفه المتمسكة بمارونيته ومسيحيته حتى النخاع، تبدو كأنها موقف دفاعي عن الذات والكيان، وليست موجهة ضد أحد.
أنا هكذا ولدت في الكنيسة واليها أعود.يروي كيف أنه يعشق حياة الزهد في المأكل والملبس والنوم، رغم امتلاكه إمكانات مادية كبيرة.
عائلته متماسكة: زوجة لا تحب السياسة وأربع بنات وابن وحيد، وابتسامة مرحبة وافتخار بأنه يستقبل الناس في بيته، مع ما يعنيه استقبال الناس في البيت.
ابراهيم الصقر ظاهرة بلون غير رمادي. ربما تساعد تجربته في إجبار اللبنانيين ولو لمرة واحدة أن يجلسوا على طاولة وان يتكلموا عما يفكر فيه كل منهم بالآخر، بصوت صاف من دون رياء.
شارك هذا الخبر
هجوم واسع في حلب ومسلحون يستولون على مواقع لجيش النظام
فريق ترامب يتعرض لـ"تهديدات مجهولة المصدر"...اليكم التفاصيل
عن ما تريده فرنسا وأميركا في لبنان: ٦ نقاط بعد الاتفاق
التمديد لقائد الجيش: سنة ومحسومة!
ما جديد ارقام حوادث السير؟
ورقة الضمانات وما مستور: حزب الله يتجرع كأس السم
هل قررت إسرائيل إبقاء القيود الأمنية في الشمال على حالها؟
فرنسا متفائلة... لودريان يتحرك اليوم وتسريع بانتخاب الرئيس
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa