والدة أول مصاب بشلل الأطفال في غزة: "حرام يضله مرمي بالخيمة"

فيما تسعى الأمم المتحدة إلى تطعيم ما يقرب من 640 ألف طفل في قطاع غزة بلقاح شلل الأطفال، وسط تمنع إسرائيل عن وقف النار، يواجه مئات آلاف الصغار مصيراً مجهولاً.

فبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أكثر من أسبوع تسجيل أول حالة إصابة بهذا الفيروس، أطلت والدة الرضيع عبد الرحمن أبو الجديان تناجي.

وقالت نيفين أبو الجديان، أم الرضيع الذي سيكمل عامه الأول في الأول من سبتمبر المقبل، إنها تخشى على ابنها بعد أن أخبرها مسؤولو الصحة بأنهم لا يستطيعون فعل شيء لمساعدته.

"إنه طفلي الوحيد"

كما أضافت في تصريحات اليوم الخميس "صُعقت أن ابني انصاب بهذا المرض". وأردفت قائلة: "في ظل الحرب وتسكير المعابر والعيشة هذه مافيش علاج له.. صدمت لأن ابني ممكن يضل هيك"، وفق ما نقلت رويترز.

كذلك أوضحت بصوت مقهور "إنه طفلي الوحيد ومن حقه أن يسافر ليتعالج، ومن حقه أن يمارس المشي ويجري ويتحرك".

وبحرقة قالت: "حرام يضله بالخيمة مرمي لا علاج ولا اهتمام".

نحتاج هدنة

ولا يبدو أن حرقة الأم هذه غريبة عن العديد من الأمهات في القطاع الفلسطيني المحاصر. ففي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب غزة، أعربت أم إليان بكر عن خشيتها من أن تكون ابنتها البالغة من العمر 19 شهرا معرضة للإصابة بشلل الأطفال بسبب تدهور حالتها الصحية الناجم عن سوء التغذية.

كما أكدت أنها تأمل في تطعيم طفلتها قريبا، لكنها قالت إنها قلقة من التجول في منطقة تعرضت لاستهداف إسرائيلي متكرر. وقالت "أنا ما قدرت أروح أمشي في الشارع.. خفت يصير لبنتي إشي يصير استهداف.. أنا بحتاج لهدنة.. وقف إطلاق النار حتى أعطي بنتي هادي الإبرة (التطعيم)".

أتت تلك المناشدات بعدما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأنباء التي أفادت سابقا بأن إسرائيل تستعد لهدنة إنسانية عامة من أجل السماح للمنظمات الأممية بتلقيح الصغار، قائلا إنه جرى تقديم خطة أكثر محدودية. وذكر في بيان "أن لا هدن لتوزيع لقاحات شلل الأطفال ولكن مجرد تخصيص أماكن معينة في غزة".

في حين أكد القيادي الكبير في حماس عزت الرشق دعم الحركة لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لهدنة إنسانية عاجلة في أنحاء القطاع للسماح بحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال. ووصف تصريحات نتنياهو بأنها محاولة لإفشال العملية برفض دعوة الأمم المتحدة.

أول حالة منذ 25 سنة

يذكر أن الصحة العالمية كانت أعلنت في 23 أغسطس الحالي إصابة رضيع واحد على الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أول حالة تُسجل في المنطقة منذ 25 عاما، ما استدعى تحذيرات أممية عدة، ودعوات لوقف النار من أجل تطعيم الرضع.

فيما أعربت جولييت توما مديرة الاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن أمل الأمم المتحدة في بدء حملة التطعيم في الأول من سبتمبر المقبل.