11/10/2024 12:13PM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة"
ليس الفراغ الرئاسيّ وَلِيد فراغ سياسيّ، على الرّغم من أنّ السياسة، عندنا، تُخفي رأسها تحت المخدّة في غرفة العناية الفائقة. وليس لبقاء كرسيّ بعَبدا بِلا جالِس وجَلِيس سوى سبب واحد، يُختَصَر بإلغاء النّتائج الديمقراطيّة للإنتخابات النّيابيّة، والإستعاضة عنها بالتَّوافُق، الذي يعني عمليّا تَحَكُّم أحد المواقع السياسيّة في تسمية رئيس مناسب له.
وإذا أردنا تَقريش هذا الكلام بوضوح وواقعيّة، نقول: إنّ المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، المتمثّلة بحزب الله، وضعَت عِصيَّها في دواليب سيّارة الرئاسة، وشَرطُها، لإعادة وضْع هذه السيّارة في الخدمة، أن يكون الرئيس الجديد مُقاوِمًا، يلتزم بمشيئة ولاية الفقيه.
أمّا اليوم، ومع الحركة الناشطة لانتخاب رئيس تحت نار العدوّ الإسرائيليّ، بهدف الاتّجاه نحو التقاط طرف خيط يُبشّر بسلام محتمَل، فصار إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ المتأخّر جدّا أكثر صعوبة. وذلك لأنّ وزير خارجيّة إيران زارنا وأبلغنا قرار ولاية الفقيه، وأتى كلامه عَزْلًا للرئيس نبيه برّي، الذي حاول أن يكون صاحب الكلمة عن حزب الله، بعد اغتيال أمينِه العامّ السيّد حسن نصر الله.
إنّ الاستمرار في قطع طريق بْعَبدا، على أيّ رئيس محتمَل، هو بمثابة إرادة إيرانيّة لإبقاء لبنان الورقة في يدها، لبنان المخطوف من مقاومة إسلاميّة، تابعة لها، تمنع قيام دولة لبنانيّة، ذات مؤسّسات تتمتّع بمنتهى السيادة، وتحديدا ذات مؤسّسات أمنيّة تعمل وتدافع وتحمي انطلاقا من حسّ وطنيّ وانتماء جامع، الأمر الذي يتنافى مع العقيدة الجهاديّة، التي تقاتل في سبيل الله، بعيدا عن اعتبار وطنيّ، وانتماء يظلّل جميع اللبنانيّين.
ليس من السهل أن تتنازل إيران عن دولة تعتبرها في جَيبِها، ولها فيها مؤسّسة جهاديّة وسياسيّة عملاقة، لا سيّما أنّ ولاية الفقيه تحلّل كلّ الدماء في سبيل قضاياها، باستثناء الدّم الإيراني.
وإذا كان الشعب اللبنانيّ اليوم، بكلّ مكوّناته، يتضامن مع إخوته من المهجّرين، نتيجة وحشيّة العدوّ الإسرائيليّ، فإنّ السواد الأعظم منه، ما عدا جمهور حزب الله، يرفض وجود السلاح في يد الحزب، كما يرفض عقيدته الجهاديّة، لأنّ الزمن تخطّى القتال بحافز دينيّ، ووصَل إلى مفهوم الدولة التي تدافع عن شعبها بِدافع الانتماء إلى الوطن فقط.
واستنتاجًا، تُرسي طهران معادلة جديدة: لا سيّد... لا رئيس. أي: في غياب قدرة المقاومة الإسلاميّة، فرع لبنان، على انتخاب أو مبايَعة أو تعيين أمين عامّ جديد لها، لن يكون رئيس جمهوريّة للبنان. لا سيّما أنّ هذا الرئيس لن تقبل به ولاية الفقيه إلّا غطاءً لكلّ ما تأتيه جماعةُ الممانَعة.
ما يجري الآن هو في غاية الوضوح، يحاول اللبنانيّون التقاط أنفاسهم، في ظروف دوليّة مساعِدة، من خلال سدّ الفراغ الرّئاسيّ، بشخصيّة وطنيّة، غير ثأريّة، تستطيع التعامل داخليّا، بسلام مع الجميع، بينما تستمرّ، طهران في السّعي لتعطيل أيّ خطوة في هذا المجال.
نحن أمام حرب طويلة، لأنّ ولاية الفقيه تصرّ على إبقائنا مع غزّة مُطوَّقين بالحزام الناسف نفسه. وذلك، لأنّها ترى في تحرّرنا من هذا الحزام بداية للاتّجاه نحو حلول معيّنة، تُختَصر بلجم القدرة العسكريّة لحزب الله، وتسليم الجنوب أمنيّا للجيش اللبنانيّ واليونيفل.
إنّه شدّ حبال بين المجتمع الدوليّ وإيران، ورهان الفريق "السياديّ"، لبنانيّا، استثمار هذا التحوّل في المسار الدوليّ، للشروع في تأسيس الدولة اللبنانيّة السيّدة.
فهل ستكون الرحلة معرَّضة لمفاجآت مؤلمة تنال من أشرعتها؟ وهل سيكون عند العدوّ الإسرائيليّ فرضٌ بقوّته الإجراميّة لمعادلات جغرافيّة وديموغرافيّة جديدة عندنا؟
شارك هذا الخبر
استهداف مدرسة تؤوي نازحين في غزة وعدد من الشهداء
مكتب نتنياهو: الجيش اعتقل 4 من عناصر حزب الله منهم قائد محلي بعد أن دخلوا منطقة محظورة
شاهدوا..فيديو لنجل الشهيد حسن نصرالله من أمام ركام منزله
تدابير سير في بيروت الخميس
مناشدة "عاجلة" للنازحين من ميقاتي
أدرعي يطل في تحذير جديد!
بالفيديو: إصابة شاب برصاص طائش خلال احتفالات "النصر" في الضاحية الجنوبية
حرصًا على سلامة المواطنين..تحذير مهم من الجيش اللبناني
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa