جدري القرود يرعب أفريقيا

تشعر الدول الإفريقية بالقلق إزاء ما تعتبره تقاعسًا من المجتمع الدولي في دعمها لمكافحة انتشار مرض جدري القرود، الذي يشهد ارتفاعًا في عدد الإصابات في عدة دول إفريقية تعاني من نقص في خدمات الرعاية الصحية. وتتخوف هذه الدول من أن تُترك وحدها لمواجهة الوباء بإمكانياتها المحدودة، بخاصة في ظل ضعف الأنظمة الصحية والكثافة السكانية العالية وسهولة التنقل عبر الحدود البرية، مما يسهم في انتشار الفيروس بسرعة.

ويرى الخبراء أن جائحة كوفيد-19 يجب أن تكون درسًا للعالم في ضرورة التحرك السريع لمحاصرة أي وباء جديد وتقديم الدعم للدول المتضررة لمنع انتشاره. وأكدوا أن أفضل طريقة للحد من انتشار جدري القرود هي تزويد السلطات الصحية الإفريقية باللقاحات اللازمة على نطاق واسع لمحاصرته والقضاء عليه.

من جانبها، تدعو المنظمات الصحية الدول الإفريقية إلى توحيد جهودها لمواجهة الفيروس وتقليل خطره قبل اللجوء إلى إغلاق الحدود. ومع ظهور حالات إصابة بجدري القرود خارج إفريقيا في دول مثل السويد وتايلاند، تزايدت التحذيرات من خطورة الوضع والحاجة الملحة لمساعدة إفريقيا في السيطرة على الوباء.

وفي هذا السياق، أشار الخبير السنغالي عليو بنداي إلى أن الوقت قد حان لتوفير كميات كبيرة من اللقاحات للدول الإفريقية من أجل السيطرة على انتشار الوباء وضمان عدم ظهور سلالات جديدة، كما حدث في عام 2022 عندما تم توفير اللقاحات بسرعة. وأضاف أن الوضع الحالي يشهد انفجارًا في عدد الحالات، مع تسجيل ما يقرب من 19,000 حالة حول العالم وحوالي 600 حالة وفاة في إفريقيا وحدها.

يعتبر بنداي أنه لا ينبغي ترك إفريقيا تتحمل تكلفة مواجهة جدري القرود بمفردها، مشيرًا إلى أن هذا المرض يمكن استئصاله لأنه ليس وباءً جديدًا. وأوضح أن هناك لقاحات فعالة لهذا الفيروس المعروف منذ عقود، متسائلًا عن سبب الانتظار حتى يتطور الوباء ويخرج عن السيطرة.